تشهد ليبيا تصاعدًا جديدًا في حدة التوتر بين الشرق والغرب، مع سعي كل من الدبيبة وحفتر إلى تعزيز نفوذهما السياسي والعسكري في آن واحد.
وفي العاصمة طرابلس، عقد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي اجتماعًا عسكريًا موسعًا لمناقشة إعادة هيكلة الجيش وتوحيد الهياكل الإدارية، في محاولة لتعزيز سلطة حكومة الوحدة المعترف بها دوليًا.
في المقابل، واصل حفتر إعادة تنظيم قواته في مناطق الجنوب والوسط، محولًا ثلاثة تشكيلات عسكرية إلى ألوية جديدة، وأسند قيادتها إلى شخصيات بارزة لضمان السيطرة على إقليم فزان والمناطق الاستراتيجية.
كما استقبل حفتر وفدًا من قادة مدينة بني وليد ذات الثقل القبلي، في خطوة لافتة جاءت عقب إطلاق سراح هانيبال القذافي في لبنان، ما أعاد إلى الواجهة الدور المحوري للقبائل في التوازن السياسي داخل البلاد.
من جهة أخرى، اتهمت الحكومة المكلفة في بنغازي اللواء 444 التابع لطرابلس باعتقال وجهاء من ترهونة خلال توجههم إلى لقاء حفتر، ما زاد من حدة الخلافات بين المعسكرين.
وفي تصعيد ميداني، نفذت وزارة الدفاع في حكومة الدبيبة غارة جوية على ميناء زوارة استهدفت سفنًا يُزعم ارتباطها بعمليات تهريب مهاجرين، وأسفرت العملية عن مقتل ثلاثة أشخاص وفق تقارير إعلامية.
ويأتي هذا المشهد المتوتر، في وقت ارتفعت فيه أعداد المهاجرين المنطلقين من السواحل الليبية إلى إيطاليا بأكثر من 50% منذ بداية العام، ما دفع الدبيبة إلى محاولة إظهار موقف أكثر حزمًا في ملف الأمن والهجرة.
ويرى مراقبون أن، رئيس حكومة التطبيع يسعى لتعزيز صورته داخليًا وخارجيًا عبر عمليات ذات رمزية أمنية، بينما يستمر حفتر في ترسيخ نفوذه العسكري في الجنوب والوسط، مما ينذر بمرحلة جديدة من الصراع السياسي بين المعسكرين.




