تقاريرمحلي

بين التسيس الانقسام في رؤية الهلال.. يبقى الليبيون وحدة واحدة في الإحساس بالعيد

بين التسيس الانقسام في رؤية الهلال.. يبقى الليبيون وحدة واحدة في الإحساس بالعيد

تتواصل الانقسامات في ليبيا بسبب الصراع على السلطة وفرض النفوذ.. ولكن لأول مرة في تاريخ البلاد يصل الانقسام لحد الدين وإقرار موعد عيد الفطر المبارك.

ففي المنطقة الشرقية أعلنت إدارة الإفتاء عن أن الجمعة هو أول أيام عيد الفطر، فيما أعلن الصادق الغرياني مفتي الجماعات الإرهابية أن السبت هو أول أيام العيد.

ساق الجانبان العديد من الأدلة على شرعية قراره، إذ استندت المنطقة الشرقية على شهادات شهود محل ثقة من هيئة الأوقاف، وشهود عيان وصور وثقت في بعض المحاكم، فيما أكد الغرياني خطأ أو كذب من ساقوا هذه الشهادات مشددا على أن العيد سيكون اليوم السبت.

بعد هذا الخلاف نفذت العديد من المناطق قرار الغرياني الذي لاقى دعما من حكومة الوحدة المؤقتة، إلا أن بعض المناطق خالفت رأيه وكان أول أيام عيدها الجمعة مثل مدن سرت وبني وليد، صبراته، ومناطق العوينية المشاشية، أبو صرة بالزاوية، المعمورة والعزيزية بورشفانة، السراج وخلة الفرجان بطرابلس، وغيرهم من المناطق.

كثير من المواطنين كانت الشكوك تساورهم حول القرار الذي اتخذوه بالصيام أو بالعيد، ولكن ظهور الهلال كبيرا في العديد من المناطق الليبية ليل أمس الجمعة كان مطمئنا للكثيرين.

ولكن الخلاف على رؤية الهلال في ليبيا كان دليلا قاطعا على غياب ولي الأمر وغياب سلطة واضحة محايدة تبعد الدين عن الخلافات السياسية.

وتبدو تصريحات الغرياني هذا العام المخالفة لما كان قد صرح به في سنوات ماضية واضحة، إذ قال في 29 رمضان 2012 الهلال موجود في الأفق لدقائق قليلة ورؤيته متعذرة في ليبيا لقربه من الشمس ولكن علماء المالكية يرون وجوده في الأفق كفاية حتى لم يُرى استنباطا لقول صوموا وافطروا لرؤيته ولذلك غدا يوم عيد، وقال في 29 رمضان 2013 دعونا لرصد هلال شوال ولم يتقدم أحد للمحاكم ولكنه رُصد في الدول المجاورة وثبت في محاكمها وعليه غدا يوم عيد، وفي 29 رمضان 2014 كرر نفس تصريحه في السنة التي سبقتها، وكذلك 29 شعبان 2020 قال دعونا لرصد هلال رمضان وقد ثبت رؤيته في الدول المجاورة وعملا بما عمل به أهل العلم بأنه إذا ثبت الهلال في بلد عم جميع الآفاق والبلاد القريبة عليه فإن غدا أول يوم رمضان.

تصريحات في سنوات أربعة جميعها أكدت عدم رؤيته في ليبيا ورؤيته في دول الجوار، ومع ذلك استند على تلك الرؤية لإقرار العيد، وهو ما خالف ما قام به هذا العام، رغم ثبوت رؤيته في بعض مناطق ليبيا، ووجود شهادات من أشخاص وثوق.

الخلاف والتشظي والانقسام الذي حصل في ليبيا كان محل الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي، فمثلا قال الصحفي فتحي بن عيسى: ” نحن أمام مسألة متفق عليها (السعي لوحدة الصف ما وسعنا لذلك سبيلا) ومسألة مختلف فيها تتعلق بطرق اثبات دخول الشهر القمري وخروجه..

الواقع: فلكيا الهلال ولد، وتعذرت رؤيته، ودول طوق طرابلس كلها رجحت أن الجمعة عيد، فكان الأوفق ترجيح المتفق عليه درءا للفتن بدل التمسك برأي محل خلاف.. فجمع الكلمة أولى من اثبات مسألة مختلف عليها اثباتا لمقدرتك على التحكم في مصائر الناس، وأن سلطانك الروحي لا يزال بخير..

ختاما هي في رقبة عالم أو ظالم، وقانا الله شر الظالمين الذين يسعون في الأرض فسادا وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنا مصلحون..”

أمام الدبلوماسي الليبي السابق حسن الصغير فقال ” خلاصة نقاش :-

الاحوط تحري الهلال وهذا تم والاحوط الافطار لرؤيته وهذا ما تم، لا حيطة بعد شرع الله، والله  شرع الرؤية وثبوتها بشهادة وهذا تم، لن نكون لا انا ولا الغرياني  ولا الف منا احرص من الله على دينه وخلقه”.

وأضاف ” سيرسل الغرياني برسالته من ميدان الشهداء بطرابلس  بأن لديه انصار ومريدين وبأن الجموع تتبع كلمته ورأيه ، وسيقول بأنه ليس معزول وظيفيا ولا اجتماعيا ولا دينيا ولا سياسيا وبأن تياره حاضر وبقوة”.  

فيما ذهب آخرون إلى اعتبار الانقسام الذي حصل هو محاولة لزرع الفتنة والخلاف بين الليبيين ولكنهم فشلوا في ذلك، حيث قال الصحفي زكريا العنقودي: ” متناسين مافات من فتنة كادت تقسم ظهر الليبيين .. هكذا علمتنا كل السنون التي فاتت بكل ويلاتها .. أن نمضي قدما في الفرح و نرمي خلفنا كل ما يترك ندبة بالروح أو جرح بالجسد ..

عايدنا انفسنا اخوتنا جيراننا اهالينا بعد صلاة العيد و لم ننسى ان نعايد اخوة لنا سبقونا للعيد بفارق يوم  فقد عايدناهم  بالهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي يوم امس وهم بدورهم هذا اليوم  بادلونا  المعايدة بل وبفرح اكبر ..فلم تسكت هواتفهم عن الرنين حتى ونحن في طابور التهنئة بالعيد .

وأضاف: “نحن الليبيين قلوب تهفو لبعضها ونبض قلبها واحد مهما اجتهد من يسعى ليعكس ذلك”.

هكذا كانت رؤية الليبيين للخلاف بين الشرق والغرب في تحديد يوم العيد، والتسييس الذي حصل في رؤية الهلال، والانتقادات الواسعة التي طالت الغرياني خاصة بعد ثبوت رؤيته ليل أمس واضحا كبيرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى