تقرير إيطالي: اتفاقية ايني استثمار في الدبيبة و نقطة تحول في السيطرة على موارد الطاقة الليبية

تقرير إيطالي: اتفاقية ايني استثمار في الدبيبة و نقطة تحول في السيطرة على موارد الطاقة الليبية 

نشرت وكالة نوفا الايطالية، تقريرا مطولا حول الاتفاقية الجديدة التي وقعها الدبيبة مع شركة إيني الإيطالية، وسبب غضبا شعبيا ورسميا هائلا، حتى من جانب وزير النفط.

وقالت نوفا في تقريرها، إن اتفاقية الغاز البالغة قيمتها ثمانية مليارات دولار والموقعة، السبت الماضي في طرابلس، بين شركة إيني ومؤسسة النفط بحضور جورجيا ميلوني، نقطة تحول في لعبة موارد الطاقة الليبية.

وانتقد البعض الاتفاق، وفق رؤية “نوفا” ووصفه بأنه “غير ملائم” و “يتعارض مع المصالح الليبية”، ما أثار مشاكل قانونية مزعومة بسبب الطبيعة المؤقتة لحكومة الدبيبة في السلطة في طرابلس، لكن هذه المزاعم، وفق التقرير تأتي من شخصيات محرومة من السلطة، والتي وصفتها مبعوثة الأمم المتحدة السابقة لليبيا ستيفاني ويليامز بأنها “ديناصورات سياسية” مهددة بالانقراض.

وهاجم وزير نفط الدبيبة محمد عون إيني وفرحات بن قدارة، واصفًا العقد الموقع في طرابلس من قبل الرئيس التنفيذي لشركة إيني كلاوديو ديسكالزي بأنه “غير قانوني”.

والحقيقة أن عون، كان منذ فترة طويلة على هامش الحكومة بعد أن أعاد الدبيبة تنظيم إدارة قطاع النفط من خلال إحياء المجلس الأعلى للطاقة، وبالتالي إفراغ وزارة النفط، لكن أشد الانتقادات الموجهة لاتفاقية إيني والمؤسسة الليبية للنفط جاءت حتى في إيطاليا من مؤيدين مقربين من فتحي باشاغا.

 ولفت التقرير إنه من المهم أن الاتفاقية، لم تنتقد من قبل حفر والاوساط المحيطة به.

وقال أرتورو فارفيللي، مدير مكتب روما للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية وخبير الشؤون الليبية، وفق تقرير نوفا، إن هذه الاتفاقية هي استثمار في الدبيبة، لكنها بالتأكيد في صورة بن قدارة. ومن الواضح أن الحكومة الإيطالية تعتقد أن رئيس مؤسسة النفط، قادر على تجاوز الاضطرابات في ليبيا، على غرار ما حدث مع سلفه مصطفى صنع الله، الذي ظل في منصبه لمدة عشر سنوات.

وتابع فارفيللي أن السبب وراء الاستراتيجية الإيطالية في ليبيا هو أن الحكومات تمر، لكن المؤسسات التاريخية مثل المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي باقية.

وأضاف فارفيللي، يبدو لي أنه سيكون من الحماقة التوصل إلى اتفاق مثل اتفاق إيني دون مراعاة مسار واشنطن الجديد”، مشيرا إلى أن “المشكلة الحقيقية هي أن كل شخص في ليبيا يبدو وكأنه في مواقعه. إنه مأزق لا يريد فيه كل حاكم في ليبيا حقًا الذهاب إلى الانتخابات. إنها أوليغارشية سياسية واقتصادية تناضل من أجل الحفاظ على الوضع الراهن”.

واستبعد خبير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، تجدد العنف في ليبيا مرة ثانية، بالقول:”لم تعد الظروف التي كانت سائدة قبل أربع سنوات موجودة. لقد توقفت دول الخليج عن إثارة حرب لا يريدها حتى المصريون والأتراك. مجموعة فاغنر حاضرة وتشكل تهديدًا، لكن من الواضح أن لدى روسيا مشاكل أخرى يجب التفكير فيها في الوقت الحالي. الخطر الحقيقي الوحيد في ليبيا هو مأزق لانهائي.

ومن وجهة نظر اقتصادية، تعتبر الاتفاقية التي وقعتها شركة إيني أساسية بالنسبة لليبيا وربما تمثل “القطار الأخير” لتجنب تدهور الدولة العضو في منظمة أوبك، حيث إن حقول الهيدروكربونات النشطة تنفد بسرعة.

وعلق عضو مؤسسة النفط، مسعود سليمان، أن الدولة الليبية وحدها لا تستطيع توفير الأموال لتطوير الحقول، وليس لدينا بديل سوى الاستمرار في هذه الاتفاقية”، معتبرا الاتفاقية “جيدة” و”لمصلحة الدولة الليبية ومؤسسة النفط. ولمواجهة أزمة غاز محلية متوقعة في ليبيا، التي تخاطر محطات توليد الكهرباء الخاصة بها، واعتبارًا من عام 2025، بأن تجد نفسها بدون 600 مليون قدم مكعب من الغاز اللازم لاستمرارها. بحسب التقرير.

Exit mobile version