كشف تقرير نشرته الإذاعة الفرنسية الدولية، عن محاولة مرتزقة من بريطانيا السفر إلى ليبيا للبحث عن وثائق تعزز مطالب لندن بتعويض الدولة الليبية لأسر ضحايا الجيش الجمهوري الأيرلندي، خلال مواجهته مع البريطانيين.
وربط التقرير، بين اكتشاف محاولة المرتزقة البريطانيين السفر إلى ليبيا، وعودة الحديث بقوة عن مطالب بتعويض الدولة الليبية لأسر ضحايا الجيش الجمهوري الأيرلندي خلال مواجهتهم مع البريطانيين، إذ تزعم لندن أن القائد الشهيد معمر القذافي، بدعم الجيش الأيرلندي في سبعينات القرن الماضي.
وبحسب الإذاعة الفرنسية الدولية، فإن الكشف عن قضية المرتزقة يعود إلى ثلاثة أسابيع مضت، إذ أوضح الموقوفون أنهم ينوون الذهاب في رحلة خاصة إلى ليبيا، ربما إلى مصراتة، وتبين أن هؤلاء الجنود البريطانين السابقين يعملون في شركة الأمن الخاصة لـ”جاك مان”، أحد الأصدقاء المقربين للأمير البريطاني هاري، وفق ما كشفت جريدة “مالطا توداي” في 19 الكانون ديسمبر الماضي، وكان جاك مان أيضا جزءا من مجموعة المرتزقة التي حاولت دخول البلاد.
وقال التقرير، إنه جرى اعتراض جاك مان مع موظفيه، على خلفية اشتباه الشرطة المالطية في انتهاكه لنظام تفرضه الأمم المتحدة على واردات الأسلحة ونشاط المرتزقة في ليبيا، وفيما أوضح التقرير أن جاك وهو ضابط بريطاني، أن المجموعة التي يقودها كانت تعتزم تقديم تدريب طبي ورياضي، لكن الشرطة أدركت أن الشهادات مزورة، في وقت شكّكت الشرطة المالطية في خلفيات محاولتهم السفر الى ليبيا كون هؤلاء الرجال وصلوا بترتيبات متفرقة إلى المطار، ورأت أنهم مرتزقة.
ووفق التقرير، فإنه وبعد تحقيقات أمنية، جرى إطلاق سراحهم ومُنعوا من استخدام المجال الجوي المالطي للسفر إلى ليبيا.
يشار إلى أن جاك مان يبلغ من العمر40 عاما، ضابط سابق في الجيش البريطاني وخدم في العراق وأفغانستان قبل أن يؤسس شركة “ألما ريسك”، وهي شركة أمنية خاصة مقرها لندن، في العام 2015، كما أن جاك مان هو ابن سيمون مان، وهو ضابط بريطاني سابق أصبح من المرتزقة وهو العقل المدبر لمحاولة انقلاب في غينيا الاستوائية في العام 2004.
ووفقًا لموقعها الرسمي على الإنترنت توظف هذه الشركة فقط قدامى المحاربين في الجيش البريطاني أو الشرطة أو الوكالات الحكومية الأخرى. ويعترف جاك مان بأنه عمل سابقا في ليبيا لدى شركة أمنية بريطانية أخرى، وهي شركة «إيجيس» لخدمات الدفاع، وفق التقرير الفرنسي.
وطرحت الإذاعة الفرنسية الرسمية عدة أسئلة تشكك في أسباب الرحلة الغامضة إلى ليبيا منها من الذي وظّف هؤلاء المرتزقة المزعومين، ولأي غرض؟.
وربطت الإذاعة بين محاولة قدوم هؤلاء المرتزقة إلى ليبيا، واتهام معارضي رئيس حكومة الوحدة الموقتة عبدالحميد الدبيبة، له بالتوجه نحو الموافقة على دفع تعويضات إلى لندن وضحايا هجمات الجيش الجمهوري الأيرلندي، الذي جرى دعمه من نظام القذافي في سبعينيات القرن، كما أن المرتزقة أرادوا وئائق تعزز اتهام القذافي بدعم الجيش الأيرلندي
ونقل التقرير عن عدد من المسؤولين الليبيين- الذين لم يكشف هويتهم- أن المرتزقة البريطانيين كانوا يحاولون البحث عن وثائق وأدلة من شأنها أن تعزز اتهامات تورط القذافي في دعم جيش أيرلندا.
وسبق أن صرح رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، بأنه على الدولة الليبية أن تتحمل المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبها النظام السابق.
ومن هذا المنطلق، سلمت حكومته قبل أسابيع قليلة الضابط الليبي أبوعجيلة مسعود إلى الولايات المتحدة، بتهمة التورط في حادث لوكربي، أو واقعة تفجير طائرة بان إم فوق قرية لوكربي في إسكتلندا العام 1988 إلى الولايات المتحدة، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها جنود بريطانيون في أنشطة مرتزقة في ليبيا.
