اقتصادمحلي

تقرير| أزمات الوقود والكهرباء ترهق الليبيين رغم مليارات الإنفاق

تقرير| أزمات الوقود والكهرباء ترهق الليبيين رغم مليارات الإنفاق 

توقف تقرير نشره العربي الجديد أمام أزمة الوقود والكهرباء الخانقة في ليبيا، الغنية بالنفط ولفت التقرير الذي طالعته “الجماهيرية”، أن ليبيا تشهد منذ أسابيع أزمة خانقة في قطاعي الوقود والكهرباء، انعكست بشكل مباشر على حياة المواطنين اليومية، مع طوابير طويلة أمام محطات الوقود وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي.

ويقول المواطن علاء القيب بطرابلس إن أزمة البنزين باتت تمس حتى تشغيل المولدات المنزلية: “الكهرباء تنقطع ست ساعات نهاراً وثلاث ساعات ليلاً، بينما يُمنع تعبئة الغالونات لتشغيل المولدات، ولا حلول في الأفق“.

وفي منطقة جنزور، يؤكد أصحاب المحال التجارية أن الديزل مفقود من المحطات ويباع في السوق السوداء بسعر يصل إلى دينار لليتر مقابل السعر الحكومي البالغ 0.15 دينار فقط، ما يضاعف معاناة السكان والتجار.

أما الأمهات، مثل فاطمة الشبلي، فتصف الوضع قائلة: “لا نستطيع تشغيل الغسالة أو الثلاجة إلا ساعات محدودة، وأطفالنا يذاكرون على ضوء الشموع أو الهاتف“. بحسب التقرير. كما أن سائقو الأجرة تأثروا بشكل مباشر أيضا.

من جانبه، يشير المتقاعد عبد الرزاق الدرهوبي إلى أن السوق السوداء تسيطر على قطاع الطاقة، بينما تبقى السلطات عاجزة عن الحل، مضيفاً: “يحدث هذا في بلد غني بالنفط“.

وبخصوص أسباب الأزمة، تؤكد شركة الكهرباء أن المشكلة الأساسية تعود إلى نقص إمدادات الوقود للمحطات منذ مايو الماضي، فيما بلغ الإنفاق الحكومي حتى أغسطس 2025 بلغ 16.9 مليار دينار لصالح المؤسسة الوطنية للنفط، و2.5 مليار دينار للشركة العامة للكهرباء، دون انعكاس ملموس على تحسين الإمدادات.

ويرى المحلل عبد الفتاح بوقصه، أن الاعتماد على الوقود المدعوم يستنزف الميزانية العامة بدل توجيه العوائد نحو استثمارات في الطاقة البديلة أو النقل، كما أن غياب الشفافية وانقسام إدارة الكهرباء بين طرابلس وبنغازي يحول الدعم إلى إنفاق استهلاكي لا يحقق حلولاً مستدامة.

ويخلص التقرير، إنه في بلد يمتلك أكبر احتياطات نفطية في إفريقيا، لا تزال أزمة الوقود والكهرباء تشكل معاناة يومية للمواطنين بين الطوابير الطويلة والظلام الدامس، بينما المليارات تُنفق دون حلول جذرية أو استراتيجيات بديلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى