عبد السلام سلامة يكتب// 11 الفاتح يوم تدفق الماء عبر النهر الصناعي العظيم إلى خزان اجدابيا

عبد السلام سلامة يكتب// 11 الفاتح يوم تدفق الماء عبر النهر الصناعي العظيم إلى خزان اجدابيا 

 

مرة ثالثة يعذبني “طول الرجاء”، وقلة الوفاء  و(العتود) التائه في دوحة الأعداء..!

………………..

[.  1.  ]. … يعجبني هذا التاريخ (11 الفاتح) ، أحببته منذ 33 عام عندما جاد الجنوب السخي ــ عندما كنا أخوة متحابين في الله والوطن ــ على الشمال الذي يتهدده الملح فأكرمه بماء عذب تدفق في أول رحلة للنهر الصناعي العظيم، الى خزان اجدابيا فروى مدينة أنهكها العطش ، وغسل الشاعر ” غير الوفي ” جمعة أبوخبينة ــ أصيل مدينة اجدابيا ــ لأول مرة جلده بالماء العذب..

[.  2.  ]. … يوم 11 ـ 9 ـ 1989 تدفقت مياه النهر الصناعي العظيم بعد ان قطعت الاف الكيلومترات الى خزان اجدابيا الذي شُيد على منطقة مرتفعة فأرتسم كبحيرة جميلة أبتلعت في جوفها في مرة واحدة أكثر من 4 ملايين متر مكعب من المياه العذبة التي ترويك وتغنيك عن الأكل..

وعلى ضفاف البحيرة ثنى الشاعر الكبير جمعة ابوخبينة ركبته وظل يُطبّل حتى الصبح ، ويوجه رسالة وفاء تلو آخرى الى القائد معمر القدافي رحمه الله..

[.  3.  ]… ( وياليلة لست انسى طيبها أبدا … كأن كل سرور حاضر فيها) أبوفراس الحمداني..

ومن أشعار جمعة ليلتها:

أصحاب عهد لاصار الندا تاجدنا ….. ان طاح العرق في العين دون بلدنا

إحنا ناسك ، نحنا فدا راسك ….احنا حراسك

نحنا وين تزعل نشعروا بإحساسك….. ورضاك وين ماترضا يكون رضانا..

ومع فجر يوم 12ـ9ـ1989 غادر الشاعر والغاوون ، وغسل جلده لأول مرة بالماء العذب وأستسلم لنوم عميق..

[.  4.  ]. … بعد 22 عام وثلاثة شهور ركب الشاعر جمعة الطائرة متوجها الى الدوحة، وبدلا من الوقوف على ضفاف خزان اجدابيا ويشهر بندقيته للدفاع عنه وقف على ضفاف ( لايـان رز )  وعلى ضفافه قال :

باسمي وباسم الوفد نشكر رجالها ….. واميرها صاحب الصيت الزين

قطر المحبة مانقص مكيالها ………… معانا من اول يوم متفقين ..!

وأختتم قائلا :

تحية اجلال وفخر وجهناها …………… نيابة على جملة الليبيين

عرفان بالجميل وراي من عقالها ……. شيوخ العشاير فيه متفقين

وان شاءالله تجونا بعد فك عقالها ……. واحنا بدولة الدستور محتفلين

ليبيا اللي لو كان ماصبالها ……. الشيخ حمد رانا من المنسييـن

تحرك العالم لين غير حالها …… وراضت بعد جفلة وظلم سنيـن !

اكراما لقطر واميرها وابطالها ………هاذي قصيدة قلتها في الحين..!

ثـم ، غادر الشاعر جمعة الى غرفته ، شعر بأنتفاخ في بطنه ، وأخذ يتقلب على فراشه بسبب التخمة المفرطة وهو يضــــرط ، وظل يضـــرط حتى اليوم ، وسّّمي ذاك العام بعام ( ضرط بوخبينة )..

[.  5.  ]…. وآه ياليبيا ياحبيبتي ،” كم اناديك وفي لحني حنين ودعاء …….

يارجائي كم عذبني طول الرجاء) ، وكم يعذبنا قلة الوفاء ..

وانا (كلما أقول التوبة ) وأعزم على مغادرة هذا الفضاء الذي أتعبني وجلب لي عداوات أنا في غنى عنها ، وأقول يجب أن أذهب الى هناك حيث أشجار الجداري والحلاب الفائح بعلكه اللذيذ ، وحيث ( أمتداد الصحاري والاحساس ان التاريخ قطار مُعطل ) على قول الروائي حسونة مصباحي ، كلما يُفاجئني ( عتود ) تائه ظل طريقه الى الدوحة أمس ، فيتم تأجيل الانسحاب حتى أُشارك في حملة ( التنقريط ) عل هذا التائه يضربه شاهد العقل، ويعود الى ” زريبته ” دون أن يُحملنا تكاليف قهر إضافيه…

كل عام واجدابيا بخير…

Exit mobile version