دبلوماسي إيطالي: الحل العسكري في طرابلس يحقق نتائج عكسية
أوج – روما
قال المستشار الدبلوماسي لرئاسة الوزراء الإيطالية، السفير بيترو بيناسي، إن الأحداث في الأسابيع الماضية التي تظهر تعثر العمليات على طرابلس، تؤكد أن الحل العسكري، المدعوم من بعض الدول تحت ستار مكافحة الإرهاب لتحقيق الاستقرار في البلاد، يحقق نتيجة عكسية.
وأشار بيناسي، في الوقت ذاته، خلال ندوة بالعاصمة روما قبل انطلاق مؤتمر السفراء الإيطاليين، نقلتها وكالة “آكي” الإيطالية، اليوم الأربعاء، وطالعتها “أوج”، إلى صعوبة فرضية استئناف خارطة الطريق السياسية، خصوصا أن اللاعبين الرئيسيين، خليفة حفتر وفائز السراج، لم يعد بإمكانهما العودة إلى طاولة المفاوضات.
وتابع: “الحل الوحيد الممكن الذي تراه إيطاليا هو الحل السياسي”، مضيفا أن رئيس الوزراء، جوزيبي كونتي، وضع منذ البداية ليبيا في قلب سياسته الخارجية، وكان الوحيد الذي يزور طرابلس وطبرق وبنغازي، فعلينا إعادة المسار السياسي، بأن نجمع حول طاولة الحوار ليس الليبيين فقط، بل أيضًا ممثلين آخرين”.
فيما رأت السفيرة الإيطالية لدى الأمم المتحدة، ماريانجيلا زابيا، أن الأزمة في ليبيا نتيجة “تداخل مختلف التعقيدات، والتعارض المستمر بين الأطراف الفاعلة الكبرى”، فضلا عن البعد الإقليمي و”عدم اليقين في السياسة الأمريكية”، بشأن التعامل مع الوضع في ليبيا.
وأوضحت زابيا، خلال الندوة، أن المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، أمام مهمة شائكة وعلى الجميع دعمه، لكنها تخوفت من ثلاثة مخاطر، هي “الإرهاب، عمليات المرور غير المنضبطة، ومناطق عدم الاستقرار، التي تمتد بعيدا إلى خارج ليبيا”.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.



