عبد السلام سلامة.. يكتب: أوراق في الخيانة

أوراق في الخيانة

بقلم// عبد السلام سلامة

[.  1.  ] …  الحال حال ” شتي ” ، دخلت الليالي البيض ، ثم رفعت الراية البيضاء وخرجت ، ودخلت الليالي السود ( الدافيات الليل الساقعات النهار ) ويفترض ان تكون قد خرجت أمس الخميس الثاني من شهر ( فبراير  ) ، ولكن يبدو انها مازالت تماطل ، فالطقس اليوم في بني وليد ( برد شديد يازول ) على قول اخوتنا في السودان ، وهذا يعني ان الليالي السود لازالت تقاوم ، وفي كل الأحوال أيها الوطن الذي دخل عامه الـ 12 وهو في قمة الكدر والسواد ، لاعليك فقد ( حبيتك بالصيف ..حبيتك بالشتي ..وملقانا ياحبيبي خلف الصيف ..وخلف الشتي ) ، وكل عام وانتم أكثر إصراراً على مسح العار بمناسبة اطلالة شهر الكبائر .. [.  2.  ].  … وعلى ذكر الكبائر يقول المشائخ حفظهم الله ( الكبائر من الأمور التي يجب ان يكون الجميع على علم ودراية وفهم لها ) ، ثم يقولون : ( كل حد يوجب إقامة الحد على مرتكبه هو كبيرة ، وسُمّيت كبيرة لأنها معصية للكبير سبحانه وتعالى ) ، ويعدد المشائخ الكبائر ويقولون ان الزناء مثلاً كبيرة ، والسرقة كبيرة ، وخيانة الأوطان كبيرة …الخ ، و ” خلّونا ” بالله عند هذه الأخيرة ، بإعتبارنا اليوم في اليوم الثالث من شهر الكبائر … [.  3.  ].  … وقبّح الله الخيانة ، فهي عمل خسيس لايقوم به شخص سوي ، لكن السؤال :

هل الخيانة كـ كبيرة من الكبائر هي مرض نفسي يصيب بعض الناس ( فتعركهم عرك الرحى بثقالها )؟

لماذا يخون بعض ال ( بني ادمين ) أوطانهم؟

لماذا يخون الصاحب صاحبه؟

وخيانة الوطن وخيانة الصاحب هي خيانة للنفس ، فلماذا يخون البعض أنفسهم ؟!

لماذا يخون بعض الليبيين ليبيا الجميلة ؟!!!

[.  4.  ].  … يقول الإرهابي ” برنار ليفي ” الراعي الرسمي ، والقائد الروحي والميداني لثورات الربيع العربي في كتابه ( يوميات كاتب في قلب الربيع الليبي ) لقد وجدت الطريق ممهدا من خلال استعداد البعض لخيانة اوطانهم ( لقد شاركت في الثورة الليبية بدافع يهوديتي ، لقد قمت بذلك رافعاً راية وفائى  لأسمي وللصهيونية ولإسرائيل  ) !!

لم يقل قمت بذلك لتحرير ليبيا من ( التاغية معمر القدافي ) ، ولكن بدافع يهوديتي ومن اجل الصهيونية واسرائيل ..!!

وعندما هرع القوادون ( لشح الحبل ) لهتلر واعطائه الاحداثيات التي يطلبها ، لم يستقبلهم بوجه بشوش ولم يضحك في وجوههم لكنه ضحك عليهم وقال فيهم ( هولاء أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتي لانهم ساعدوني على احتلال اوطانهم ) ، أما الشاعر الشعبي الليبي فقال فيهم ( هاذيم ناس ماهم ناس …من شرق الجزيرة الى مدينة فاس …مايستحوا م العيب..

[.  5.  ].  … يا الله ، ما أبشع الخيانة ، وما أقبح الخونة ، وما أصح وجوههم ..!

كيف يمشي الخائن في السوق ، وكيف يأكل مع الناس ، وكيف لايمشي منكبا على وجهه ويداري سؤته ، وكيف ينام ملء جفونه كما ينام الطيبون الانقياء؟؟؟

لكن أعتقد ان الخائن لاينام الا كما ينام  الأرنب وعيونه مفتوحة خائفا مرعوبا ، وهل نام ( بروتس ) نوما طيبا وهو الذي طعن سيدة ” يوليوس قيصر ” مؤسس الامبراطورية الرومانية من الخلف رغم انه كان معه كريما سخيا وحين فأجأه بالطعن من الخلف صاح فيه ( حتى أنت يابروتس ؟!)..

[.  6.  ].  …  قال أحدهم ساخراً ( هناك أُناس سمعوا ان الوطن غالي فباعوه ) ..!

وقال آخر جاداً ومحذرا ( ضع في مسدسك عشر رصاصات ، تسعة للخونة وواحدة للعدو فلولا خونة الداخل ما تجرأ عليك عدو الخارج )..

[.  7.  ].  … أما الثالث فقد رأى الوطن في عيني حبيبته ، ورأى عيني حبيبته في الوطن ، فتوجه اليها متغزلا:

( أحاول سيدتي أن أحبك خارج كل الطقوس ، وخارج كل النصوص ، وخارج كل الشرائع والأنظمة .

أحاول سيدتي أن أحبك في أي منفى ذهبت إليه ، لأشعر حين أضمك يوما لصدري بأني أضم تراب الوطن )..

[.  8.  ].  … أخيراً ، من خان خان ، ومن تغلب على النفس الإمّارة بالسوء وصانها من زلات الزمان صان ، و ( كل يد تمسح على وجهها ) وأياكم والكبائر ، وكلما شعر أحدكم — ” أنتم الصامدون في مواقعكم ولم تبدلوا ”  — أنه قد ضعف ، أو ان اليأس يتحرش به ، يعود الى النجع ، والى  شعر المقاومة ويستل منه مايحصن به نفسه ، ويستمر في المقاومة..

صحيح ان الناتو هزمنا عسكريا لكنه لم ينل من معنوياتنا ولن ينال ، فالعدو نفسه يعرف كيف:

لها قعمزنا ركبه ونص ..وجت تردس.. يوازي فيها لمنحس

ركبه ونص لها صبينا … بحر وجو الناتو يذري

لا كبكبنا لا ولينا ….. لا فينا ساذج لا غري

والكفاح مستمر…

Exit mobile version