عبد السلام سلامة .. يكتب: على هامش عيد العمال

على هامش ” عيد ” العمال..

……………………………..

ياعقــــــــــــــلاء ليبيــــــا .. أتحــــدوا….

[   1   ]   … على مذبح ” الحُب ” سقط ضحايا كُثر بين ميت ومجنون.. ولم يستمعوا لنصيحة ” ابن الفارض ” الذي قال للمتلبسين به  { ردوا بالكم }..: الحب أوله سقم وآخره قتل….

وعلى مذبح سوق ” العمل  “سقط ضحايا بالالاف وفقد آخرون صوابهم عندما لم يجدوا عمل يسدون منه رمقهم … وفي ليبيا الحديثة حتى وانت تعمل عليك أن تذهب كل صباح لتمارس عادة  البكاء على اطلال خزينة خاوية ماعادت تطعم من جوع..!!

قال ” واسيني الاعرج ” ” الحب هو الخطيئة الوحيدة التى يغض الله الطرف عنها ” ويبدو ان غضّ الطرف هذا حقيقة أكدها { قاضي قضاة العشق } الذي تمكن منه الهـــوى فحب وتزوج وهو في ارذل العمر فلم  يســــأم ولم يتململ ، وآخــــرس الفنانــة ” شـــادية ” التى صدّعت رؤوسنا وهي تغني ” القلب يحب مرة ميحبش مرتيـن “..

والعمل ابداع.. والحب انواع..هناك حب البطن..وهناك حب بالقلب..وهناك حب الوطن الذي قال فيه عازف الكمان الاسباني الشهير [ بابلو كاساليس ] : حب الوطن شىء جميل لكن لماذا يجب ان يتوقف الحب عند الحدود.؟.” سؤال مهم انا لا املك اجابته….

[   2   ]   …  وقبل اكثر من قرنـــين ونصف رفع السيد ” كارل ماركس ” يده اليسار وأخذ يغني ” الشاطر يرفع ايده ” وهو يروج لشعاره  الشهير { ياعمال العالم اتحدوا }..فأتحد من أتحــد ، وأُخذ على حين غرّة من أُخذ ، وحين ادرك عمال { شيكاغو } عام 1848 حجم الظلم الواقع عليهم وسرقة جهدهم من قبل أرباب العمل تظاهروا ” فطرّم ” ارباب العمل شواربهم وتدخل البوليس لصالحهم وكان بالمرصاد للعمال الغلابى المطالبين بتحسين اوضاعهم فسقط منهم العشرات وصار لهم يوم يتعاطف فيه العالم معهم ليس اكثر أو قُل يوم ” للتدليس ” كما كنا نقول وماعدنا نقول …!! [   3   ]   …  ولأنه بين عيد الحب وعيد العمال واعياد آخرى خيط ليس { غليظ ” كثيرا، فقد أسدى ـــ المقاوم الغليظ القلب الذي لم يكن لديه وقت للحب وكرس كل وقته للعمل  ـــ { تشي جيفارا } نصيحة للمرأة قائلا ” لاتعشقي يساريا سينساك ويفكر في العمال والكادحين ، وسيحدثك في ليالي الرومانسية عن الارض والخبز والسلام..

وهذا طبعا لايتوافق وحقيقة ” مدير المدرسة ” كارل ماركس الذي اغوته { جيني فون } وماانفك يُقبّل قدميها فبادلته الحب حتى وهي من اسرة ارستقراطية، وقبـــلت بان يغديــــــــها  كــــارل ” خبز وزيتون ” ويعشيها بطاطا…

لكن ” تشي جيفارا ” لم يكن يعلم الغيب ولو قٌدّر له ذلك لعلم ان دولة اسمها ليبيا ــ وعلى بُعد نصف قرن من وفاته  ستصل مرحلة يصير فيها الحديث  ــ عن الارض والخبز والسلام ــ حديثا لامعني له فالارض حُرقت .. والخبزة سُرقت.. والسلام صار بعيد المنال بعد ان تكسرت النصال على النصال في وطن عبر ذات يوم من خانة العمال الى فضاء المنتجين ، ثم لووا عنقه واجبروا على العودة الى الوراء عقود  ليظل تحت رحمة السراق والمرابين والحرايمية  لوقت قد يطول…!!1

[   4   ]   …  وفي عيد الحب ادلت الاديبة احلام مستغانمي بدلوها وقالت “..هو عيد لك وعيد عليك ، فالذين يحتفلون اليوم بالحب  قد يأتي العام القادم وقد افترقوا..”…ولماذا لا نتفاءل نحن ايضا ونقول ان الذين يتشفون في  ليبيا اليوم بتعذيبها  وتمزيق اوصالها قد يأتي العام القادم وقد صاروا ” وليمة لأعشاب البحر ” او لرمال الصحراء…قولوا ياالله.. [.  5.  ].  … نحن الان لاعلاقة لنا بعيد العمال وقد صرنا دولة بلا عمال  فما ينقص حكام ليبيا الجدد في الشرق وفي الغرب” اكثر من سروال “..اكثر من عطلة لاقيمة لها..!!

ونحن لم تعد لنا علاقة  بعيد المنتجين  بعد ان صرنا ” دولة  ” مقطعة الاوصال  واستأصل البغاة ” رحم الانتاج ” فيها..!!

ونحن لاعلاقة لنا حتى بعيد الحب بعد ان صرنا نُشيّد كل يوم ” منارا او قل عارا ” للكراهية…ونُكبر نار الحقد داخل النفوس…!!!

نحن فقط نريد ان نستأذن ” الملحد ” ماركس في هذه المناسبة  وبدلا من ان نردد قوله ياعمال العالم اتحدوا في مناسبة لم تعد تعنينــا ..فنقـــــول { ياعقــــلاء ليبيا اتحـــــــدوا }..انقذوا البلاد من هذا العبث ، لعل الله يغير حالنا الى احسن حال… واليه المــآل..

Exit mobile version