محليمقالات

الشبلي ينتقد إنفاق نجل حفتر الملايين على استضافة قرداحي والفنانات وسط معاناة الليبيين

الشبلي ينتقد إنفاق نجل حفتر الملايين على استضافة قرداحي والفنانات وسط معاناة الليبيين 

 

سخر فتحي الشبلي، رئيس تجمع الأحزاب الليبية من ملايين الدولارات التي رصدها نجل حفتر للانفاق على مؤتمر الاعلام العربي في بنغازي، واستضافة المذيع اللبناني جورج قرداحي ومجموعة أخرى من الفنانات.   والفنانين بينما الناس في الداخل يرزحون تحت وطأة الحرمان والفشل الحكومي.

وواصل الشبلي، ابن حفتر يستخدم ثروته الشخصية لتجميل المشهد الإعلامي، فيما المواطن العادي يتحوّل إلى مجرد خلفية صامتة لمسرحية باهظة الثمن، حيث تُقاس قيمة الإنسان بعدد الساعات التي يقف فيها في الطوابير أو طول قوائم الانتظار للحصول على دواء قد ينقذ حياته.

وجاء مقال فتحي الشبلي تحت عنوان جورج قرداحي يربح المليون كالتالي:

في الوقت الذي يُنفق فيه ابن حفتر مليون دولار من ماله الشخصي على الإعلامي اللبناني ووزير الإعلام السابق جورج قرداحي مقابل حضوره مؤتمر الإعلام العربي في بنغازي، يعيش الشعب الليبي واقعًا يُصعب على العقل استيعابه. فالمريض بالسرطان لا يجد ثمن حقنته، ومريض الكلى يفتقد جهاز تصفية الدم، بينما الفقير يكافح يوميًا للحصول على قوت يومه، والسيّدان يقفون في طوابير البنزين كما لو كانوا جزءًا من عرض كوميدي، والشيوخ المصابون بالربو والحساسية يعيشون بلا كهرباء، والغلا يفوق كل وصف، ونسبة الفقر تجاوزت 46%.

المفارقة الساخرة أن مليون دولار، وهو مبلغ يكفي لإنقاذ عشرات المرضى أو دعم آلاف الأسر، يُنفق على صورة إعلامية براقة لمؤتمر، بينما الناس في الداخل يرزحون تحت وطأة الحرمان والفشل الحكومي. ابن حفتر يستخدم ثروته الشخصية لتجميل المشهد الإعلامي، فيما المواطن العادي يتحوّل إلى مجرد خلفية صامتة لمسرحية باهظة الثمن، حيث تُقاس قيمة الإنسان بعدد الساعات التي يقف فيها في الطوابير أو طول قوائم الانتظار للحصول على دواء قد ينقذ حياته.

والمشهد يصبح أكثر مرارة وسخرية حين نرى كم إعلامي ليبي يتسول في شوارع الأردن ثمن إيجار بيته، أو في تونس، أو في تركيا، أو حتى في قطر، وكم من إعلامي وفنان ليبي مات على سريره دون أن يجد علاجًا أو من يهتم به. عمالقة من الصحفيين والفنانين والأدباء والكتاب ماتوا بلا أن يجدوا دولارًا واحدًا، بينما تُنفق ملايين الدولارات على صورة إعلامية براقة لمؤتمر بعيد عن واقع الشعب. المشهد أشبه بكاريكاتير سيريالي، حيث تُباع المظاهر الإعلامية والرمزية على حساب حياة الناس الحقيقية، وعلى حساب كرامة من قدموا سنوات من العطاء في الصحافة والفن والأدب، ليجدوا أنفسهم مهملين على أطراف المدن أو في المهجر، بينما تُستثمر الثروات في صورة براقة وابتسامات مصطنعة على شاشة كبيرة.

المشهد يبدو ككاريكاتير سياسي حقيقي: الإعلامي الذي دفع ثمن كلماته الحرة يجد نفسه يحصل على مليون دولار، بينما الشعب الليبي يواجه الغلا، الحرمان، الفقر، انقطاع الكهرباء، نقص الأدوية، وبطالة فلكية. المال يشتري المظاهر الإعلامية، لكنه لا يشتري كرامة الناس، ولا ينقذ مريضًا، ولا يملأ معدة جائع. وهنا تكمن السخرية المرة: في بلادنا، يمكن شراء الولاءات والكلمات والصور الإعلامية، بينما الإنسان الحقيقي، الذي يعاني على أرض الواقع، لا يجد من يشتري له حياة كريمة أو علاجًا أو قوت يومه. المشهد كله أصبح كوميديا سوداوية: المسرح باهظ الثمن، الجمهور صامت، والممثلون الحقيقيون — الذين عاشوا من أجل الكلمة والفن والإبداع — يُتركون في الظل، دون اعتبار أو رحمة.

إنها لوحة سيريالية للفساد والإسراف، حيث يصبح مليون دولار رمزًا للسلطة والمال الشخصي، بينما الشعب يقف صامتًا خلف الكواليس، يراقب المسرحية ويصرخ في وجه الغلاء والفشل، عاجزًا عن أي تغيير، يلعن الواقع الذي صنعه كبار القوم، ويشهد على السخرية الكبرى: أن ثروات البلاد ومال الشعب لا يُستثمر في الناس، بينما المال الخاص يذهب لشراء كاريزما إعلامية في مؤتمر باهظ، كأن الفن والإعلام في بلادنا أصبحا سلعة يمكن شراؤها بالدولارات، بينما الكرامة والحقوق والحياة الحقيقية تُباع وتُهمل. أم الفنانات المنشور صورهم مع المقال لا نعلم كم مليون دولار رصدت لهم.  

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى