بوسعيدة: الحوار المهيكل اعتراف بفشل خارطة الطريق ويهدد بإعادة إنتاج الأجسام الانتقالية
قال المحلل السياسي عمر بوسعيدة إن التوجه نحو الحوار المهيكل قبل استكمال الخطوات الأساسية المتعلقة بتعديل المفوضية والتوافق على القوانين الانتخابية وتشكيل حكومة موحدة، يُعد اعترافًا صريحًا بفشل المرحلة الأولى من خارطة الطريق.
وأوضح بوسعيدة أن المدة الزمنية المحددة للحوار، والمقدرة بشهرين، غير كافية بالنظر إلى تعقيد القضايا المطروحة، مشيرًا إلى أن تجارب الحوارات السابقة مثل الصخيرات وجنيف لم تحقق سوى نتائج جزئية.
وأكد أن الحوار المهيكل ليس مجرد نقاش سياسي، بل عملية تتطلب إرادة حقيقية من القوى المحلية وتوافقًا نسبيًا مع القوى الخارجية لتحقيق نتائج ملموسة، لافتًا إلى أن البعثة الأممية تواجه تحديات كبيرة في تنظيمه داخل ليبيا.
وأضاف أن أداء البعثة خلال 14 عامًا أظهر أن الفشل أصبح سمة ملازمة لطريقة إدارتها للأزمات، أكثر من كونها تسعى لحلول فعلية، مشيرًا إلى وجود مخاوف من استبعاد مكونات اجتماعية وشخصيات فاعلة من بعض المدن، وهو ما يعكس ضعف المعايير ويهدد فعالية الحوار.
وحذّر بوسعيدة من أن استمرار هذه المنهجية قد يؤدي إلى إعادة إنتاج أجسام انتقالية جديدة بدلًا من الانتقال إلى مرحلة دائمة، مؤكدًا أن الأطراف الليبية تفتقر لأدوات ضغط حقيقية، ما يجعل نجاح الحوار مرهونًا بإرادة القوى المحلية والدولية.
وختم بالقول إن فرض العقوبات الدولية، مثل تجميد الأموال أو قيود السفر، لن يحقق نتائج إيجابية، بل قد يفاقم الأزمة بتوليد ردود فعل متشنجة من بعض الأطراف.

الحوار المهيكل



