موجة استياء عارمة من زيارة ميلوني لليبيا وتتنوع بين تحذير من الاتفاق ونقد للدبيبة وتذكر لحقبة الفاشست

موجة استياء عارمة من زيارة ميلوني لليبيا وتتنوع بين تحذير من الاتفاق ونقد للدبيبة وتذكر لحقبة الفاشست

أثارت زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني موجة استهجان كبيرة، خاصة وأن هناك تحذيرات من الاتفاقية التي تم توقيعها مع شركة إيني.

موقف الحكومة

حكومة الوحدة قالت إن الاتفاقية التي وقعتها مؤسسة النفط اليوم مع شركة إيني الإيطالية تضمنت استثمارات تتراوح قيمتها بين 7- 9 مليارات دولار في قطاع النفط، فضلا عن صافي إيرادات للدولة يصل إلى 13 مليار دولار.

إلى جانب حجم احتياطات النفط المؤكدة في القطعتين يبلغ 6 تريليونات قدما مكعبا، بسعة إنتاجية تقديرية تبلغ 750 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا لمدة 25 عاما، إضافة إلى أن تطوير الاتفاقية هو الأول من نوعه في ليبيا منذ ما يقارب ربع قرن وتعزيز لصعود ليبيا كأحد أبرز الدول المنتجة للطاقة حول العالم.

تفريط في الثروة

كانت أهم التحذيرات من هذه الاتفاقية من وزير النفط في حكومة الوحدة محمد عون الذي حذر في فيديو مصور له اليوم السبت من فتح التفاوض مع شركة “إيني”، مؤكدا أن فتح التفاوض خطأ منذ البداية، لأن هذه الاتفاقية تم التفاوض عليها عام 2008م.

وأضاف أن الاتفاقية كانت تنص على أن نسبة شركة إيني 40%، على أن تُخفض إلى 30% بعد 10 سنوات، وتم اعتمادها من اللجنة الشعبية العامة آنذاك، فكيف تصبح 37% وفق الاتفاق الجديد.

وأشار إلى أن هناك تضارب بين الاتفاقية مع إيني، والخطة الاستراتيجية التي عُرضت علينا بفارق 2.6 مليار دولار، لصالح إيني، لافتا إلى أن نسبة الـ30% كافية لاسترداد المصاريف وتحقيق الربح، وكافة الاتفاقيات تنص على هذه النسبة.

وأكد عون أن الاتفاقية الموقعة عام 2008 مُرضية للطرفين، ولابد من التعامل بندية، وألا يكون هناك نوع من المغالبة.

وكشف وزير النفط عن وجود تخريب مُتعمد لمكامن النفط في ليبيا، ما يتسبب في اختفاء كميات كبيرة من النفط، ويصعب إعادة إنتاجها، مجددا التأكيد على أن هذا الاتفاق “مخالفة صريحة واضحة، وتفريط في حقوق وثروة مكتسبات الدولة الليبية بعد مفاوضات مريرة، خصوصا مع ارتفاع أسعار الغاز في العام 2008”.

اتفاقية غير قانونية

من جانب آخر قال عضو مجلس النواب علي الصول، إن اتفاقية مؤسسة النفط مع شركة إيني الإيطالية غير شرعية وفاقدة للقانونية، والحكومة والمؤسسة ليس لهما صلاحية توقيع اتفاقية بهذا الحجم وفي الوقت ذاته الحكومة منتهية الولاية.

مشيرا إلى أن الدبيبة همش دور وزير النفط والغاز محمد عون وهو المخول بدراسة هذه الاتفاقية وإعطاء الموافقة عليها بالدرجة الأولى والأخير ليس له علم.

وأشار الصحفي عبد الباسط الشهيبي، إلى أن مثل هذه الاتفاقية ستبقي على الدبيبة في السلطة وبالتالي عدم إجراء انتخابات، موضحا في تدوينة له على صفحته الشخصية على فيسبوك: ” هكذا نعرف سبب الحرب و الصرعات في بلادنا نحن ضحية صراعات اقتصادية  دوليه.

اليوم يستقبل رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني” ويتم الاتفاق علي الغاز و التنقيب المغذي لإيطاليا و الذي سيصبح تحت الحمايه الإيطالية بهذا سترحب إيطاليا بستمرارية عمل هذه الحكومة و كذلك لا تبالي بدخول تركيا للحقول النفطية!!! بموجب هذه الاتفاقيات لها حق الدفاع عن مصالحها..”

عقود إذعان

من جانبه قال الكاتب الليبي ناجي بدر: إعادة الإستماع لكلمة رئيسة الحكومة الإيطالية (جورجيا ميلوني) في مؤتمرها الصحفي مع رئيس حكومة و.و ؛الذي سبق مؤتمر رئيسي مؤسسة النفط الليبية وشركة إيني الإيطالية ، تظهر عدم وجود مبرر  البتة للغضب ،لأنها تؤكد بوضوح أن ماتم هو سياسة 100%.

 بالمناسبة زيارة (ميلوني) وتوقيع الإتفاقية الجديدة بين إيني والوطنية للنفط ، لم تتما إلا بعد زيارتي وزير الخارجية الإيطالي لكل من تركيا ومصر ؛وزيارة السيدة ميلوني نفسها لتونس والجزائر .. أظن أن الأمر واضح جدا جدا.

أما الدبلوماسي الأسبق حسن الصغير فانتقد الاتفاقية واصفا أي توقيع الآن هو بمثابة عقود إذعان، وأوضح قائلا “اي اتفاقيات طويلة المدى في الوقت الحالي يشوبها عدم المشروعية.

ناهيك عن كونها ستكون اقرب لعقود الاذعان منها للاتفاقيات ، ولا مصلحة لليبيا وشعبها في الدخول في صراعات حول مصادر الطاقة مع الدول المنتجة والمستهلكة والمنتجين الدوليين.

الحكمة والتروي يجب ان يكونا حاضرين في اذهان من يتولون المرحلة والا فان العواقب ستكون وخيمة … النظر الامر من زاوية واحدة وهي  زيادة الانتاج وبالتالي الواردات هو عدم ادراك لمخاطر هذه الملفات.

اي توقيع مع ايطاليا او غيرها الان هو عقود اذعان وليس اتفاقيات ( اي بين من يملك ومن لا خيار له )”

الدبيبة متحرش

لم يكتفي الصغير بذلك بل تحدث أيضا عن موجة الاستياء العارمة التي سادت الشارع الليبي والتهكم الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي على تصرفات رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

معتبرين أنها تجاوزت البروتوكول والتقاليد والأعراف المجتمعية والدولية، حتى ذهب الكثيرين إلى وصفه بـ “المتحرش”.

ووصف الصغير الدبيبة بالقول: “اسخروا من دجل المؤذن المتحرش لكن لا تجعلوا السخرية تلهيكم عن مستقبلكم الذي يباع الان ومواردكم التي تنهب والمهاجرين  غير الشرعيين الذين سيشاركونكم وطنكم”

فيما ذهبت منيرة مادي إلى القول بأنه كان يأذن في الناس الأسبوع الماضي.

الفاشية

من جانب آخر انتقد نشطاء وجود ممثلين لإيطاليا في الوفد المرافق لميلوني يرتدون الزي العسكري، الذي يذكر بالفاشية الاستعمارية في ليبيا.

حيث قال عبد السلام الحاسي: عن نفسي ازعجتني قيافته ذكرتني بتلك الحقبه المظلمة من تاريخ الوطن .

أما علي حسيب فقال دخول احتلال الفاشست بثوب السياسه، ولسان حاله يقول هانحن هنا.

وتتواصل التعليقات الناقدة للزيارة وتتنوع بين محذر من تبعات الاتفاقية ومتهكم على الدبيبة وتصرفاته، ومستاء من وجود عسكريين فاشست في الوفد المرافق لميلوني.

Exit mobile version