محلي

منددًا بقصف مرزق.. العدالة والبناء: إحاطة المبعوث الأممي انعكاس فاضح للموقف المجتمع الدولي المنحاز

لا يتوفر وصف للصورة.

أوج – طرابلس
أدان حزب العدالة والبناء الذراع السياسية للإخوان المسلمين في ليبيا، اليوم الإثنين، القصف الجوي الذي تعرضت له مدينة مرزق، مساء أمس الأحد، من قِبل ما وصفها بـ”قوات مجرم الحرب حفتر” الذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى الأبرياء من المدنيّين.
وأعرب الحزب، في بيان لمكتبه الإعلامي، طالعته “أوج”، عن أسفه لسقوط ضحايا نتيجة الاعتداءات المتبادلة بين مكونات المدينة خلال الفترة الماضية.
ورصد البيان: “ارتفاع معدلات انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي يقوم بها حفتر وميليشياته بداية من الاعتداء على الحكومة الشرعية التي يعترف بها العالم وما ترتب عن ذلك العدوان من ضحايا ودمار وتشريد وترويع لمئات الآلاف من المدنيين في عملية تمرد انقلابية مكشوفة، وما صاحبها من جرائم تمثلت في قصف الأحياء السكنية والمطارات المدنية والمستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف، واستهداف محطات الكهرباء والمياه، وما ترتب عن ذلك أيضا من فوضى أمنية ستؤدي إلى تسلل المجموعات الإرهابية وازدياد معدلات الهجرة غير الشرعية”.
وأشار البيان في السياق ذاته، إلى “ازدياد عمليات التصفية الجسدية والخطف التي تقوم بها مليشيات حفتر في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وآخرها اختفاء النائبة سهام سرقيوة وغيرها من الانتهاكات”.
وأكد الذراع السياسية للإخوان في ليبيا، أن كل هذه الأوضاع “تدعو إلى الأسف الشديد بسبب ممارسة هذه القائمة من الجرائم المخالفة لكل الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية، وسط دعم إقليمي مفضوح لهذا المجرم، وتواطؤ دولي”، لافتًا إلى أن حفتر يُستقبل في العديد من العواصم دون أي صفة رسمية، وأنه يتلقى الدعم والتأييد دون أي صفة قانونية، مضيفًا: “أن ذلك يحدث وسط صمت مخزٍ للمجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة؛ ما أسهم في تشجيعه على ممارسته المزيد من الطغيان دون أي رادع”.
ولفت البيان، إلى إحاطة الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة، غسان سلامة، الأخيرة، مؤكدا أنها جاءت انعكاسًا فاضحا لموقف المجتمع الدولي المنحاز دون أي مواربة.
ووجه الحزب، دعوته لبعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ترميم مواقفها، وتصحيح ما جرى أمام مجلس الأمن، وإنقاذ ما تبقى من قيم وأعراف وقوانين تحافظ على الحد الأدنى من الثقة في بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ليتمكن من أداء دوره كوسيط لحل الأزمة الليبية وغيرها من الأزمات في العالم.
وجدد دعوته إلى كل المتخاصمين وكل العقلاء من أبناء الشعب الليبي الكريم إلى المسارعة في حقن الدماء والعودة إلى العملية السياسية من خلال الحوار، فليبيا تسع الجميع بخيراتها وقدرات أبنائها ويجب أن تبقى وطنا واحدا لكل الليبيين بعيدا عن النعرات الجهوية والمناطقية الضيقة.
وتابع البيان: “أنه انكشف أمام الجميع أن حفتر يمثل مشروعا لحكم استبدادي عسكري تختفي وراءه أطماع دول إقليمية، ولا يهمه شيء إلا أن يحكم الليبيين بالحديد والنار ويجعل من أجساد أبنائهم سلما لزعامة موهومة وطموح جامح للسلطة”.
وختم البيان بالقول: “إننا في حزب العدالة والبناء مع غيرنا من شركاء الوطن، علينا أن نكون جاهزين وشجعان وواثقين لتقديم كل التنازلات التي تفضي إلى قيام دولة مدنية ديمقراطية يتحقق فيها الأمن والاستقرار والرخاء، وعلينا أن نلقي خلف ظهرانينا هذا المشروع الاستبدادي العسكري ونتخلى عنه”، مضيفا: “هذا المشروع الذي كشف عن وجهه القبيح ومزّق نسيج هذا الشعب المترابط المتجانس، فنحن أعضاء في جسد واحد هو ليبيا وما يربط بيننا من أواصر هي أكبر مهما كانت الجراحات والآلام”.
وكانت المواجهات بين أهالي حي المقريف، اشتدت منذ أيام، مستخدمين الأسلحة الخفيفة لمنع العصابات من اقتحام الحي باستخدام الدبابات، مناشدين آمر منطقة سبها العسكرية للتدخل ودحر المرتزقة.
وانتشرت مقاطع مصورة لدبابات تقتحم المدينة، وتسير بصورة جنونية ولا تهتم بمن في طريقها، فيما أكد سكان محليون أنهم يقذفونها بقنابل المولوتوف، لسرعة احتراق من فيها.
وذكرتْ مصادر متطابقة أن الحي الأكثر استهدافا هو حي المقريف حيث ناشد أهل المدينة الجهات الأمنية والعسكرية أن تتدخل لإنقاذ المدنيين من مجزرة وشيكة سترتكبها قوات وصفت بالمرتزقة.
فيما طالب مدونون على صفحات التواصل الاجتماعي قوات الكرامة بسرعة التدخل لحماية المدينة من بطش المهاجمين، مؤكدين أنه لا وجود لأي قوة تذكر يمكنها فرض القانون بالمدينة.
وكانت المكونات الاجتماعية بمدينة مرزق اتفقت قبل 3 أسابيع، بعد اشتباكات استمرت لأيام، على إيقاف الاقتتال، وإخلاء المدينة من المظاهر المسلحة، وتشكيل لجنة مشتركة لمراقبة تنفيذ الاتفاق، ورفع الغطاء الاجتماعي عن كل من أجرم أو أساء للآخرين، إضافة إلى وقف التحريض الإعلامي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى