أوراق من ذاكرة قمة دمشق ..

بقلم/ عبد السلام سلامة

[. 1. ]. … وذكّر الذين هم عن تاريخهم ساهون بأنه في مثل هذا اليوم من العام 2008 ، عُقدت القمة العربية الأكثر شُهرة في دمشق..

يومها أستمع القادة الى كلام مختلف..

قال لهم ( … نحن مختلفون مع بعضنا … مافيه حاجة تجمعنا ابدا إلا هذه القاعة ..) جحضت اعين الرؤساء ، وتغلب بعضهم على الصدمة بالضحك ورشفة ماء من كأس أمامه … ثم أضاف ( … ليش مايكون فيه تحقيق في مقتل صدام حسين ؟! ..قيادة بالكامل تُقتل وتُشنق في المشانق ، ونحن نتفرج ! وممكن الدور جاي عليكم ).. لم يضحكوا هذه المرة لكنهم شربوا كمية اكبر من الماء ، ثم ذهبوا الى الحمّام..

[. 2. ] … كانت الجامعة العربية ممثلة في أمينها العام العميل ( عمرو موسى ) حريصة على الحضور الليبي للقمم العربية لتحريك الماء الراكد ، هز يومها عمرو موسى ذيله طويلا مرحبا بما جاء في كلمة القائد معمر القدافي التاريخية رغم انه لم يترك دوره في طابور الحمّام، لكن ليبيا التي كانت قد انضمت الى هذه الجامعة قبل قمة دمشق بـ 55 سنة كانت دائما غير مرتاحة لادائها ووصلت حد العزم على الانسحاب منها لو لا استجداءات الرؤساء العرب للعدول عن ذلك في كل مرة …

ثم بعد ثلاث سنوات من قمة دمشق لُدغت ليبيا من جحر هذه الجامعة المشبوهة…!

[. 3. ]. …وعودة الى قمة دمشق التاريخية ..

في المساء تحوّل القائد معمر القدافي رحمه الله الى صالة فسيحة من صالات دمشق الجميلة ، وأمامه تحمّس شاعر سوريا الكبير المرحوم عُمر الفرّا ، والقى قصيدته التى جاء في مطلعها :

 

أفديك يارجـل مُقـــاوم … يفنى الوجود ولايُساوم

لاشيء عندك مُستحيل … متى عزمت تجئ غانم

يحميك ربي ، إن سريت …تعود بعد الصُبـح سالم

للنـاس أقنعــــة ، وأنت … رؤاك واضحـة المعالم

وبعد ثلاثة اعوام وقف القادة على الرؤى واضحة المعالم في ذلك الخطاب التاريخي ، وترجل ” الرجل المقاوم ” ليأخذ دوره في طابور الشهداء..

[. 4. ]. … وعندما كان هناك في ليبيا مركزا اسمه ” مركز دراسات جهاد الليبيين ” ، كان هذا المركز يُذكرنا بأنه في مثل هذا اليوم من العام 1930 ، وصل سئ الذكر الارهابي الجنرال ( غراسياني ) كحاكم عسكري الى ليبيا أما بعد ان تحول المركز الى مجرد قطعة أرض تتنازع العصابات ملكيتها فقد غاب المُذكّر والذكرى ..! [. 5. ]. … وعلى زمن ( غراسياني ) — الذي يحيي الطليان داخل ليبيا اليوم الذكرى الـ 94 لاستلامه حكم ليبيا — تحولت ليبيا الى معسكر اعتقال صحراوي مات الالاف داخله شنقا أو مرضا أو جوعا ، وبعد 82 عاما من ذلك العام وفي زمن الحكام الجدد ( هلافيت ) الأمم المتحدة تحولت ليبيا الى معتقل اقتصادي يعبث الصبية بمقدراته فيما يسقط العامة مغشيا عليهم في طوابير المصارف أو يموتون قهرا وجوعا…! [. 6. ]. … قبل ان يولد ” مرشدهم ” ( لينين ) بثلاث سنوات ، وهو الذي قال لهم لاحقا ( الراسماليون سيبيعون كل شيء بما فيه الحبل الذي سنشنقهم به ) كان الروس قد ابتاعوا الامريكان في مثل هذا اليوم ( الأسكا ) ، بمبلغ 2.7 مليون دولار..!

الأسكا مساحتها 1.518.800 كلم مربع ، أى بـسعر 2 سنت للمتر الواحد ..!

كان الوضع المادي للروس يومها ضعيفا ، والروس ايضا حين يكونون في ضائقة يبيعون كل شيء ( أرض … عرض … مواقف …. الخ ) …

سنة 2011 ابان الازمة الليبية ، باع الروس موقفهم من ليبيا للاوربيين والامريكان…مقابل ماذا..لاأدري ، لكن ” هناك بيوع “..

الوضع الروسي اليوم ليس على مايرام ، صحيح ان هناك عنتريات ، لكنها لاتخفي الوضع الاقتصادي السئ … يستر الله على سوريا..

[. 7. ]. … مرت أمس ذكرى إجلاء الأنجليز قبل 54عاما مرور الكرام ولم يتوقف عندها إلا القلة من الوطنيين بصفحاتهم على شبكة المعلومات ..

مؤلم هذا النكران وهذا الجحود ، ومؤلم أكثر أن يستمرالذين أنكفأووا مبكرا في غيهم وتسويقهم ان الإجلاء كان تحصيل حاصل بالثورة أو بدونها ..!

خسئتم يامعشر الخونة ، والعملاء ، لكن ( القرد قالوله بيسخطك ربي قاللهم شن بيخليني غزال ) وكذلك أنتم ، وبالتالي لا تثريب عليكم ..!

Exit mobile version