محلي

كاشفًا أن نتائج الأبحاث الروسية لم تشمل مناطق مؤيدة لسيف الإسلام.. العريبي: ماذا لو توافرت له إمكانية الخروج الإعلامي والسياسي؟

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏‏‏نظارة‏، و‏نص‏‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏‏

أوج – القاهرة
قال فايز العريبي، أمين الإعلام بشعبية بنغازي سابقًا، إن نتائج استطلاع الرأي العام، والبحث الاجتماعي الذي قام به مجموعة من الخبراء الروس التابعين لمؤسسة القيم الوطنية الروسية، والتي قامت خلال الفترة الماضية بسبر أراء الرأي العام الليبي في عدد من المناطق كعينات مبدئية وبسيطة، تعكس عدة نقاط مهمة أهمها طبيعة توجهات المواطن الليبي ومزاج الشارع الليبي.
وأوضح العريبي، في تصريحات خاصة لـ”أوج”، أن تلك النتائج تعكس أن هناك إجماع مطلق على رفض كل صور واقع فبراير الذي يتمثل في العديد من المؤسسات السياسية مثل؛ حكومة السراج، ومجلس النواب في طبرق، وقيادات المشهد الأمني والسياسي، سواء كان في، مجلس النواب في طبرق، أو المجلس الرئاسي في طرابلس.
وأضاف العريبي، بأن الجميع يعلم أن الدكتور سيف الإسلام معمر القذافي، مر بظروف استبعدته من المشهد السياسي بشكل قسري، وبحكم ظروف السجن التي غاب فيها عن المشهد السياسي طيلة حوالي من 4 إلى 5 سنوات، قائلاً: “بالتالي عندما ننظر لهذه الاستطلاعات، في ظل عدم وجود المهندس سيف الإسلام بشكل مباشر في المشهد السياسي الليبي، وفي ظل حالة الإقصاء السياسي التي مورست منذ عام 2011م ضد الدكتور سيف الإسلام، إلا أنها بينت جزئية مهمة، وهي أن سيف الإسلام برغم كل هذه المعطيات حقق نسبة تتجاوز كل الموجودين الآن في المشهد السياسي، ممن لديهم الإمكانيات المالية، والمؤسساتية، ولديهم المال وسلطة الإعلام والقوة المسلحة، ومن ثم فهذا مؤشر لا ينبغي أن نتجاهله”.
وتابع العريبي: “رغم كل هذه الظروف، إلا أن الدكتور سيف الإسلام حقق هذه النتائج المبهرة، وبالتالي فهذا يؤكد على أن المزاج العام الليبي وقناعات المواطن الليبي بعد هذه السنوات الطويلة رافض لمخرجات فبراير بشكل كامل، وأنه عبر عن هذا الرفض من خلال هذه الاستطلاعات المبدئية”.
وأشار أمين الإعلام بشعبية بنغازي سابقًا، إلى أن ما لفت انتباهه أن تفوق الدكتور سيف الإسلام القذافي، جاء رغم عدم خروجه الإعلامي منذ 2011م، نتيجة التضييق السياسي والإعلامي، قائلاً: “بالرغم من أن حملة الاستطلاعات شملت شخصيات تتصدر المشهد السياسي، وتمتلك المال والسلطة ووسائل الإعلام والدعم الدولي، إلا أنها لم تحقق أي معدلات حقيقية لاستمالة الرأي العام أو المواطن الليبي، وأثبتت أن هذه القوى السياسية التي تعتلى المشهد السياسي ليست لها قوة جماهيرية دافعة لهذه القوة السياسية، تؤهلها لتصدر استطلاعات الرأي العام والبحث الاجتماعي الذي قامت به مؤسسة القيم الوطنية الروسية التي اعتقل أفرادها في الأيام القليلة الماضية من قبل ميليشيات الردع بقيادة الإرهابي كاره”.
