محليمقالات

ليبيون : خطرها على “الذاكرة السياسية السماعية ” بين “الهذربة والهدرزة” (2) ..

بقلم// عبد الله عثمان

ليبيون : خطرها على “الذاكرة السياسية السماعية ” بين “الهذربة والهدرزة” (2) ..

(1)

مدخل تراثي  :

– على مقولة الملك النعمان بن المنذر التى ذهبت مثلا .. والتي اطلقها على “ضمرة بن شقة” وهو من فتاك العرب وشجعانهم  .. والذي كان يغير على حمى الملك النعمان بن المنذر حتى أعياه .. ولما لم يجد له قدرة ولا قوة كتب إليه النعمان أن ادخل في طاعتي ولك مائة من الإبل .. فقبلها ضمرة وأتاه .. فلما رآه النعمان وجده قصيرا ذميما تزدريه العين فقال فيه جملته الشهيرة :

(( ان تسمع بالمعيدي خير من أن تراه )) ..

وليصير مثلا تضربه العرب فيمن خبره وصيته خير من مرآه و هيئته ..

والذي يمكن استخدامه مع بعض ” الجرح والتعديل” في سياق تقييم لقاءات السيد محمد ابوالقاسم الزوي في حلقات برنامج الذاكرة السياسية بالقول :’

(( ان تسمع بمحمد الزوي خير من أن تراه أو تستمع إليه )) ..

 (2)

مدخل منهجي :

1 – على”طبيعة السرديات” التى تنطلق من الذات وتعود اليها .. والتى تخفق في الوصول الى الحقيقة وكشف طبقاتها .. خاصة حينما يتعلق الأمر بجهل مزمن او بتجاهل متعمد .. يتعمد أن يهمل زوايا الرؤية المتعددة للأحداث الجماعية وحركة المجتمعات والتاريخ ..

2 – على اهمية “مصداقية وموثوقية ” السارد للأحداث التاريخية .. من خلال معرفة الدور الذي كان يقوم به والمهمة التى كان يشغلها  .. خاصة حين تعيش الذات الواحدة مواقع متعددة ذات طبيعة متناقضة احيانا .. وطبقًا للواقعة التي تستدعيها الذاكرة ..

3 – على اهمية وعي “السياق التاريخي” الذي تستعيده السرديات .. خاصة تلك التى ترتبط بحركة السلطة وهوامشها .. وتتعلق بإيضاح تأثيرها في الفعل السياسي والاجتماعي .. لأن “الصور  المستعادة” عن الأحداث هي لمحة عن “مسار الذات” وليس بالضرورة أن تكون “تعبير عن حقيقة” ما حدث .. ليكون السرد دالا على “التجربة الذاتية ” وليس “الهوية التراكمية أو المتحولة” ..

4 – على اهمية الانتباه الى “ذاتية السارد” التى تحتم ان يتم التعامل مع ماتسرده “ذاكرته الفردية” على أنه “شذرات” يتم استدعائها انطلاقا من موقع الذات الساردة في السياق التاريخي .. بعد تقييم مدى القدرة السياسية والعضوية على التذكر .. وقبل النظر في “الأهلية و الامكانية ” للتعبير عن الرؤى او الافكار المطلقة ..

5 – على تأثير “عنصر الزمن ” في ادراك حقيقة السرديات .. من حيث انها تتداخل وتتعقد في زمن ثلاثي الأبعاد : زمن الأحداث ( الماضٍ الذي يتم استعادته وموقع السارد فيه ) .. وزمن الحاضر ( زمن السرد والسارد ) .. وزمن المستقبل ( اهداف وطموحات ورغبات وصراعات وحتى “عقد” السارد في ما ستؤدي اليه مآلات السرديات ) ..

7 – على ضعف السند المنطقي “للرواية الشفهية ” وتهافت الحجاج العقلاني “للنقل السماعي لها ” .. خاصة حين يتعلق الأمر برواية احداث “خلافية وجدلية واشكالية ” تقطع وتتقاطع مع السائد والمألوف .. لتختلط الحقيقة فيها بالرغبة في التنصل من المسؤولية عنها .. وليتم اللجوء الى طريقة “جلسات الندامة وهدرزة مرابيع لعبة الورق” لروايتها ..

8 – على النتيجة الأكثر سوؤا لذلك .. المتمثلة في تقييم “النظام” من خلال هذه الروايات “الهزلية” لصناعه ورجال مراحله المختلفة وكوادر دولته .. من الذين شغلوا عديد وظائفه ومهامه في الداخل والخارج .. وفي زمن امكانية التحقق من المعلومة .. زمن الحقيقة المصورة التى تفضح الادعاءات وتكشف تناقضاتها .. زمن هيمنة الذكاء الاصطناعي الذي يصوب المعلومات ويعيد بناء الحقائق ..

(3)

مدخل توثيقي :

– على بقية الادراجات القادمة التى ستتناول تطبيق هذه المداخل والمقولات المنهجية على حديث السيد محمد ابوالقاسم الزوي .. الامين الأخير لمؤتمر الشعب العام .. والذي ادلى به في الحلقات من الاولى الى الرابعة ببرنامج قناة العربية : الذاكرة السياسية ..

لإبراز  :

الحقيقة “الواقعية” فيها ..

المخالفة “لحقيقته المروية” عنها ..

الكاشفة لأسباب ..

تخيلاته “هذياناته” بطريقة مشوهة عنها ..

الفاضحة لمًا اورده ..

من أكاذيب “تزويراته” حولها .. والتى تحركها رغبته “المواربة ” في تضخيم دوره “المخالف الضئيل” فيها ..

والله المستعان ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى