قلوب الليبيين البيضاء في اليوم الأسود

بقلم/ علي الهلالي

قلوب الليبيين البيضاء في اليوم الأسود

امثلة يتداولها الليبيون في تراثهم وأحديثهم تدلل على ان الصف الليبي لايمكن شقه مهما كانت الظروف ومهما طال الشقاق فإن عمره قصير ..

كان أبائنا واجدادنا يرددون معان تخرج من صميم قلوبهم “عمره الدم مايولي ماء” وكذلك مثل آخر ضحكنا منه كثيرا وتندرنا عليه وهو قولها “الصاحب على الصاحب يبيع عباته”.

لم تكن مجرد أمثلة نسمعها من الودن هذه فتخرج من الأخرى لكنها كانت معان وقيم ترسخ في الفؤاد وتنقش في الذاكرة فنحن شعب له تاريخ والتاريخ كما نقول أطول من العمر.

الليبيون لم يكونوا يوما أعداء لبعضهم ولكن العدو الأوحد لكل الليبيين هو من حاول ان يوهمنا بأننا اعداء لبعض .. لكن عمر الشقاق قصير مهما طال وحدث ما لم يكن الليبيون يتوقعون حدوثه.

طوفان جاء في ليلة لم تكن بيضاء لليبيين جميعا حتى تلك المدن والقرى التي كانت تبعد عن طريق السيول الفين كيلومتر ..

لم تكن الشاطئ ولا سبها ولا الكفرة بمنأى عن الحزن ولم تشعر طرابلس ولا الزاوية بأنها بعيدة عن ماحدث ولا فكرت نالوت وتيجي ووازن أنها خارج مسار السيل وشعرت بني وليد وترهونة ومصراتة بالبلل لان من لمس الأصبع مس اليد كلها.

كل قرية ومدينة في ليبيا كانت في عمق الحدث وكل ليبي كان يشعر بأنه يختنق من السيل ويقاوم الطوفان .. لم يبق أحد متفرجا .. سارع الجميع لإنقاذ الجميع.

بنفس السرعة التي تهدمت بها سدود درنة تهدمت السدود فيما بين الليبيين والمناطق ولم يعد الليبي يعرف إلا انه ليبي والدم لايصير ماء.

لقد اثبت الليبيون للعالم ان القلوب البيضاء التي تكشفت في اليوم الأسود وأن الليبي لايمكن ان يكون إلا ليبيا .. وكان لدرنة الفضل في ان تجب ما كان قبل طوفانها.

Exit mobile version