ولفت العريبي، إلى أن كل هذه القوى التي تتصدر المشهد السياسي، وتمتلك المال والسلطة، ووسائل الإعلام الدولي، وتمتلك القوة العسكرية، فشلت في أن تجد لها قاعدة جماهيرية وشعبية، يمكن أن تُساندها في أي عملية سياسية قادمة، خاصة فيما يتعلق بموضوع الانتخابات، سواء كانت تشريعية، أو رئاسية، فيما لو وصلت العملية السياسية إلى مرحلة الانتخابات في ليبيا.
وكشف العريبي، أن هناك مناطق قد تخندقت مع ثورة الفاتح من سبتمبر في المواجهة التاريخية عام 2011م، وهذه المناطق لم تشملها استطلاعات الرأي، وهي مناطق وازنة ومهمة في المشهد السياسي والاجتماعي في ليبيا، كما لم تشمل كثير من العينات الاجتماعية في مناطق أخرى، مؤكدًا أن هذا الاستطلاع حدث في ظل ظروف أمنية صعبة جدًا، وفي ظل مخاوف تنتاب المواطن الليبي، قائلاً: “عندما نأخذ نموذج كمدينة طرابلس التي تسيطر عليها الميليشيات الإرهابية، فمن الصعب جدًا أن يثق المواطن في الجو العام أو المحيط، ليقول رأيه بكل صراحة وبحرية تامة، نتيجة الخوف والرعب الشديد الذي تمارسه الميليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس، والعديد من المناطق الأخرى المتاخمة لطرابلس مثل مدينة الزاوية وغيرها من المدن التي لم يشملها الاستطلاع”.
وبيّن ، أن الاستطلاع عكس حاجة المواطن إلى مؤسسة عسكرية قادرة على تغيير الواقع القائم، أو الحالة القهرية القائمة التي تمارسها الميليشيات ضد المواطن، من انتهاك حقوق الإنسان والقوانين، وغياب العدالة ودور القضاء والمؤسسة الشرطية والعسكرية، مشيرًا إلى أن هذا يؤثر أيضًا في الاستطلاعات التي أجريت، قائلاً: “الاستطلاعات انحازت لموضوع المؤسسة العسكرية في حد ذاتها، باعتبار أنها تحارب الأوضاع الغير قانونية للميليشيات، والوجود الميليشياوي الذي ساهم في تعقيد العملية السياسية، وإجهاض أي محاولات للحوار أو المصالحة الوطنية، وذلك بغض النظر عن الرمزية التي تقود المؤسسة العسكرية”.
وتساءل العريبي: “ماذا لو تحدث سيف الإسلام؟، وماذا لو توافرت إمكانية الخروج الإعلامي والسياسي والحديث إلى الشعب الليبي؟، معتقدًا أن ذلك سيغير كثير من المعطيات ويُلقى الضوء على كثير من الجوانب المُظلمة التي قد أعيت المواطن الليبي بعدم وضوح صورة كثير من الأشياء، والتي ربما لو تحدث سيف الإسلام فستكون واضحة لجموع الشعب الليبي”.
وأوضح أمين الإعلام بشعبية بنغازي سابقًا، أنه برغم عدم وجود الإمكانيات للدكتور سيف الإسلام القذافي، من ناحية الخروج الإعلامي، وممارسة الدور السياسي، وإمكانية توظيف المال والإعلام والقوة العسكرية، إلا أنه استطاع أن ينافس منافسة قوية واضحة في استطلاعات الرأي، قائلاً: “ما بالنا لو تحدث سيف الإسلام لجموع الشعب الليبي، فلا شك أن هناك حملات تستهدف الدكتور سيف الإسلام في إطار الحرب النفسية والمعنوية التي تمارس ضد الشعب الليبي، من تسريب لكثير من الأقاويل حول أن سيف الإسلام غير موجود، وكل ما يحكي عن أن سيف الإسلام حي يرزق مجرد أوهام، وهي أمور تؤثر في نفسية المواطن الليبي وتضع علامات استفهام”.
