تقاريرمحلي

“رحيل برلسكوني”.. اعتذر لليبيا عن الحقبة الاستعمارية وقبل يد القذافي

“رحيل برلسكوني”.. اعتذر لليبيا عن الحقبة الاستعمارية وقبل يد القذافي 

 

جاء رحيل رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيليفو برلسكوني، ليثير وقفات محلية وعالمية عدة، أمام سيرة برلسكوني ومواقفه الشجاعة وخصوصا تجاه ليبيا خلال فترة توليه رئاسة الحكومة الإيطالية، باعتباره كان واحدا من ألمع رؤساء حكوماتها في العقود الأخيرة.

وكان قد رحل برلسكوني عن عمر ناهز الـ87 عاما بعد حياة سياسية وإعلامية صاخبة. كما كان أحد كبار الأثرياء الإيطاليين علاوة على دوره السياسي المهم ومواقفه التي لا تنسى، إثر صراع مع المرض.

دخل برلسكوني، المعروف بلقب الكافلييري عالم السياسة في يناير 1994، وانطلقت التجربة الحكومية الأولى له في مايو من نفس العام وانتهت في ديسمبر.

شغل برلسكوني، منصب رئيس الوزراء الايطالي، ثلاث مرات ونائبًا خلال خمس ولايات تشريعية، وعضو مجلس الشيوخ في الولاية التشريعية السابعة عشرة.

واشتهر برلسكوني بكونه رجل أعمال معروف ومالك وسائل إعلام ايطالية عدة، كما كان الرئيس التاريخي لنادي إيه سي ميلان طيلة عقود ووفقًا لمجلة فوربس، فإن برلسكوني،  كان يعد سادس أغنى رجل في إيطاليا بثروة شخصية تقدر بـ 7.3 مليار دولار.

ويعزى للقائد الشهيد معمر القذافي، إنه دفع برلسكوني للاعتذار عن الحقبة الإيطالية الاستعمارية المريرة في تاريخ ليبيا، وتعد إيطاليا في عهده البلد الوحيد، الذي اعتذر عن حقبة الاستعمار، ووقع مع القائد الشهيد معمر القذافي معاهدة الصداقة الليبية الإيطالية  2008، فخلال ولايته اعتذر برلسكوني رسميًا لليبيا عن “الجروح العميقة”، التي لحقت بها أثناء الاحتلال الإيطالي من عام 1911 إلى عام 1943، ووافقت إيطاليا على دفع 5 مليارات دولار كتعويضات واستثمارات في مشاريع البنية التحتية الليبية. وهو ما لم يحدث مع أي حكومة أفريقية أو عربية تعرضت للاستعمار البغيض.

ومن المواقف التاريخية الشهيرة، له قيامه في 28 مارس 2010، بالانحناء أمام القائد الشهيد معمر القذافي، وتقبيل يده في سابقة لم تحدث من قبل ودافع عنها وقالت إنها جزء من قناعاته ومواقفه الجريئة.

ويحسب لليبيا وقت النظام الجماهيري، وقت العزة والكرامة، ما قام به برلسكوني كذلك، والذي التقى نجل شيخ الشهداء، ابن عمر المختار وقبل يده. فحكمة القذافي- رحمه الله، كانت جلية من خلال اخضاع الإيطاليين للاعتذار وحفظ مصالح الليبيين من خلال المعاهدة الليبية الايطالية، واللي للأسف يضيعها ويضيع فوائدها على الشعب الليبي، الحكومات ما بعد فبراير من خلال التنازل عن الحقوق الليبية الأصيلة.

وبمثل ما احتفظ برلسكوني بعلاقة قوية ومتينة مع ليبيا وقت القائد الشهيد معمر القذافي، احتفظ بعلاقة قوية مع الرئيس الروسي بوتين، واستمر حتى أواخر حياته يرفض حرب أوكرانيا ويدافع عن الموقف الروسي وهو ما أثار الانتقادات حوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى