32.5 خط الموت.. ذكرى معركة مقدسة تحدت فيها ليبيا الغطرسة الأمريكية ومرغتها بالوحل

32.5 خط الموت.. ذكرى معركة مقدسة تحدت فيها ليبيا الغطرسة الأمريكية ومرغتها بالوحل 

 

قبل عصور المهانة التي تعيشها ليبيا اليوم، وبالخصوص بعد فبراير 2011، كانت الجماهيرية العظمى، تحت قيادة القائد الشهيد معمر القذافي، دولة يشار لها بالبنان. تحفظ كرامتها واستقلالها وتدافع عن سيادتها، عكس ما هو موجود الآن بشكل مزري أضاع هيبة ليبيا تمامًا.

وفي مثل يوم 25 مارس 1986 قبل 37 سنة، خرج القائد الشهيد، معمر القذافي، بزورق بحري لينتقل من مصراتة إلى بنغازي، ويُعلن أن من يتجاوز هذا الخط سوف يُقتل، كما رد على الرئيس الأمريكي الاسبق، رونالد ريجان، بضرب الطائرات الأمريكية التي اخترقت الخط 32.5 وأسقطت وقُتل الطيار الذي كان يقود الطائرة.

وفي مثل هذه المناسبة الوطينة الباسلة، التي تكشف وجها من الصفان المضية في تاريخ ليبيا، وقبل تحديد خط الموت كانت البوارج الأمريكية، كثيرا ما تقف في عرض البحر مقابل الشواطئ الليبية وتُطلق مقاتلات حربية جوية للقيام بمناورات عسكرية بُغية الاستفزاز تارة وبُغية تأكيد سطوة أمريكا على المياه الدولية المقابلة لليبيا تارة أخرى.

وعلى الناحية الثانية، كانت ليبيا تؤكد ان المياه الواقعة في خط عرض 32.5، هي مياه إقليمية ليبية ويجب احترام سيادتها، وإلا سيتم التعامل بشكل عسكري ضد كل من يدخل دون إذن الحكومة الليبية, أما الحكومة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان كان لها رأي مخالف بان خط عرض 32 ، هو مياه دولية ولا حق لليبيا فيه، ومن هنا جاء الاشتباك، وبناء على هذه التجاذبات والتصريحات النارية بين القذافي وريجان تم رسم خط بحري وهمي، بمركب بحري تحت قيادة العقيد مُعمر القذافي وتم تسميته “خط الموت “، وبهذا فقد مددت ليبيا مياهها الإقليمية 12 ميل داخل خليج سرت

ولم يكن التحدي، الذي أعلنه القائد معمر القذافي، عبثيا، بل أصبح خليج سرت مياه إقليمية ليبية بالدماء الليبية التي سالت دفاعا عنه.

وعززت هذه المعركة، هيبة الدولة وتأكيد سيادتها، فالزورق الذي عبر به القائد معمر القذافي، خاض المعركة لتأكيد أحقية الشعب الليبي في خليج سرت، معلنا التحدي لأكبر دولة العالم تملك من الأسلحة ما يفوق قدرات ليبيا العسكرية. فهيبة الدولة وسيادتها تفرض بجسارة الشجعان من الوطنيين، وقوة وإرادة الليبيين الحقيقيين الذين يتحدون العالم.

وبالطبع ما كان موجودا من عزة وهيبة، لايقارن بالأوضاع المتردية اليوم، في طول البلاد وعرضها وانتشار أكثر من 10 قواعد عسكرية، في امتهان صارخ لكرامة ليبيا وسيادتها.

وفي هذه الذكرى الوطنية الخالدة نتذكر، استشهاد البحارة البواسل، في المواجهة مع طاقم زورق وميض والخافرة عين زقوط، علىﺧﻂ ﺍﻟﻤﻮﺕ 32.5 ° ضد الغطرسة الامريكية

والشهداء هم:-

ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ

ﺑﺸﻴﺮ ﺣﻠﻤﻲ ﻋﻠﻲ

ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ

ﻧﻮﺭﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺎﻟﻢ

ﻋﻤﺮ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ

ﺍﺣﻤﺪ ﻋﻴﺎﺩ ﺍﺑﻮﺯرﻳبة التركي

ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﺎﻟﻢ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻱ

ﻧﻮﺭﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ

ﻓﺘﺤﻲ ﻋﻤﺮ ﻋﻄﻴﺔ

ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻘﺼﺒﻲ

ﺟﻤﻌﺔ ﺳﺎﻟﻢ ﺯﻛﺔ

والخلاصة، لم يكن خط 32.5، مجرد خط على المياه بل نقش بالدم المقدس على خريطة الوطن.

وفي هذه الذكرى الجليلة، تحية إجلال وإكبار للقائد الشهيد الذي رفع اسم ليبيا عاليا، وللشهداء الأبرار الذين دافعوا عن الوطن.

Exit mobile version