ولفت العريبي، إلى أن كل ما يثار حول الدكتور سيف الإسلام القذافي راجع لطبيعة الظروف التي تحيط به، والتي جعلته يغيب عن المشهد السياسي، والإعلامي، قائلاً: “كل هذه الدعايات الصفراء، وهذه الإشاعات المغرضة، هي في الحقيقة يمكن أن نؤطرها في مرحلة الكذب والتدليس التي تمارس منذ أكثر من 9 سنوات، وحالة التغييب الذهني والتوعوي للمواطن الليبي ومحاولة تضليله في سلسلة الأكاذيب التي تعودنا عليها، منذ أن حيكت مؤامرة فبراير على الوطن والشعب الليبي”، معربًا عن امتنانه بهذه النتائج المبدئية وليست النهائية، مؤكدًا أنها ستتغير مع الأيام ومع الأشهر القادمة، لو تمكن الدكتور سيف الإسلام من الخروج العلني والواضح ومخاطبة الشعب الليبي بشكل مباشر.
وأكد العريبي، أن هذه الاستطلاعات حدثت في أجواء مشحونة ينتابها الخوف والرعب من الميليشيات، وعدم الثقة أيضًا، لأن المواطن الليبي فقد الثقة، وهذه الاستطلاعات قد حدثت في أضيق نطاق، بسبب الخوف والرعب وبسبب الاعتقالات التي تمارسها الميليشيات، قائلاً: “بالتالي في ظل الظروف التضييق على الحريات وحرية الرأي والتعبير، أقول إن مجموعة البحاث الروس عملوا في ظروف نفسية صعبة وندرك أن نتائج الحملة التي قامت بها مؤسسة القيم الوطنية الروسية كانت منها أن هؤلاء البحاث المختصين في استطلاعات الرأي العام دفعوا ثمن أمنهم الشخصي، بأن اعتقلوا من قبل الميليشيات التي تدرك فعليًا أنها فقدت الشرعية الأهلية والشعبية والجماهيرية”.
واختتم العريبي، بالتأكيد على أن الميليشيات الإرهابية لا تريد أن تُظهر هذه النتائج من استطلاعات الرأي، خاصة وأنها ستكون في مواجهة هذه الميليشيات، وستُغير كثيرًا لدى الرأي العام العالمي والدولي، ولدى القوى الأساسية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وسوف تُحرج هذه الاستطلاعات داعمي الميليشيات ومن يقف ورائها بالدعم المسلح وبالمال والإعلام، قائلاً: “ليس من مصلحة هذه الميليشيات أو من مصلحة حكومة السراج أن تنتهي هذه الاستطلاعات إلى نتائج أكثر دقة وملائمة للواقع”، لافتًا إلى أن المسألة الجوهرية والمهمة في هذا الاستطلاع هي تأكيده أن “الشعب الليبي يحن بالفعل إلى أيام الكرامة والعزة، أيام النظام الجماهيري، وقيادة القائد معمر القذافي”.
وكانت مؤسسة حماية القيم الوطنية، التي تم اختطاف باحثيها في ليبيا، 5 ناصر/يوليو الجاري، قد أعلنت نتائج البحث الاجتماعي الذي أجراه الباحثين الروس، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي التي جرت على عينة تقدر بـ 1115 مستطلع، أكدت انهيار القاعدة الشعبية لقيادات حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، كما عكست عزوفًا واضحًا عن الاتجاه نحو الإسلاميين بشكل عام.
وأوضحت نتائج الأبحاث، التي حصلت “أوج” على نسخة منها بصورة حصرية، إجراء المسح في الحرث/نوفمبر 2018م عبر استطلاع هاتفي، وفي الربيع/مارس 2019م عبر استطلاع شخصي، وفي الماء/مايو 2019م عبر استطلاع هاتفي، بالإضافة للاستطلاع الأخير في الفترة من 15-20 ناصر/يوليو 2019م، عبر استطلاع هاتفي، والذي تم تجميع النتائج السابقة خلاله للوصول إلى نتائج وأرقام يمكن الاستدلال من خلالها على الوضع الاجتماعي السياسي في ليبيا.
