دوليمحلي

اليوم الذكرى الـ 20 لأكبر أكذوبة أمريكية بريطانية والتي اتخذت ذريعة لتدمير العراق

تحل اليوم الذكرى الـ 20 على الغزو الأمريكي البريطاني للعراق، بحجة أكبر أكذوبة من البلدين وهي أن العراق تمتلك أسلحة نووية، وكان الهدف هو تدمير العراق وجيشها وإسقاط نظام الشهيد صدام حسين.

وأثبت التفتيش المتكرر بعد الحرب أن العراق لا يملك أية أسلحة ذرية ولا بيولوجية ولا كيماوية، وأن الغرض من الحرب كان تدمير العراق.

وعلى الرغم من مرور عقدين من الزمن  إلا أن أثارها لاتزال ممتدة ليس فقط على العراق وحده الذي دمرته الحرب ولم يرى الاستقرار منذ تلك اللحظة، وغرق في مستنقع من الفساد والحرب الأهلية، بل المنطقة بأثرها، ولاتزال الشعوب يدفع ثمن تلك الحرب، ولا يزال العراق الذي يعاني أزمات متعددة، وكذلك المنطقة برمتها، يعيشون نتائج هذه الحرب في حياتهم اليومية.

وفي مثل هذا اليوم من عام 2003 توالت الانفجارات واستهدفت الغارات الجوية مقرات القيادات العراقية وقتها أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش بداية حرب “الحرية من أجل العراق”.

وكانت في خريف 2002، نشرت الحكومة البريطانية برئاسة توني بلير تقريرا يحذر من “المخاطر التي يشكلها امتلاك العراق أسلحة دمار شامل” وذلك في محاولة لكسب تأييد شعبه والرأي العام العالمي لصالح القيام بغزو العراق.

ورغم ذريعة أسلحة الدمار الشامل المعلنة فإن أسبابا أخرى مختلفة “سياسية واقتصادية منها رغبة أمريكا وبريطانيا في وضع اليد على ثروة العراق النفطية الهائلة، حيث أكدت وثائق سرية حكومية بريطانية وجود علاقة قوية بين شركات ومؤسسات نفطية وعملية غزو العراق، وقالت إن خططا لاستغلال الاحتياطي النفطي العراقي تمت مناقشتها بين مسؤولين حكوميين وبين كبريات الشركات النفطية العالمية.

واتهم جورج بوش، الشهيد صدام حسين، بأنه يمثل تهديدا حقيقيا لأمريكا وحلفائها لأنه “استخدم” أسلحة الدمار الشامل سابقا كما استخدامها ضد شعبه، واتهمه بـ “تحدي مطالب الأمم المتحدة بعدم تقديم إقرار جدير بالثقة عن برامجه للأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية لمفتشي المنظمة الدولية” الذين استأنفوا عملهم بتفتيش العراق أواخر نوفمبر 2002.

ونشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية مقالًا يرى كاتبه الصحفي البريطاني جون هاريس، أن الغزو الأمريكي للعراق ما زال يلقي بظلاله على المشهد السياسي في بريطانيا، رغم مضي 20 عاما على أحداثه، كما أبرز أن أحداث غزو العراق، الذي بدأ يوم 20 مارس 2003، أسهمت في تحطيم ثقة الشعب البريطاني بحكومته.

وقال إن الذكرى العشرين للغزو، التي تصادف الاثنين المقبل، لا تمثل تذكيرا بمسؤولية بلير وآخرين عن أكبر كارثة سياسية وإنسانية تورطت فيها المملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية فحسب، بل تمثل أيضا اللحظة التي بدأ فيها مركز الثقل السياسي المفترض في بريطانيا يترنح على نحو متهور وكارثي.

وذكّر هاريس بأن حزب المحافظين والغالبية العظمى من الصحافة البريطانية دعموا غزو العراق حينها، وعليه فإن الذكرى السنوية لتلك الحرب المدمرة تعد مثالا حيا على مخاطر التفكير على نحو جماعي، والنتائج القاتمة التي يفضي إليها اختزال الحقائق المعقدة في روايات بسيطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى