
صحيفة “العرب” اللندنية: الولايات المتحدة أمام لحظة مراجعة حقيقية بشأن ليبيا
أكدت صحيفة “العرب” اللندنية أن، الولايات المتحدة تمر اليوم بـ لحظة مراجعة حقيقية لتدخلها في ليبيا، مشيرة إلى أن الإرث السلبي لتدخلها عام 2011 يجب أن يكون درسًا لتجنب تكرار الأخطاء.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن التدخل الأمريكي في 2011 لم يكن خطة لإعادة بناء ليبيا ودعم الديمقراطية كما رُوّج له، بل انتهى بانسحاب تدريجي ترك البلاد في فراغ أمني ومؤسساتي سرعان ما استغلتها أطراف إقليمية ودولية لا تلتزم بالديمقراطية أو الاستقرار.
ولفتت الصحيفة إلى، أن الانسحاب الأمريكي بلغ ذروته في سبتمبر 2012، بعد مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة من موظفي القنصلية في هجوم على بنغازي، ومنذ ذلك الحين اعتمدت الولايات المتحدة نهجًا حذرًا في ليبيا، محدودًا بالاتصالات غير المباشرة والمشاركة الجزئية في جهود الوساطة الدولية.
ومع تصاعد الحضور الروسي وتنامي التدخلات الإقليمية، قالت الصحيفة إن واشنطن لم تعد قادرة على الاكتفاء بالمراقبة، داعية إلى تعيين سفير دائم وإعادة فتح السفارة بالكامل كخطوة سياسية تعكس عودة أمريكا للمشاركة الفعلية.
وأضافت الصحيفة أن التواصل المباشر مع جميع الأطراف الليبية، شرقًا وغربًا، هو أساس لإعادة بناء الثقة وإطلاق توافقات وطنية تقود إلى انتخابات شرعية. كما أشارت إلى أهمية الخطوات الأمنية لتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب وضبط الحدود ونزع سلاح المقاتلين مع الحفاظ على الحياد، بالإضافة إلى الخطوات الاقتصادية لدعم مشاريع تنموية وتشجيع الاستثمار الأمريكي في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وتحسين الحوكمة.
وشددت الصحيفة على ضرورة مواجهة التدخلات الخارجية، خاصة من روسيا وبعض القوى الإقليمية، مؤكدة أن واشنطن يمكن أن تقود تحالفًا دوليًا لدعم استقلال القرار الليبي وتقديم بدائل عملية للتعاون بعيدًا عن الهيمنة.
وختمت الصحيفة بالتحذير، من أن النافذة الليبية قد لا تبقى مفتوحة طويلًا، وأن عدم تحرك واشنطن قد يحول ليبيا من فرصة إلى أزمة، بحسب التقرير.