محليمقالات

زياد الحمصي يروي كواليس لقائه مع القائد معمر القذافي

بعد إنتهاء احتفالات عيد الفاتح من سبتمبر في ايلول العام 1991 كنت والمرحوم جورج حاوي امين عام الحزب الشيوعي اللبناني نقيم في الفندق بانتظار السفر الى لبنان .ظهر ذلك اليوم ابلغت من المقسم ان ضابطا من حرس القائد معمر يريد مقابلتك . نزلت لاجد العقيد محمد المحذوب . بعد التحية والسلام ابلغني بأنني وجورج حاوي مدعوين على العشاء هذه الليلة مع القائد في الصحراء جنوب مدينة سرت وعند الساعة السادسة مساءا ستكون طائرة خاصة في مطار معيتيقة بانتظاركما . عند الخامسة والنصف توجهت وجورج الى المطار حيث كان طائرة صغيرة تتسع لعشرة ركاب بانتظارنا . انها طائرة العقيد معمر الخاصة التي يتجول بها في انحاء ليبيا .

صعدنا بالطائرة وبعد 40 دقيقة تقريبا هبطت الطائرة في مطار سرت ثم انتقلنا بسيارات عسكرية نحو اعماق الصحراء .بعدا ثلاث ساعات من السير وصلنا الى منطقة سهلية فيها اضواء اوقفنا حاجز قوات خاصة للتعرف على هويتنا . رحبوا بنا واصروا على ان نشرب القهوة معهم . وصلنا حيث استقبلنا العقيد معمر بحرارة . كنت قد تعمدت ان ارتدي بنطال الجينز الذي يبدو في الصورة فيما جورج كان يرتدي لباسا رسميا .

كان العشاء مميزا وعلى الطريقة البدوية المطلقة كان الطعام لذيذا فوق العادة . بعد العشاء كانت جلسة سمر مع معمر تناولنا اخبار لبنان والنكات والطرائف . وصل احد رجال الحرس وبيده جهاز لاسلكي صغير اعطاه لمعمر حيث ابتعد عنا زهاء عشرة خطوات .همس جورج حاوي باذني قائلا ما رأيك ان نطلب من العقيد تسليح لواء دبابات للجيش اللبناني لانه يريد الذهاب الى الجنوب انذاك . تداولنا بالفكرة واهميتها وكذلك عدم اعتراضي . عاد العقيد وبدأ جورج حديثه حول وضع الجيش اللبناني لاسيما انه سيذهب الى الجنوب .وانه يفتقر للاسلحة اللازمة وانه سيذهب للشريط الحدودي ومن المهم دعمه بالدبابات. . توجهت نظرات العقيد نحوي حيث شعرت بأنه يريد ان يعرف رأيي وهكذا اسهبت في جدوى واهمية تسليح الجيش اللبناني في تلك الفترة .

تناول القلم وكتب على الدفتر أمامه ملاحظة . حتى الساعة الثالثة صباحا كانت أروع سهرة في حياتي، عدنا الى طرابلس مع بزوغ الفجر وبعد ايام عدنا الى لبنان . بعد اسبوع اتصل بي هاتفيا وزير الدفاع اللبناني الصديق محسن دلول حيث قال: بدك شي أنا مسافر لعند صاحبك معمر.

بعد ثلاثة ايام تناقلت الصحف ان دبابات تي 55 وصلت الى مرفأ بيروت للجيش تقدمة من معمر القذافي .

رحم الله معمر، ولعن الله كل سافل وخائن ساهم في إيصال ليبيا الى ماهي عليه الآن.

—————-

المصدر: المقال من صفحة المناضل الراحل زياد الحمصي على فيس بوك. 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى