محلي
مطالبًا بالنزول لجبهات القتال.. الغرياني: حفتر مستعد للوصول للحكم على جُثث الشعب الليبي
أوج – طرابلس
قال الصادق الغرياني، المُفتي المعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، إن استهداف خليفة حفتر للمدنيين في طرابلس، أدى إلى إزهاق أرواح النساء والشيوخ والأطفال الآمنين في بيوتهم، مشيرًا إلى أنه في طرفة عين حولهم إلى أشلاء ممزقة.
وأضاف في مداخلة هاتفية، عبر فضائية التناصح، رصدتها “أوج”، أن ما حدث ليس غريبًا على حفتر، وعلى تاريخه الأسود، موضحًا أن حفتر لا يقف عند أحد، وأنه فعل ذلك في بنغازي، حيث قتل من أهلها أكثر من 15 ألفًا، غير الآلاف المؤلفة من المصابين.
وتابع: “في درنة فعل ذلك أيضًا، وفي قنفودة، حيث قتل خيرة الناس من الصالحين والعلماء، والمصلين والمُحفظين للقرآن الكريم، وكل من يقل خيرًا في بلاده، من المنطقة الشرقية، كلهم فعل بهم ما فعل”.
ولفت إلى أن حفتر، جاء الآن إلى طرابلس، لكي يفعل بها الأمر نفسه، من أجل أن يصل إلى حكم البلاد، مؤكدًا أنه يسير على نهج “إما أن نحكمكم، وإما أن نقتلكم”، على حد قوله.
وأوضح الغرياني، أنه على أهل ليبيا جميعًا أن يتصدوا له، سواء كانوا من المنطقة الشرقية أو الجنوبية أو الغربية، مشيرًا إلى أن ما يفعله حفتر ومرتزقته، فعل قُطاع الطرق، وأنه لا يستطيع أن يطلق عليه اسم باغٍ، فالباغي متأول ومجتهد، ولديه وجهة نظر، ويريد أن يصل من خلالها إلى حق ولو كان ضعيفًا.
واستكمل: “لو افترضنًا أن حفتر باغٍ، فقد أمرنا الله بقتاله، إلا أن ما يفعله هو ومرتزقته، هو فعل قُطاع الطرق، وينبغي أن يُعاملوا على هذا الأساس، لأنهم مرتزقة ليس لهم تأويل، وليس لهم اجتهاد، بل هم مأجورون بأموال فاسدة، من ملوك السعودية والإمارات”.
وزعم الغرياني أن قتلة أبناء ليبيا ليس حفتر وجنوده فحسب، بل بمساندة ملوك السعودية والإمارات، بأموالهم التي يدفعونها لهؤلاء المرتزقة.
ووجه الغرياني حديثه إلى أهالي مدينة ترهونة، قائلاً: “أُذكر أهل ترهونة، بأمجادهم وتاريخهم المشرف، في الجهاد، وأذكرهم بكل من قُتلوا وشُنقوا من أجل الجهاد وإحقاق الحق، مثل أحمد المريض، وعلي الحاتمي، وأحمد المنتصر، فهؤلاء منهم من قاد معارك كثيرة في ترهونة”.
وتساءل: “كيف يا أمجاد ترهونة تسودون التاريخ الناصع، الذي سطره الأباء والأجداد، وترضون من يكون من أبنائكم عميلاً لملوك السعودية والإمارات، ويعمل مرتزقًا في الحرب، يأخذ المال ليقتل إخوانكم”، متابعًا بالقول: “أنتم وأهل طرابلس، أصهار وبنو عمومة، فأنتم تقتلون أنفسكم، ووالله هذا عار، سيُكتب عليكم في تاريخها، لا يمحوه الزمان، فعليكم أن تضربوا على أيدي أبنائكم، الذين أطمعهم المال، فكيف تدفعون بفلذات أكبادكم، إلى القتل والأسر؟”.
وبيّن الغرياني، أن المرتزقة يريدون أن يسطوا على أرض طرابلس، وينتهكوا حرماتها، ويحتلوا بلادها من أجل مجد شخص مجرم يريد أن يبني عرشه على الجماجم، قائلاً: “لا تتركوا فلذات أكبادكم في هذا الطيش، والطمع في المال، فإن هذا عار في الدنيا والآخرة”.
وواصل أنه على الشعب الليبيي أن يرصوا الصفوف، ويجمعوا كلمتهم، ويلتحقوا بجبهات القتال، موضحًا أن كل من لديه قدرة على القتال وحمل السلاح، يجب عليه أن يلتحق بالجبهات، وأن يحسموا المعركة، في أقرب وقت، مشيرًا إلى أنه كلما طال زمن المعركة، كلما كثرت الضحايا، وضاعت الدماء، وذهب الأبرياء والآمنين.
وطالب الغرياني، المسؤولين في ليبيا بالبحث عن تحالف مع أصدقاء، يناصرونهم ويمنعون عنهم شر الدول، التي تتعاون مع المجرم حفتر، موضحًا أنه تعاون مع فرنسا بتاريخها الدموي معروف في الاستعمار والاحتلال وقتل الأبرياء في الجزائر وإفريقيا، كما تحالف مع المال الفاسد، وملوك السعودية والإمارات، ودول أخرى تغض النظر عنهم وعن أعمالهم.
واستطرد أن الأمم المتحدة ترى ما تراه ولا تحرك ساكنًا، والدليل على ذلك أنه عندما بدأ حفتر هجومه، في اليوم الأول، كان أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة يزور طرابلس، وذهب إلى حفتر، ثم بعد ذلك خرج لنا بتصريح المنافقين، على أن قلبه مكسور.
وتساءل مجددًا: “ماذا يستفيد الليبيون من هذا الحديث الفارغ، الذي لا معنى له ولا قيمة ولا وزن له، فهل استطاع أن يقول لحفتر، أنه مجرم، وظالم، ويقاتل الإنسانية والمدنية؟، فلم يقل شيئًا من هذا، وإنما خرج بكلمة نفاق”، متابعًا أن مبعوثه أيضًا، في إشارة إلى غسان سلامة، لا يتجاوز هذا المقدار، موضحًا أن حديثهم كله بعيد عن الحقيقة، متهمًا إياهم بدعم حفتر.
وأثنى الغرياني على تصريحات فتحي باشاغا، وزير داخلية حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، التي أكد فيها أنه على الشعب الاعتماد على نفسه، متابعًا: “يجب ألا نثق في المجتمع الدولي، ولا في الأمم المتحدة، وعلينا أن نعتمد على أنفسنا، فلا يجوز أن تتوقف المعركة في منتصف الطريق”.
وأكد أنه لابد من دحر هذا العدوان، حتى يعود إلى مكانه، ويُلاحق هناك، موضحًا أن البلاد يجب ألا تأمن جرائم حفتر، وأنه على المسؤولين أن تكون مواقفهم صلبة، وأن تكون عندهم تحالفات، وأعوان من الخارج، بحيث يستطيع الجميع الوقوف في وجه المال الإماراتي، والمال الفاسد من السعودية.
ولفت إلى أن من يحاول زرع الفتنة بين المنطقة الغربية والشرقية، عدو صائل، يقوم بأفعال المجرمين ومرتزقة خليفة حفتر، موضحًا أن من يبثون الإشاعات، ويردون الناس عن نصرة الحق، والدفاع عن الدين، منافقون، مُبينًا أن من يقوموا بهذا الدور وقت انتهاك الحرمات والأعراض، يناصرون العدو، وحكمهم مثل حكمه.
وأضاف: “ما نحبه لأهلنا في الشرق من الخير، هو ما نحبه لأهلنا في الغرب، لأن هذا هو فرض الإيمان والإسلام”، موضحًا أنه على الجميع ألا يكره شخصًا لأنه من الشرق ولا من الغرب، بل يكرهه لما فيه من الظلم، والإجرام والعدوان، ويحبه بقدر ما فيه من خير، ويقدره بقدر عمله، ويعامله بقدر إحسانه.
وأشار إلى المعركة ضد الظالمين، والمعتدين والمجرمين، وضد من يريدوا أن يُنصّبوا شخص مجرم، تاريخه أسود، على أشلاء الموتى، موضحًا أن تاريخ حفتر الذي شاهده الجميع، يؤكد أنه مستعد للوصول إلى الحكم على حساب فناء الشعب الليبي بالكامل، قائلاً: “على الجميع أن ينتبهوا ولا يفكروا بالأفكار الضيقة، حتى في طرابلس، عليهم أن يفكروا في الوطن، ونصرة الحق أيًا ما كان، وأن يجتهدوا في وضع الخطة الصحيحة التي تؤمن ليبيا، لأنهم إذا فكروا بهذا المنطق الضيق، فالعدو سيلاحقهم، وسيهزمهم”.
وروى الغرياني، أن حفتر فعل ما فعله بدرنة وقنفودة، وحاصرهم بالشهور الطويلة، حتى أكلوا العشب، وشربوا الماء المالح، وكان يقتلهم بدم بارد، في الطرقات والشوارع، وكان أهل المنطقة الغربية لا تتحرك لهم شعرة، ولا يتحرك لهم ساكن، بل كان منهم من يعمل على منع الناس الذين يذهبون إلى نصرة إخوانهم المظلومين في المشرق.
واختتم الغرياني حديثه، قائلاً: “على أهل طرابلس، أن يفكروا بطريقة سليمة، وبالعقل الصحيح، وأن تكون قضيتهم قضية ليبيا بالكامل”، مطالبًا إياهم بأن يحموا بلادهم، وينزلوا جميعًا إلى الالتحاق بالجبهات، مؤكدًا أن كل من لديه قدرة على القتال، سيحسم المعركة في أقصر وقت ممكن.



