
الشرق الأوسط: الدبيبة يوسّع نفوذه الأمني في طرابلس على حساب «الردع» بدعم تركي
قالت صحيفة الشرق الأوسط إن رئيس حكومة التطبيع عبد الحميد الدبيبة، اتخذ سلسلة قرارات وصفها مراقبون بـ«الحاسمة»، استهدفت تقليص نفوذ جهاز «الردع» على مفاصل أمنية حساسة في طرابلس، بدءاً من مطار معيتيقة وصولاً إلى ملف السجون، وذلك بعد أيام من التوتر حول رئاسة جهاز الشرطة القضائية.
وأضافت الصحيفة أن الدبيبة أصدر، الأربعاء، قراراً بتشكيل لجنة للفصل بين مطار معيتيقة المدني وقاعدته العسكرية، التي اتخذها جهاز الردع مقراً رئيسياً له لسنوات.
ونص القرار على إقامة حاجز مادي وتحديد الحدود الإدارية بين المطار والقاعدة خلال أسبوع، بما يعيد سلطة الإشراف إلى مؤسسات الدولة الرسمية.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أصدر الدبيبة قراراً آخر بتشكيل لجنة برئاسة ممثلين عن مكتب النائب العام ووزارة العدل وجهاز الشرطة القضائية، لتسلّم السجون الواقعة بقاعدتي معيتيقة وعين زارة، وحصر أعداد النزلاء وتصنيفهم، في خطوة رأت الصحيفة أنها «تجرد مليشيا الردع من واحدة من أهم أدوات قوته الميدانية».
وأشارت الشرق الأوسط إلى أن الدبيبة حرص على تثبيت تعيين عبد الفتاح دبوب رئيساً لجهاز الشرطة القضائية، رغم أن مكتب رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي سرب قراراً موازياً بتعيين عطية الفاخري، ما كشف عن صراع أوسع على الصلاحيات في الملف الأمني. ونقلت عن مصدر بالجهاز أن قرار الدبيبة «ملزم من الناحية القانونية» وأن دبوب باشر مهامه رسمياً، مؤكداً أن الحديث عن قرار المنفي «مجرد تسريبات».
وتابعت الصحيفة أن هذه التطورات تأتي في إطار ترتيبات أمنية جديدة بوساطة تركية، هدفت إلى منع اندلاع مواجهات عسكرية بين ميليشيات حكومة التطبيع ومليشيا الردع وحلفائها، بعد تحشيدات متبادلة هددت بانزلاق العاصمة إلى حرب جديدة.
كما لفتت الصحيفة إلى أن قرار الدبيبة «يعكس محاولة لإعادة ضبط التوازن بين المؤسسات الرسمية والأجهزة ذات النفوذ الميداني، ويبعث برسالة سياسية إلى خصومه بأن حكومته ما زالت تمسك بزمام القرارات السيادية»، معتبرة أن هذه الخطوات «تعزز موقع الدبيبة داخلياً وتمنحه أوراق قوة إضافية في علاقاته الخارجية».
وختمت الشرق الأوسط بالإشارة إلى أن هذه القرارات مرشحة لأن تكون بداية لحزمة تغييرات أوسع في القيادات الأمنية، ضمن تفاهمات تهدف إلى خفض التصعيد وترسيخ الاستقرار، في وقت تواصل فيه الأمم المتحدة الدفع بخارطة طريق جديدة نحو الانتخابات وتوحيد المؤسسات بدعم دولي منسق.