محلي

2023 عام من الصراعات والنكبات وفساد الذي نخر عظام البلاد حد الانهيار

2023 عام من الصراعات والنكبات وفساد الذي نخر عظام البلاد حد الانهيار

عام جديد مر على ليبيا.. عام من النكبات وفواجع الأقدار.. لم يرى فيه الليبيون من الخير إلا اليسير الذي لم يتجاوز منحة الزوجة والبنات والأولاد، والتي تزامنت معها ارتفاع كبير في الأسعار.

عند الحديث عن 2023 تتشابك الأحداث المؤلمة التي مرت على ليبيا بدءً من الاشتباكات التي شهدتها طرابلس عدة مرات وكان آخرها في غريان، ومشروع المصالحة الذي لا يزال حبرا على ورق بعد فشل المفاوضات في فك أسر المعتقلين من أنصار النظام الجماهيري وإعلانهم الانسحاب من المشروع، واستمرار الصراع السياسي بين شرق البلاد وغربها.

من بين أوجه السياسة التي عانت منها ليبيا في 2023 سعي المواطن الأمريكي خليفة حفتر لاستمرار السيطرة على السلطة ومنع حرية التعبير والرأي، وخير دليل على ذلك حملة الاعتقالات التي طالت مؤيدي المليشياوي عبد الحميد البرغثي الذي تم اغتياله، إضافة إلى الاغتيالات التي طالت الكثير من أنصاره، إلى جانب استمرار أعمال التخريد التي يقوم بها نجله صدام وزبانيته وتورطه في تهريب المخدرات وغيرها من الممنوعات.

ولا ننسى حكومة التطبيع في المنطقة الغربية وعلى رأسها عبد الحميد الدبيبة الذي دافع عن وزيرته نجلاء المنقوش التي التقت بمسؤولين إسرائيليين مبررا اللقاء بأنه كان عابرا ولم يتم الإعداد له، ناهيك عن أوجه الفساد التي يصعب عدها والتي كشفها ديوان المحاسبة في تقاريره، إلى جانب رفض محافظ المصرف المركزي صرف ميزانية لتلك الحكومة بسبب فسادها المبالغ فيه.

من السياسة إلى الاقتصاد المنهار بسبب انهيار سعر الدينار الليبي، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني في مقابل انخفاض المرتبات، إضافة إلى عدم توفر سيولة في المصارف، ولا ننسى أزمة نقص الوقود التي لا تنتهي وارتفاع العجز في العملات الأجنبية، واستمرار النهب والفساد بشكل يصعب استيعابه رغم جهود النيابة العامة في وقف الفاسدين والتحقيق مع المتهمين.

هذا الفساد كانت له أيادٍ طولى أيضا في محاولات إعادة إعمار درنة بعد إعصار دانيال الذي ضرب المنطقة الشرقية وخلف مئات القتلى وآلاف المصابين والنازحين وملايين الخسائر المادية، ناهيك عن الأضرار النفسية الكبيرة التي لحقت بابناء درنة الذين لا يزالون يعانون تداعياتها حتى اليوم.

في 2023 كان الوعود تشير إلى انتخابات برلمانية ورئاسية يشهدها المواطنين لتنتشلهم من الضياع الذي يغوصون فيه، ولكنها كسابقتيها 2021- 2022 انتهت بحصيلة لم تتجاوز إقرار القوانين الانتخابية بعد مماطلة استمرت عام كامل وأكثر، ومع ذلك لا يزال الأمل قائما في إجراء انتخابات حرة ونزيهة في 2024.

عام 2023 ما هو الا استمرار لأوجه الفساد التي اندلعت نيرانها منذ 2011 وتستمر في الاشتعال رغم خفوتها في بعض الأحيان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى