تقاريرمحلي

بعد 12 عاما على نكبة فبراير.. وقفة جديدة مع الخطاب التاريخي لـ سيف الإسلام القذافي “كل ما حدث”

بعد 12 عاما على نكبة فبراير.. وقفة جديدة مع الخطاب التاريخي لـ سيف الإسلام القذافي “كل ما حدث” 

 

قبل 12 عاما بالضبط من الآن، خرج المترشح الرئاسي الدكتور سيف الإسلام القذافي، بكلمة أصبحت نبوءة حقيقية لكل الأحداث التي تمر بها ليبيا.
فقد حذر الدكتور سيف الإسلام القذافي، في خطاب خالد حي، حتى اليوم في صدور الليبيين بكل ما ستشهده ليبيا وكل ما يحدث لها، أن إنساقوا وراء مؤامرة الناتو، وهو ما حدث بالضبط.
فليبيا انزلقت في حرب أهلية، ومقدراته تسرق وتنهب في وضح النهار، وجماعة فبراير هى جماعة النهب والفساد ولا نظير لذلك في كل تاريخ ليبيا. والانقسام يضرب مؤسساتها.
إنه لم يكن كلمة قالها المترشح الرئاسي الدكتور سيف الاسلام القذافي، ولم يقرأ فيها من الورق كما هو المعتاد ولكنها كلمة خرجت من القلب إلى القلب. فعاشت كل هذه السنوات وستعيش أكثر من هذا حتى يعتدل حال البلاد، وتعود ليبيا لأصحابها ويخرج طابور الخونة والجواسيس وعملاء حلف الناتو وأبواق فبراير منها.
وفي الخطاب التاريخي، في معمة فبراير، حيث تحالف الخونة والناتو والفرنسيين على ليبيا، تنبأ الدكتور سيف الاسلام القذافي بكل ما يمر بليبيا من أهوال ومصاعب.
هو خطاب المترشح الرئاسي الدكتور سيف الإسلام القذافي، نجل القائد الشهيد معمر القذافي، الذي دخل مئات الآلاف على خطابه التاريخي على موقع “يوتيوب”، ووسائل التواصل الاجتماعي، ليسمعونه مرة بعد أخرى، ويعلقون: ليتنا سمعنا كلامه.. كل ما قاله سيف الإسلام كان صحيحا 100%. هذا غير ملايين الليبيين الذين يتحسرون اليوم، على أيام النظام الجماهيري، حيث كانت ليبيا دولة حقيقية، وكان أهلها يعيشون في ثراء وأمن واستقرار، بل إن ملايين العمالة العربية والآسيوية والأجنبية نزلت ليبيا للاستفادة من خيراتها.
لم يكن خطاب تهديد ووعيد، مثلما صورت العديد من وسائل الإعلام الشيطانية، المدعومة من أجهزة استخبارات عربية وغربية، الخطاب وقتذاك، وفي مقدمتها الجزيرية القطرية، وقالت إنه يهدد الليبيين حتى لا يستمرون في فوضاهم والاضطرابات المسلحة التي عمت كل أرجاء ليبيا.
وأثبتت الأيام، أن سيف الاسلام القذافي كان ولا يزال زعيما ليبيًا حقيقيا، ونجل زعيم ليبي وقائد أسطوري، هو معمر القذافي، وحد ليبيا وانطلق بها دولة قوية في مواجهة قوى الامبريالية العظمى.
والخطاب موجود ومسجل، وبثته كل وسائل الإعلام العالمية ومحفوظ في قلوب الليبيين، لمن لم يسمعه من قبل، ليتأكد من صدق كل كلمة قالها د. سيف الإسلام وعبرت عن المصاعب والنكبة والفوضى التي يمر بها الوطن وعلى مدى السنوات الماضية.
ففى ذكرى النكبة، وفي مثل هذه الأيام العصيبة وضع د. سيف الإسلام القذافي النقاط على الحروف وقال في خطابه:-
-بعدما تحولت أحداث 17 فبراير في بنغازي، الى فتنة كبرى وحركة انفصالية؛ وتهديد ليس فقط للحمة الوطنية، بل للوحدة الوطنية لليبيا كأمة وكدولة.
وحيث طرح د. سيف الإسلام القذافي، مبادرة تاريخية وطنية انذاك، قبل 10 سنوات، بالدعوة إلى انعقاد مؤتمر الشعب العام، وبأجندة واضحة، وإقرار مجموعة من القوانين التي هي أصلا متفق على صدورها: قانون الصحافة، ومجتمع مدني، قانون عقوبات جديد، قوانين حضارية، وقوانين جديدة تتماشى مع العالم و تفتح آفاق الحرية، مبادرة تاريخية وطنية، كما قال نصا في خطابه، تشمل بدء نقاش وحوار وطني على دستور ليبيا، وهو أيضا شيء متفق عليه، وحتى القائد في آخر لقاءاته مع الصحافيين في طرابلس، قال إن لا بد في مؤتمر الشعب العام القادم أن يبدأ الليبيون في وضع الدستور، نحن الليبيين نضع الدستور، وتشكل لجنة لوضع دستور للبلاد.
