تقاريرمحلي

30 أبريل.. الذكرى الـ14 لاستشهاد سيف العرب القذافي: جريمة الناتو التي هزّت ضمير العالم

30 أبريل.. الذكرى الـ14 لاستشهاد سيف العرب القذافي: جريمة الناتو التي هزّت ضمير العالم 

 

في تاريخ الأمم، تظهر زعامات خالدة سطّرت أسماءها بمداد من نور في صفحات النضال الوطني، وقدّمت أرواحها وأبناءها فداءً للوطن.

في صدارة هؤلاء القائد الشهيد معمر القذافي، الذي رفض الهروب أو التنازل عن مواقفه، وواجه قوى الهيمنة الغربية بكل شجاعة حتى نال الشهادة.

ولم يكن وحده رحمه الله في ميدان الصمود، بل قدّم أبناءه واحدًا تلو الآخر، ليكتبوا فصول المجد والتضحية من أجل ليبيا وشعبها وسيادتها وكرامتها، وفي مقدمتهم نجله الشهيد سيف العرب القذافي.

وفي مثل هذا اليوم 30 أبريل 2011، قبل 14 عاماً، أعلنت ليبيا استشهاد سيف العرب القذافي، الابن السادس للقائد معمر القذافي، عن عمر 29 عامًا، إضافة إلى ثلاثة من أحفاده، وعدد من أصدقاء العائلة وجيرانهم، في غارة وحشية شنتها طائرات حلف الناتو على منزل القذافي في باب العزيزية خلال أحداث فبراير 2011.

المتحدث الرسمي باسم القائد آنذاك، موسى إبراهيم، أكد أن القذافي نفسه كان متواجداً في البيت الذي تم قصفه، لكنه نجا من الموت، في حين حصدت الغارة أرواح أبرياء من الأسرة.

كانت العملية الهمجية تعكس استهدافًا مباشرًا لشخص القائد وأسرته، بعيدا عن أي مبررات سياسية أو عسكرية، في مشهد أثار استنكارًا واسعًا داخل ليبيا وخارجها.

وفي الثاني من مايو 2011، تمت في طرابلس مراسم تشييع ودفن جنازات سيف العرب وثلاثة من أحفاد القذافي، وسط حضور آلاف الليبيين. كما شارك في تشييع الجنازة الدكتور سيف الإسلام ومحمد القذافي، فيما كانت طائرات الناتو تحلق في سماء المدينة فوق المشيعين.

ورفع الحاضرون، في مشهد مهيب محفور في الذاكرة الليبية الأعلام الخضراء، ورددوا هتافات تطالب بالثأر، فيما كانت أكفان الشهداء تُنزل إلى مثواها الأخير، في مشهد يختزل وجع الوطن وغضبه، ويخلّد صمود عائلة القذافي في وجه العدوان.

لقد اختصر القائد الشهيد معمر القذافي وأبنائه تاريخ التضحيات، وقدموا ملحمة خالدة في حب ليبيا بالدم والشهادة، وارتفعت أرواحهم على درب العزة والكرامة، بدءًا من “سيف العرب” إلى “المعتصم”، مروراً بخميس القذافي وانتهاءا بالقائد الشهيد معمر القذافي.

هنيئاً لهم المجد والخلود، وجنات الفردوس في الآخرة. وهنيئاً للشعب الليبي شرف كتابة هذا التاريخ المشرف تحت راية قائد ليبيا الحديثة، الذي سيبقى محفورًا في ذاكرة الأجيال، مهما تعاقب الخونة والمرتزقة وأتباع فبراير عليها.

وفي ذكرى استشهاد البطل سيف العرب القذافي لا تزال كلمات القائد خالدة إلى اليوم  عندما خاطب دول التحالف والناتو قائلا:
عليكم أن تيأسوا من أن يرحل القذافي، فأنا لا أملك منصبًا ولا سلطة لكي أتركهما. فهذه بلادي، ولن أتركها، وسأقاتل فيها وأموت فيها”. وهكذا نال الشهادة رحمه الله على أرضها.

سيف العرب القذافي، هو نجل القائد المولود عام 1982 في طرابلس، والذي تخرج من كلية الاقتصاد بجامعة الفاتح، ثم انتقل إلى ألمانيا للدراسة في جامعة ميونيخ. كان معروفًا بالتدين والتواضع، وفضل الابتعاد عن الأضواء والعمل في صمت، كما كان يمضي أوقاتًا طويلة في المسجد.

أُصيب في الغارة الأمريكية على ليبيا عام 1986 وهو في الرابعة من عمره، ليقضي شهيدًا بعد 25 عامًا في غارة أخرى شنتها طائرات الناتو على منزله، لتكتمل دائرة الاستهداف من طفولته حتى شبابه.

واليوم 30 أبريل يتذكر الليبيون ملحمة حقيقية من التضحيات والشهادة قدمها القذافي وأبناؤه دفاعا عن ليبيا، في حين يبيعها أتباعهم اليوم من خونة فبراير في صفقات سوداء وسرقات وجرائم يندى لها الجبين..

رحم الله القذافي وأبنائه الشهداء وأسكنهم الجنة، جزاء ما قدموه من أرواحهم دفاعا عن الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى