العماري يحذر من محاولة إدانة ليبيا كدولة في قضية لوكيربي بهدف استباحتها

حذر الكاتب رمضان العماري من محاولة أمريكا إدانة ليبيا كدولة في قضية لوكيربي وما سيتبع ذلك من استباحة للبلاد.
وقال العماري في تدوينة على صفحته على فيسبوك، “لوكربي العدو ؛ و لوكربي الصديق … ” أميركا عدو ، خير الكم من صاحب “، لابد ان الذين كانوا حول المرحوم معمر القذافي حين وجه لهم هذه العبارة و قد كانوا مستبشرين بالعلاقة مع اميركا قد وقفوا على حقيقتها الآن “.
وأضاف ” بتسوية سياسية و ليس حكماً قضائياً انهت ليبيا خصامها مع اميركا و بريطانيا في واقعة لوكربي .المحاكمة التي جرت في هولندا كانت جزءً من تسوية مشتملاتها : تعويض العائلات المتضررة، تمكين المتهمين من المثول امام القضاء، تحمل ليبيا المسؤولية المدنية عن اعمال موظفيها الرسميين ، التعاون في أية تحقيقات مستقبلية متعلقة بالواقعة، هذه التسوية ابقت الواقعة في إطار الدبلوماسية و ليس القضاء؛ فالتعويض كان صفقة تسوية غير رسمية ساعدت عليها ليبيا لأنه ما كان يمكن الوصول الى حل إلا بتلك الصفقة”.
وتابع “كانت نية الغرب هي اتهام ليبيا، و كان قرار ليبيا رفض الاتهام. العقوبات الغربية كانت بهدف قبول ليبيا الاتهام. الغرب كان يريد محاكمة ليبيا، و ليبيا افسدت مسعاه. لذلك كانت التسوية؛ التي سعى إليها الغرب أكثر من ليبيا ، بعد أن أخذ موقفه يتآكل بمرور الزمن” .
وأشار إلى أنه “في لوكربي لم تكن التسويات رسمية إلا في مراحلها الأخيرة، و لولا ان المرحوم عمر المنتصر ليس بيننا اليوم لما قلت انه هو من بدأ الإتصالات مع اميركا في جنيف قبل ان يكون أمينا للخارجية، التي كُلّف بها بعد أن اثمر تواصله غير المباشر مع أميركا، حيث كان المرحوم المنتصر اميناً للتخطيط حين التقى مع ممثلي شركات أميركية نجح في أن يوصل من خلالهم رسالة ليبيا في ان الدبلوماسية يمكن ان تحقق مطالب الجميع. أذكر هذا لأن الرجل ليس بيننا اليوم و ليس بوسعه ان يتكلم، ما ان اتسعت الاتصالات حتى كان ليبيون كثيرون ضمنها . دبلوماسيون و قانونيون و اقتصاديون و ماليون و مصرفيون و أمنيون … الخ ”
ونوه إلى أن “مخرج لوكربي بالتسوية اوجده الغرب و ليس ليبيا، حيث كانت خطوط التسوية و مساراتها تتحدد و تجري خارج الإطارات الرسمية إلى ان أخذت شكلها النهائي. أخذت صياغة النصوص وقتاً طويلاً من الجميع ، فالكل يحرص على تسوية ترضيه ، و لا تلقي بالتزام “جنائي” عليه..”
وأوضح أن “كل شيء تم خارج القضاء. كل شيء انتهى في مجلس الامن كما بدأ فيه ، إستناداً على رسائل و ليس على احكام قضائية، حيث أن ليبيا تحملت المسؤولية المدنية عن اعمال موظفيها و ليس المسؤولية الجنائية. ثبوت او سقوط مسؤوليتهم الجنائية عن أعمالهم لا يلزم ليبيا في شيء. الرسالة كانت تخريج ذكي أوجده الغرب كإثبات لحسن نيته في أنه لا يسعى لإتهام ليبيا كدولة، الأمر الذي كانت تحرص عليه، حتى تعويض المتضررين او أسر الضحايا جرى من صندوق تأسس لهذا الغرض ؛ لم تدفع فيه ليبيا “الرسمية” شيء، حتى لا يكون “شبهة جنائية” عليها، يفترض انه بتلك التسوية قد انتهت لوكربي ، لكن اميركا و الغرب كله لا تقيّده التسويات . الغرب ليس له عهد. الغرب ينقض عهوده متى ما واتته الفرصة”.
وأضاف “اليوم ليبيا “صديقة أميركا” لكنها فرصة سانحة لها ؛ فهي بلا هيبة و لا كيان و لذلك ستسعى لاتهامها كدولة هذه المرة، و إذا تحقق لها هذا فترقبوا من الآن فصاعداً لوكربي التي “لاتبقي و لا تذر”، لوكربي التي تريد بها اميركا هذه المرة تقرير: ” ان ليبيا ليست جديرة بان تكون دولة” فتستبيحها بأكثر مما في التصور “.
وختم العماري تدوينته قائلا “أيها الليبيون … اجعلوا من لوكربي الجديدة فرصة تصنعوا منها حالة تحدي قد تجمعكم ، و ادفنوا خلافاتكم و سلبيتكم من أجل وطنكم و استعيدوه من يد أميركا فقد اختارتكم “عدوا” ..