وفجرت النتائج النهائية للأبحاث، مفاجأة مدوية، حيث أظهرت النتائج الخاصة بالعاصمة طرابلس، والتي تقع تحت سيطرة حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، برئاسة فائز السراج، حصول الدكتور سيف الإسلام القذافي، على المركز الأول بنسبة 23.5% ضمن استطلاع “لصالح من ستصوت في الانتخابات الرئاسية الليبية”، بينما حل خليفة حفتر في المركز الثاني بنسبة 23.1%، فيما حصل وزير الداخلية بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا، على 6.3% داخل طرابلس، وحصل رئيس المجلس الرئاسي المُنصب من المجتمع الدولي، فائز السراج، على 4.1%، وحصل رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق، عقيلة صالح، على 0.3%، وحصل رئيس مجلس الدولة الاستشاري، خالد المشري، على 0.9%، وحصل آمر الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، عبد الحكيم بلحاج، على 0.2%، ما يعكس انعدام الثقة في قيادات الوفاق على أرضها، بحسب النتائج.
وأشارت النتائج التجميعية، إلى أن الدكتور سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر، حصلا على النصيب الأكبر بنسبة 55% في استطلاع “لصالح من ستصوت في الانتخابات الرئاسية الليبية”، مشيرة إلى أن 78.6% من عينة الاستطلاع أكدوا على أهمية إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا في العام المقبل.
وكشفت نتائج الأبحاث، حصول وزير الداخلية بحكومة الوفاق المدعومة دوليًا، فتحي باشاغا، على 4.3% من الأصوات وذلك حال خوضه الانتخابات الرئاسية، فيما حصل رئيس المجلس الرئاسي المُنصب من المجتمع الدولي، فائز السراج على 3.1% من الأصوات المشاركة في الاستطلاع، مؤكدة حصول رئيس مجلس الدولة الاستشاري، خالد المشري، على 0.8%، وحصول آمر الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، عبد الحكيم بلحاج، على 0.1%، مبينة أن تلك النتائج الخاصة بقيادات الوفاق تعكس حالة من السخط العام تجاه هذه الحكومة.
وأظهرت النتائج أيضًا، حصول رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق، عقيلة صالح، على 2.4%، وحصول رئيس تحالف القوى الوطنية، محمود جبريل، على 2.1%، وحصول رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، على 1.5%.
فيما أوضحت نتائج استطلاع التصويت في الانتخابات الرئاسية عزوف 27% من العينة عن الاختيار، معللين ذلك بصعوبة الاختيار.
وفي استطلاع آخر أجرته المؤسسة، بالتزامن مع الاستطلاع السابق، تحت عنوان “بمن تثق من السياسيين”، أظهرت النتائج التفاف الليبيين في عينة المسح العشوائية من كافة المدن الليبية، حول الدكتور سيف الإسلام القذافي، وخليفة حفتر بنسبة 55.8%، فيما حصل عقيلة صالح، على 17.5%، وفتحي باشاغا، على 14.4%، وفائز السراج، على 12.4%، وخالد المشري، على 6.2%، وعبد الحكيم بلحاج، على 4.7%.
كان ألكسندر مالكيفيتش، رئيس مؤسسة حماية القيم الوطنية، التي تم اختطاف باحثيها في ليبيا، 5 ناصر/يوليو الجاري، أعلن نتائج البحث الاجتماعي الذي أجراه البحاث، مشيرًا إلى قيادات حكومة الوفاق المدعومة دوليًا حصلت على أرقام ما بين 3% و0%، ما يؤكد فشلها في إيجاد قاعدة جماهيرية.
وأظهرت نتائج الاستطلاع، أن ما يقرب من 45% من المشاركين يحنون بشدة إلى أيام القائد الشهيد، معمر القذافي، وأن ما يقرب من 80% من سكان ليبيا غير راضين عن الوضع العام، وخاصة سيطرة مليشيات المال على البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى