فشل الخطة الأمريكية لإرجاء الانتخابات الرئاسية في ليبيا وآليات بديلة لإحكام السيطرة

فشل الخطة الأمريكية لإرجاء الانتخابات الرئاسية في ليبيا وآليات بديلة لإحكام السيطرة

خطة أمريكية سعت لها الولايات المتحدة لإحكام سيطرتها على ليبيا، مستغلة فشل مجلسي النواب والدولة في التوصل لقاعدة دستورية تفضي لانتخابات.

الخطة الأمريكية تتمحور حول إجراء انتخابات برلمانية حارما الشعب من حقه في اختيار رئيسه.

المقترح الأمريكي يتضمن إرجاء الانتخابات الرئاسية إلى حين اعتماد دستور للبلاد بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، فيما سيمنح البرلمان الجديد مدة عامين لإعداد الدستور.

هذا المقترح دعمته سفارتا الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تواصلتا مع شخصيات إعلامية وقبلية لطلب دعمها لفكرة تطبيق النموذج العراقي في ليبيا.

هذا المقترح بمجرد تسريبه لاقى رفضا شعبيا وسياسيا كبيرا في ليبيا، بل وصل إلى حد الهجوم واتهام الولايات المتحدة بمحاولة فرض الوصاية، ومع ذلك حاولت الولايات المتحدة عرض مشروعها في الاجتماع الذي استضاف ممثلين عن الدول الفاعلة في ليبيا «مصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وقطر وتركيا والإمارات وبريطانيا» بحضور المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، والذي عقد بواشنطن.

المجتمعون لم يتمكنوا من التوصل لاتفاق بشأن المقترح الأمريكي خاصة بعد موجة الرفض العارمة التي واجهته، ما يعني فشل الاجتماع الذي أعدت له واشنطن.

التعليق الأمريكي

وهذا ما يمكن استنتاجه من تصريح نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان حول الاجتماع والذي قالت فيه إن بلادها اتفقت مع باتيلي على ضرورة تقديم المساعدة لإجراء الانتخابات الليبية «حرة ونزيهة» في العام 2023.

أما بيان الخارجية الأمريكية الذي أعلن بعد الاجتماع فأشار إلى أنه تم مناقشة «مطالبة الشعب الليبي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية»، وتطرق خلاله باتيلي إلى مشاوراته مع القادة والمؤسسات في ليبيا؛ بهدف تعزيز الإجماع حول إجراء الانتخابات في العام الجاري، إلى جانب اطلاع المشاركين علما بما أنجزه مجلس النواب ومجلس الدولة في المفاوضات التي يسرتها مصر بخصوص الأساس الدستوري للانتخابات، والمشاورات التي ينبغي اتخاذها لاستكمال الاستعدادات للانتخابات.

ترشح سيف الإسلام وفشل الانتخابات

الخطة الأمريكية المدعومة من بريطانيا تهدف للسيطرة على ليبيا لسنوات قادمة وإدخال البلاد في مرحلة انتقالية جديدة، وذلك خوفا من إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا تأتي بشخصيات وطنية قد تغير سياسات أمريكا وبريطانيا وتؤثر على مصالحها.

مسؤول أوروبي دلل على هذا الرأي من خلال تصريحه بأن فشل العملية الانتخابية في ليبيا عام 2021 كان بسبب ترشح الدكتور سيف الإسلام القذافي للانتخابات، إلى جانب تصريحات سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا التي تكشف رفض البلدين خوض سيف الإسلام الانتخابات القادمة، ناهيك عن جهودهما لعرقلة وصوله للترشح.

من جانبه صرح رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بأن تحقيق الاستقرار في ليبيا يتطلب إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية متزامنة ونسعى لإعداد قوانين توافقية بين كل الأطراف، مشيرا إلى أن القوانين الانتخابية يجب أن تمنح الجميع حق الترشح دون إقصاء أو تهميش، وأكد على الاتفاق على أن تُمنح كل أطراف النزاع حق الترشح ويقرر الشعب الليبي من يحكمه.

الآليات البديلة

وبعد الفشل الأمريكي في تمرير مخططها، سعت إلى السيطرة من خلال الأليات البديلة التي وضعها باتيلي بعد فشل مجلسي النواب والدولة في الوصول لاتفاق.

الآليات البديلة التي سيكشف عنها باتيلي في احاطته بمجلس الأمن بعد أيام دعمتها الولايات المتحدة وبريطانيا، وأيضا رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.

المراقبون رسموا بعض السيناريوهات والتصورات حول “الآليات البديلة”، ومنها إنشاء لجنة حوار سياسي جديدة على غرار لجنة الحوار السياسي السابقة التي تكونت من أعضاء ممثلين عن مجلسي النواب والدولة، بالإضافة إلى أعضاء آخرين مستقلين، لكسر احتكار المجلسين للقرارات في العملية السياسية.

ومن بين السيناريوهات المطروحة إمكانية دفع الأمم المتحدة إلى خيار اعتماد النظام البرلماني في ليبيا، بعدما استمر الجمود بسبب عدم التوافق على الانتخابات الرئاسية، وعندها يمكن إجراء انتخابات برلمانية، على أن ينتخب المجلس التشريعي الجديد رئيس البلاد.

بهذا الشكل ترسم الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول الكبرى مصير ليبيا، في غياب تام للإرادة الوطنية وطالب الشعب بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

Exit mobile version