محلي
مُتهمًا من يُقاتل معه بالتحالف مع الصهاينة.. الغرياني: حفتر عدو لدينه ووطنه ووجب قتاله ولا يجوز مُهادنته
أوج – تاجوراء
قال المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، الصادق الغرياني، إن الادعاء بأن الدفاع عن الدين والنفس والعرض، دعوة إلى الدموية والقتل، يُعد قلبٌ للحقائق، وافتراء وكذب على الله، وإما أن يكون ذلك بغير علم أو بتعمد وترصد للظلم.
وأضاف الغرياني، في مقابلة له ببرنامج “الإسلام والحياة” المذاع على فضائية “التناصح”، أن القتال في القرآن الكريم له حُكمان، الحكم الأول بأنه حرام وشديد التحريم، ومن أكبر الكبائر ومُبغض عند الله، وتوعد الله فيه القاتل بالغضب واللعنة والخلود في النار.
وتابع أن الحُكم الآخر، في القرآن هو أن القتال واجب، وهو القتال دفاعًا عن الدين والنفس والعرض، لافتًا إلى أن هذا القتال أمر الله به في آيات كثيرة، مُشبهًا حديث البعض بأن العملماء يحرضون على الدموية والقتل، بكلام المُشركين، عندما أرادوا أن ينتهكوا حرمات المسلمين، في الشهر الحرام، كانوا يُبدلون الشهور كي يفعلوا ما يريدون.
وواصل الغرياني، أن الله عز وجل أمر في العديد من الآيات بقتال الكُفار، وأمر في آيات أخرى بقتال المُسلمين، ومن قتُل في هذا القتال مات شهيدًا، مؤكدًا أن من يدّعي غير ذلك يُحرف الحقائق، ويفتري على الأوامر الشرعية، لافتًا إلى أن من يتم الاعتداء عليهم، يجب أن يدافعوا عن أنفسهم وأموالهم وشرفهم، ولا يبالوا بغير ذلك.
وأوضح أن قتال خليفة حفتر لم يبدأ الآن، بل بدأ منذ 5 سنوات، أي منذ عام 2014م، وأن ما قام به على مدار 5 سنوات، يدفع الناس للدفاع عن أنفسهم وألا يسمحوا بإجرامه، لأن ما يقوم به يُعد “دموية”، وخروج عن الشرعية، في وقت لم يكن في ليبيا سوى جسم واحد شرعي، وهو المؤتمر الوطني العام.
ولفت الغرياني، إلى أن حفتر انقلب على الشرعية، بكافة المعايير الشرعية والدنيوية، وأنه منذ ذلك الوقت وهو يلاحق الأبرياء وأهل الشرع والدين، وقتل المئات من الخُطباء والقُراء في بنغازي ودرنة، ومثَل بالجثث، مُبينًا أن جنوده وقواده والمُقربين منه يعلنون أنهم لا يريدون شرع الله، مؤكدًا أنه يجب على كل مسلم أن يُقاتله، ولا يجوز مُهادنته، واصفًا إياه بأنه عدو لدينه ووطنه.
واستطرد أنه لا يوجد أي التباس فيما يخص قتال حفتر، وأنه لا يقاتل معه سوى حلفاء الصهاينة، وأن غرفة أبو ظبي التي تدُير المعركة مع حفتر، يوجد بها “عملاء الصهاينة”، مؤكدًا أن قتال حفتر لأبناء وطنه، يؤكد أن قتاله والتصدي له أمر مشروع، وأن العملاء الأجانب ما جاءوا إلى ليبيا، إلا لاحتلال البلاد وخدمة الصهاينة، مُتهمًا الإمارات والسعودية، بأنهم يتزعموا حملة للتطبيع مع إسرائيل.
وبيَّن الغرياني، أنه إذا قاتل أحد معه، فهو يُقاتل لخدمة الصهيونية، وأعداء الله، ويُعد عميلاً لقوات أجنبية، مُبينًا أنه لا يمكن الوقوف على الحياد في ظل تواجد فئة باغية وأخرى تُدافع عن نفسها، لاسيما أن الحياد هُنا يُعد نصرة للباطل، مُبينًا أن الحياد يقع عندما يكون الطرفان متساويان، ولا يوجد ظالم ومظلوم.
وأشار إلى أن طائرات حفتر، تجول وتصول، وما تترك مكانًا إلا وتقصفه، كما أنها تُركز قصفها على الأحياء المدنية، والمطارات، لافتًا إلى أن هذا قد يكون رد فعل، لهزيمتهم وقتل قادتهم، إلا أن المسؤولين في حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، ومجلس نواب طرابلس، ومجلس الدولة الاستشاري، عليهم أن يكفوا عن إصدار البيانات الاستنكارية، واصفًا ذلك بالعمل العاجز الذي يُجرى العدو على أن يفعل ما يريد.
وأكد الغرياني، أنه كان على حكومة الوفاق أن تستغل قرار مجلس الأمن الاستغلال الأمثل، خاصة بعد عدم اعتراف الدول الأعضاء بمجلس الأمن، بأي جسم شرعي في ليبيا، سوى حكومة الوفاق، وبالتالي كان يجب إصدار قرارات عملية وليست إنشائية، مُتسائلاً عن أسباب عدم تطبيق حكومة الوفاق للقوانين العسكرية، ضد الجهة الخارجة عن الشرعية، مُطالبًا باتخاذ مواقف صارمة ضد الدول الداعمة لحفتر، وإلغاء كافة الاتفاقيات التي تستفيد منها الدول المُعادية.
وتطرق إلى ما حدث عام 2011م، موضحًا أن الليبيون وقتها، لم يُقاتلوا “القذافي” لشخصه، بل قاتلوه لما كان يحمله من عداء للدين والوطن، مُتهمًا القائد الشهيد بأنه كان يستهزئ بكل المقدسات، وأن هذا إذا قاتله الناس، وقاتله أهله بلده، وأعانهم على ذلك أعداء الله، من دول الغرب، فهذا ينطبق عليه مقولة أن الله ينصر الدين بالرجل الفاجر، لافتًا إلى أن إعانة حفتر، تُعد إعانة على الظلم، وانتصارًا له، – حسب قوله.
واختتم، أنه لا تزر وزر أخرى، ولا يمكن محاسبة أهالي أي بلدة أو مدينة بعينها، بأفعال ومواقف فئة قليلة منها، لافتًا إلى أن أبغض الأشياء أن ينتصر الإنسان لعصبية أو قبلية، وأن العبرة بالقول وليس بالقائل، مؤكدًا أن من يقول الحق وجب على الجميع تأييده، بعيدًا عن المدينة التي ينتمي لها.



