تقرير// الغارة أبريل 1986 عندما هاجم الأمريكان ليبيا فسقطت مقاتلاتهم في البحر

في مثل هذا اليوم، يتذكر جموع الشعب الليبي واحدة من الهجمات العدوانية الأمريكية الصارخة على ليبيا ووحدتها وسيادتها، وذلك في 15 أبريل الطير 1986، بعدما قامت 66 طائرة أمريكية انطلق بعضها من قواعد بريطانية، آنذاك بشن غارة وقصف أهداف في العاصمة الليبية طرابلس، ومنطقة بنغازي.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض لاري سبيكس، انذاك مبررا العدوان، أن الهجوم كان يستهدف مواقع عسكرية رئيسية  فيما كشفت التقارير، أن الصواريخ ضربت ضاحية بن عاشور، وهي ضاحية مكتظة بالسكان في العاصمة. كما تم قصف المجمع السكني الذي كان يقيم فيه القائد الشهيد معمر القذافي.
وأنذاك، ووسط حملة همجية على ليبيا استمرت لعقود، وانتهت باسقاط الوطن فبراير عام 2011،  زعم الرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريغان  أن الهجوم يعود إلى مسؤولية ليبيا المباشرة عن الإرهاب الموجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية والشعب الأمريكي؟!! فيما لم يثبت القضاء الأمريكي ذاته مسؤولية ليبيا عن اي عملية ارهابية نفذت ضد الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد نفذت الغارة ابريل 1986،  والتي سميت بعملية الدورادو”  عبر عمليات جوية مشتركة بين القوات الجوية والبحرية وقوات المارينز الأمريكية، فيما تصدت المقاومات الأرضية ووسائل الدفاع الجوي الليبي للهجوم الجوي الأمريكي، وأسقطت عدد من الطائرات الأمريكية ، وعرض التلفزيون الليبي أنذاك، صورا لحطام الطائرات الأمريكية التي تقاذفتها أمواج البحر المتوسط على الشاطيء.

وفي ذكرى هذا العدوان الغاشم على ليبيا بمناسبة مرور 38 عاما عليه، وقعت رئيسة وزراء بريطانيا انذاك، على وثيقة تبيح لأمريكا استخدام قواعدها في الهجوم على ليبيا ردا على دعم ليبيا للجيش الجمهوري الايرلندي، لكن فرنسا واسبانيا رفضتا السماح باستخدام اجوائهما ما اجبرت الطائرات المهاجمة على قطع مسافة 800 ميل اضافية وتزود بالوقود في الجو 5 مرات.

وسجلت الأحداث وقتها، ردود أفعال عربية وعالمية غاضبة من العدوان الأمريكي والغارة على ليبيا، حيث تم بعدها  اعدام 3 رهائن في لبنان، وإسقاط مسؤول في السفارة الأمريكية في شوارع الخرطوم، اضافة الي البيانات التي صدرت من شخصيات وتنظيمات عالمية تدعم ليبيا وتساندها في نهجها الثوري بدعم حركات التحرر العالمية .

واللافت للنظر، في ذكرى الغارة أن الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان، ووفق ما نشر بعد ذلك، كانت لديه خارطة لليبيا حددت عليها جميع الأهداف قيل وقتها ان فريقا من المعارضة الليبية قد شارك في اعدادها بالتعاون مع عناصر لها في الداخل الليبي.

وتعد الغارة الأمريكية 1986،  واحدة من هجوم غربي سافر تكرر حدوثه، طوال وجود النظام الجماهيري، الذي كان حريصا طوال الوقت على سيادة ليبيا واستقلالها، ووحدة أراضيها، منذ طرد كل القواعد الأجنبية في عام 1970 وتحرير ليبيا تماما من السطوة الغربية قبلها.

Exit mobile version