تقرير// رحيل وليامز يفتح ملف فشل كل مبعوثي الأمم المتحدة في ليبيا

تقرير// رحيل وليامز يفتح ملف فشل كل مبعوثي الأمم المتحدة في ليبيا 

 

لم تنجح الفترة الثانية، للمستشارة الأممية، ستيفاني وليامز في تحريك المياه السياسية الراكدة داخل ليبيا. مثلما حدث في فترتها الأولى عندما استطاعت الضغط لوقف إطلاق النار أكتوبر 2020 وتحديد موعد لاجراء الانتخابات- تم افشاله فيما بعد- في ديسمبر 2021.

وطوال 8 أشهر بعد قرار الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش، تعيين وليامز مستشارة أممية له بعد رفض روسيا وانقسام مجلس الأمن، بشأن تعيينها مبعوثة أممية في ليبيا، لم تنجح وليامز في تجاوز عقبة الأجسام السياسية الفاسدة في المشهد الليبي.

ورغم تحركات وليامز المكثفة ولقاءاتها مع مختلف ألوان الطيف السياسي طوال فترة وجودها في البلاد. إلا أن “فريق فبراير”، أفشل مهمتها تماما. لتخرج هذ المرة دون أي انجاز يذكر. فلا استطاعت هى ولا الأمم المتحدة الإبقاء على حكومة واحدة، سواء كانت حكومة الدبيبة أم باشاغا، ولا أنهت الانقسام الموجود بين مجلسي النواب والدولة، كما لم يتم الاتفاق بعد طوال فترة وجودها على قاعدة دستورية لغجراء الانتخابات ولا موعد جديد لإجرائها.

وكان السلوفاكي يان كوبيش، أعلن استقالته من منصبه مبعوثاً أممياً في ليبيا مطلع ديسمبر الماضي، ولم تفلح الجهود الأمريكية في الدفع بوليامز مكانه، ولا بغيره كمبعوث أممي من إفريقيا وفق بعض المقترحات.

ووفق تقارير عدة، فإن منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا أصبح “مشكلة” بعد استقالة الممثل الخاص للأمم المتحدة يان كوبيش، الذي كان مقره في جنيف، ولديه علاقات وثيقة مع موسكو.

وخلال لقاء تلفزيوني، في أعقاب الاستقالة، وصفت ستيفاني ليامز الطبقة السياسية في ليبيا بأنها “انتهازية” وتتبع مصالحها الخاصة. مؤكدة انها اقتنعت بذلك تماما، على مدى عملها على الملف الليبي اربع سنوات ونصف.

وحذرت من أن الطبقة السياسية ستلعب لعبة “الكراسي الموسيقية”، بدلًا من إعادة توجيه البلاد إلى مسار الانتخابات، بعد إفشال عقدها في موعدها السابق.

وأعلنت الأمم المتحدة، ان وليامز ستغادر منصبها في ليبيا، نهاية الشهر الحالي، دون أن تعلن عن الشخصية التي ستتولى خلافتها.

ومن أبرز الأسماء المرشحة، لترؤس البعثة الأممية في ليبيا، وزير الخارجية الجزائري الأسبق، صبري بوقادوم،  كما يقود الاتحاد الإفريقي جهودا كبيرة لتعيين شخصية إفريقية في هذا المنصب، ومن بين الأسماء التي يدفع بها الدبلوماسي الغاني محمد بن شمباس، وكذلك وزير الخارجية السوداني الأسبق، مصطفى عثمان إسماعيل.

 وتوافد على ليبيا 7 مبعوثين أمميين، منذ سقوط البلاد في الفوضى في أعقاب نكبة فبراير 2011، وقبل تولي وليامز منصبها كمستشارة أممية.
ومن هؤلاء المبعوثين، عبد الإله الخطيب، وزير الخارجية الأردني الأسبق، وعين في أبريل 2011 ولم يبق في منصبه أكثر من 4 شهور. وبعده  الدبلوماسي البريطاني إيان مارتن، واستمر قرابة عام في منصبه حتى أكتوبر 2012.

وجاء بعده طارق متري، وزير الإعلام اللبناني الأسبق،  واستمرت ولايته قرابة سنتين، وقال حين مغادرته: “غادرت حين أصبحت مهمتي مستحيلة وفشلت في إقناع النخب السياسية بالتسوية، وطالتنا نحن البعثة الأممية التهديدات بالقتل”.

 ثم تولى المهمة الدبلوماسي الإسباني، برناردينو ليون
وساهم في جمع غالبية الأطراف السياسية في البلاد لتوقيع الاتفاق السياسي في الصخيرات بالمغرب، في نوفمبر 2015.

وبعده المبعوث الأممي مارتن كوبلر، في الفترة من 17 نوفمبر 2015 إلى 21 من يونيو 2017، وأخفق في فعل شىء، ثم اللبناني غسان سلامة، الذي احدث تقدماً ملحوظاً في ملفات المصالحة والحوار بين كثير من الأطراف المتناحرة، بعد تعيينه في يونيو 2017، وغادر مع بدايات2020 لتتولى المهمة بالإنابة ستيفاني وليامز.

وأجمع كل المبعوثين الأممين إلى ليبيا على انتهازية الطبقة السياسية. فعناصر فبراير الموجودة في السلطة ورغم السخط الجماهيري، والتردي الفادح في أوضاع البلاد والاحتجاجات المتواصلىة لإسقاطها وخروجها، تتمسك بمواقعها ولا تريد مغادرة المشهد أو إجراء الانتخابات.

Exit mobile version