الذكرى 44 لمعركة خليج سرت: يوم حطّم الطيارون الليبيون غرور الأسطول السادس الأمريكي

في مثل هذا اليوم، 19  أغسطس 1981، شهدت سماء خليج سرت واحدة من أبرز المواجهات الجوية خلال الحرب الباردة، حيث تصدت طائرات سلاح الجو الليبي لمقاتلات أمريكية تابعة للأسطول السادس الأمريكي.
وقد شكل هذا الاشتباك حدثًا مفصليًا في تاريخ المنطقة، باعتباره “يوم السيادة الوطنية” الذي أكد على أن “خط الموت” – كما وصفه القائد الشهيد معمر القذافي – خط أحمر لا يُمكن تجاوزه.

خلفية الاشتباك

أطلق الأسطول السادس الأمريكي، مناورات بحرية وجوية قرب خليج سرت، الذي كانت ليبيا تعتبره مياهًا إقليمية خالصة. ومع اقتراب المقاتلات الليبية من منطقة المناورات، وقع اشتباك مباشر بين طائرات ميغ وسوخوي ليبية وطائرات غرومان F-14 توم كات أميريكية.

وقد تمكن الطيارون الليبييون، من إسقاط مقاتلة أمريكية من طراز F-14  ومقتل قائدها هنري كليمان، في عملية جوية جسورة قادها الطيار أبو القاسم أمسيك ورفيقه في التشكيل مختار الجعفري، اللذين واجها الفارق الكبير بين قدرات مقاتلاتهم السوفيتية، ومقاتلات ” F-14توم كات” الأمريكية.
وأُطلق على أحد المشاركين في العملية لقب “قاتل القطط”، في إشارة إلى إسقاط مقاتلات “التوم كات” الشهيرة.

وفي كلمته بهذه المناسبة، قال اللواء طيار أبو القاسم أمسيك: “19 أغسطس عام 1981 كان امتحانًا عسيرًا لمصداقية إرادتنا وجدية قراراتنا وثباتنا على المبدأ، بأن ليبيا أرضنا نعيش فوقها بحرية وسيادة كاملة، ولن نفرَط في شبرا منها أو نستشهد شرفاء من أجلها محتضنين ترابها حتى لا تدنسه أقدام المستعمرين. وقد كتب الله لنا النصر المبين في صبيحة ذلك اليوم المهيب، وحطمنا غطرسة عدونا فوق خط الموت”.

كما وجّه التحية لرفيقه العميد طيار مختار الجعفري، والعميد محمد عنون موجه المقاتلات، وأفراد السرب 1022، ومنتسبي قاعدة القرضابية والسلاح الجوي والدفاع الجوي والقوات المسلحة العربية الليبية، مؤكداً أن هذا الانتصار سيبقى علامة مضيئة في تاريخ سلاح الجو الليبي.

الأهمية الاستراتيجية

ومثل الاشتباك أول مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة وليبيا في عهد القائد الشهيد معمر القذافي. كما عزز من تمسك ليبيا بخط الموت (32:30) كحدود بحرية، وهو رمز للصمود الليبي في مواجهة الغطرسة الأمريكية.
وبعد مرور 44  عامًا على معركة خليج سرت الجوية، يظل هذا اليوم محفورًا في ذاكرة الليبيين كرمز للشموخ والدفاع عن السيادة الوطنية، وكدليل على أن الإرادة الوطنية قادرة على صنع الفارق مهما كان حجم التحديات.

لقد كانت المواجهة، أكثر من مجرد اشتباك عسكري؛ بل رسالة إلى العالم بأن سماء ليبيا ليست مفتوحة للانتهاك، وأن التضحيات التي بذلها الطيارون ستبقى شاهدة على تاريخ من النضال والكرامة، بعيدا عن سنوات الخزي والعار بعد نكبة 2011.

Exit mobile version