20 أغسطس 2011.. ذكرى سقوط طرابلس على يد الناتو وبدء رحلة الفوضى والدمار

20  أغسطس 2011.. ذكرى سقوط طرابلس على يد الناتو وبدء رحلة الفوضى والدمار 

 

تمر اليوم الذكرى الرابعة عشر لسقوط العاصمة طرابلس في 20 أغسطس 2011، خلال ما يُعرف بـ”معركة طرابلس”، والتي مثّلت نقطة التحول الكبرى في تاريخ ليبيا الحديث. حيث انتهت المعارك بسيطرة المحتجين، المدعومين من حلف الناتو، على العاصمة، ما أدى إلى انهيار السلطة النظامية، وبدء فترة طويلة من الفوضى والانقسام الداخلي لا تزال قائمة إلى اليوم.

اندلاع المعركة

ففي صباح يوم السبت 20 أغسطس، بدأ المحتجون من داخل طرابلس بالتنسيق مع عناصر من المدن المحيطة بالتحرك نحو العاصمة، ضمن ما أُطلق عليه اسم “عملية فجر عروس البحر”. ترافق ذلك مع إنزال بحري لتوصيل الأسلحة والذخائر إلى المتمردين داخل المدينة، ما أشعل اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية.

خلال اليوم، تمكن المحتجون من السيطرة على شرق العاصمة وأجزاء من وسطها وغربها، بما في ذلك مناطق مثل قاعدة معيتيقة، تاجوراء، فشلوم، السبعة، الظهرة وبن عاشور. وبلغت الاشتباكات المدن المحيطة مثل الزاوية وصرمان وصبراتة غربًا وترهونة جنوبًا، بينما ساعدهم الناتو بتغطية جوية مكثفة استهدفت مواقع  القوات المسلحة العربية الليبية، وحتى بوابات سجن أبو سليم، ما أسهم في اطلاق عدد من المعتقلين.

سقوط العاصمة والرموز الوطنية

ومع حلول مساء يوم 20 أغسطس، اكتملت السيطرة على معظم أنحاء طرابلس، وتم رفع أعلام دول غربية مثل أمريكا وقطر فوق بعض الرموز الوطنية. كانت المدينة، التي كانت تُعرف بـ”عروس البحر”، قد شهدت فوضى ونهبًا واسعًا وأعمال اعتقال وتعذيب، في مشهد أثار الذهول والحزن في كل بيت عربي.

مرحلة ما بعد السقوط

منذ ذلك اليوم، دخلت ليبيا مرحلة طويلة من الفوضى والعنف، حيث سيطرت المليشيات والجماعات المسلحة على مناطق واسعة، وانتشر الإرهاب والتنظيمات مثل داعش في بعض المناطق، ما أدى إلى انهيار مؤسسات الدولة واستمرار الانقسام السياسي حتى اليوم.

وعلى المستوى الإنساني، خلف سقوط طرابلس آلاف الضحايا والجرحى، وتشريد المدنيين، وتدمير البنية التحتية. أما على المستوى السياسي، فقد أدت هذه المعركة إلى تفكك السلطة المركزية وتحول ليبيا إلى ساحة صراع داخلي مستمر، ما جعل البلاد تعيش في دوامة من الفوضى والانقسامات حتى العام الحالي  2025. وفشل كل الحكومات الانتقالية منذ النكبة 2011 في انتشال البلاد من براثن الانهيار، والفساد المروع وانهيار دخل المواطن الليبي وضياع سيادة ليبيا برا وبحرا وجوا.

Exit mobile version