علي الهلالي.. يكتب: ابحار في ذاكرة ستظل ترفع هامتها بالامجاد

ابحار في ذاكرة ستظل ترفع هامتها بالامجاد

ولازلنا حتى الساعة نردد .. ريغن ياراعي البقر

في مثل هذا اليوم من شهر الطير/ إبريل في العام 1986 كان لهذا البلد موعدا مع الاقدار التي لم تكن الا لتزيده شموخا .. ويشرع التاريخ امامه الابواب ليكتب في سفره حكاية شعب صغير في تعداده كبيرا في القيم التي كانت تقوده وترسم معالم مستقبله ..

في تلك الليلة والليبيون يغازلون احلامهم التي كانت كلها تصب في الحياة والامل كانت قوى الشر تنسج اخر تفاصيل معزوفة الدمار التي ستقدمها لهذا الشعب كي تزيحه من طريق احلامها الاستعمارية بعد ان عرقل كل مشاريعها حين كان بمد فكره الجماهيري الذي يصدره يوقظ النوام في كل العالم ويعمل لإنهاء الاستعمار الذي لم ولن يكون قدرا لشعوب العالم الصغيرة كما حاولت القوى الغاشمة ان تسوق له .

تقول الوقائع التاريخية عن تلك الليلة ان مايزيد عن مائة وستون طائرة من احدث المقاتلات الامريكية حملت على متنها مايربو عن ستين طنا من القنابل التي كانت مصنوعة وفق احدث ما وصلت اليه تقنية الموت والدمار انطلقت ولم يكن لها من هدف الا النيل من منبع القيم .. وكانت تلك الغارة الاطلسية البربرية الهمجية الفاشلة على هذا البلد الذي يسكنه شعب ( كان عظيما ) .. وبالتالي ارتد كيد ريغان الى نحره وباءت الغارة بالفشل رغم الموت والدمار الذي نشرته وزرعته في بلد كان امنا مطمئنا .

مائة وستين طائرة جاءت ناعقة تحمل الموت والدمار لتقذف نارها على هذه الارض التي لم تكن عقيما فتصدى الشرفاء من ابطالها الذين رأوا ان العار اطول من العمر فردوا كيد المعتوه ريغان الى نحره ولقنوا الغرب درسا ( ان عدتم عدنا ) .

غارة كانت هي قافلة للموت صبت جحيمها على بنغازي وطرابلس ولم تسلم منها منشأة لهذا الشعب ولم ينج منها حتى الرضيع الذي لازال لم يعرف الخير من الشر .

عرف راعي البقر حينها صلابة من اعلن بلاده مثابة عالمية للحرية وان التراجع او الاستسلام امر لا يضعه على خارطة تفكيره فكانت المواجهة وكان ان شبعت اسماك خليجنا من لحوم طياريهم ..

وسطر نسور الجو تاريخا عصي عن النسيان في ذاكرة امة اهانت نفسها بعد ان كانت ( خير امة اخرجت للناس ) ..

ويسجل التاريخ يعلن في انصع صفحاته ان هناك من ( تحدى الصلف الامريكي ) قولا وفعلا ..

Exit mobile version