وحذر الدكتور سيف الإسلام القذافي، في خطابه التاريخي من مغبة تضخيم الوضع في ليبيا وقال، عدد القتلى عندما وصل 14 في البيضاء، و84 في بنغازي كمجموع، نرى وسائل الإعلام في الوقت نفسه تكبّر العدد وكثيرا من الأشخاص يزيدونه!
وواصل الدكتور سيف الاسلام القذافي، بأن هناك حملة منظمة لنشر هذه الإشاعات، ولكن نقول أيضا إن هناك أخطاء من الطرفين؛ أخطاء الشرطة، وخصوصا الجيش غير مجهز وغير معد لمواجهة أناس غاضبين، وجماهير زاحفة على مقراته، وهو يريد أن يدافع عن مقاره وعن ذخيرته وأسلحته، وأيضا الناس من حقهم لأنهم غاضبون وحزينون لأن هناك موتى، وهناك كذا. فكل طرف عنده روايته، وكل طرف يتهم الآخر.
وواصل د. سيف الإسلام القذافي في خطابه والذي لا يحتاج الى تفسير أو توضيح:-
ليبيا ليست تونس ومصر، ولا يأخذ الشباب الحماس ويقول نريد التقليد. في ليبيا الوضع مختلف.. ليبيا إذا صار فيها أي انفصال وتفكك ستتحول إلى مجموعة دول، لأن هي أصلا مبنية على ثلاث ولايات وعدة إمارات أيضا. اذ كانت إمارة برقة وولاية طرابلس وفزان، فالانفصال في ليبيا عنده جذوره، فيمكن أن ترجع الأمور كما كانت عليه منذ أكثر من 60 سنة أو 70 سنة.
-الشيء الثاني، أن ليبيا ليست تونس ومصر، فليبيا قبائل وعشائر وتحالفات، ليبيا ليس فيها مجتمع مدني وأحزاب.. لا، ليبيا قبائل وعشائر، وكل واحد يعرف منطقته، وكل واحد يعرف أهله، كل واحد عارف ناسه، ليبيا تصبح بها حرب أهلية، نرجع للحرب الأهلية في 1936، سنقتل بعضنا في الشوارع.- وهو ما حدث بالضبط-
-ليبيا ليست تونس ومصر، ليبيا يوجد فيها بترول وهو الذي وحّد ليبيا، وكانت الشركات الأميركية في التاريخ الليبي هي أحد من لعب دورا كبيرا في توحيد ليبيا.
نحن عندنا مصدر واحد نعيش منه كلنا وهو النفط، وهذا موجود في وسط ليبيا، ليس في الشرق أو الغرب، في الوسط والجنوب.
-عندما يحدث انفصال من الذي سيؤكلنا؟ من الذي سيسيطر على آبار البترول؟ من الذي عنده القدرة الليبية يدير البترول في ليبيا.. من؟ يعني مؤسسة النفط الليبية، أو شركة النفط الليبية، أين تكون؟ في طرابلس أو في بنغازي أو في البيضاء أو في سبها؟ كيف سنتقاسم البترول؟!
وهذا هو الموجود الان، وكما يقول الخبراء، وعلى مدى السنوات الماضية بالضبط، حتى اليوم ينادي الليبيون بتوحيد المؤسسات التي انفرط عقدها.
من سيصرف على أولادنا، على أكلنا، على شربنا، على مستشفياتنا، على مدارسنا؟!
هل تتوقعون أن الليبيين إذا صار التقسيم وصارت حرب أهلية وفتنة، وهي والله فتنة، سنتفق خلاص، خلال أسبوع، شهر، سنتين، ثلاث سنوات، على البترول، وكيفية التقاسم؟!
ستكونون غلطانين، فهذا البترول سيتم حرقه، سيحرقه البلطجية والمجرمون والعصابات والقبائل، وستتم صراعات دموية كبيرة عليه – وهذا ما حدث بالضبط ويراه ملايين الليبيين بأعينهم على مدار 10 سنوات بالضبط.
يا إخوان – والكلام نصا للدكتور سيف الاسلام القذافي- الذي يمكن أن يحصل في ليبيا شيء خطير جدا، أكبر حتى من الوحدة الوطنية والشعارات.. أمة ليبيا وأمتنا ووطننا. نحن يمكن أن نرجع إلى أيام الفقر والشر، سينهار التعليم والصحة، أولادكم غدا لن يذهبوا للمدارس، لن تكون هناك جامعات، ولن نجد دقيقا نأكل به.
إنها نكبة ليبيا التي توقعها خطاب الدكتور سيف الإسلام القذافي بكل تفاصيلها كما حدثت بالضبط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى