زروخي: أوباما تلاعب بالمصطلحات وحوّل المعارضة الليبية من “عملاء” إلى “ثوار” ونال جائزة!
قال البروفيسور الدراجي زروخي، أستاذ الفلسفة بجامعة محمد بوضياف الجزائرية، إن العروبة ولا الإسلام لا يقبلان مبدأ التسامح وإنما يقبلان مبدأ العفو، موضحًا أن العفو يعني أن تكون في موقع قوة بينما الآخر أدنى منك، فتصفح وتعفو.
ونوه زروخي، إلى أن الأخلاق الغيرية أسهمت في تغيير الكثير من المفاهيم السائدة، مؤكدًا أن توظيف القيم الأخلاقية يخضع أحيانًا لموازين القوة لا للمبادئ المجردة.
وكشف زروخي، أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما حصل، بعد حرب ليبيا، على جائزة أفضل باحث من مجمع اللغة في أمريكا في السنة التي سقطت فيها الجماهيرية وحكم القائد معمر القذافي، وذلك لأنه استطاع التلاعب بالمصطلحات، حيث جرى تحويل وصف “العميل” إلى “ثائر عند الحديث عن المعارضة الليبية، مشيرًا إلى أن دور الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي كان واضحًا في هذا السياق، وقد اعترف أمام المحكمة بتجهيزهم.
وأوضح زروخي، أن التلاعب بالمصطلحات كان واضحا في الحالة الليبية، حيث جرى تحويل المعارضة إلى “ثوار”، رغم أن الجزائر كانت تعتبرهم خونة، وهو الأسلوب ذاته الذي يُستخدم في توصيف القضية الفلسطينية، إذ يتم تغيير لفظ “مقاوم” إلى “إرهابي“.
ولفت زروخي، في مقطع مرئي من إحدى محاضراته، إلى موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل غزو أوكرانيا، حين سألته صحيفة أمريكية عن أن الغزو سيتسبب في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، فرد بأن السؤال ينطوي على شطط، متسائلًا: لماذا لم يُطرح السؤال ذاته عند قصف ملجأ العامرية في العراق، وقتل أطفال أفغانستان، وأطفال سوريا وفلسطين؟ وهل للأسئلة مناسبات ومصطلحات مغايرة؟
وأكد زروخي أن المجتمعات العربية آن لها أن تمتلك فكرًا خاصًا وسلاحًا خاصًا واقتصادًا خاصًا، موضحًا أن امتلاك هذه العناصر هو الطريق إلى امتلاك القوة والقدرة على الاختلاف.
وشدد على أن الأخلاق الغيرية التي يتم الحديث عنها يجب أن تسود المجتمعات العربية والإسلامية، مستشهدًا بالكيان الصهيوني الذي ضرب عرض الحائط بجميع القرارات الأممية لأنه يمتلك القوة بجميع أشكالها.
وأوضح أن المقصود هو أن يكون الإنسان مغايرًا، وألا يستهلك ما ينتجه الآخرون فكريًا واقتصاديًا وعسكريًا، وأن يمتلك ميزة وهوية خاصة.
وجاءت تصريحات زروخي خلال محاضرة بعنوان “أخلاق المسؤولية“، وهي مبدأ قيمي يجعل الإنسان يتحمل تبعات قراراته وأفعاله، ليس فقط في اللحظة الراهنة، بل أيضًا في المستقبل، مع مراعاة تأثيرها على الآخرين وعلى الأجيال القادمة.




