محلي

برلماني إيطالي: الحكومة الإيطالية وضعت نفسها في حرج كبير باستقبال مهرب البشر “البيدجا”


قال عضو البرلمان الإيطالي، ريكاردو ماجي، اليوم الأربعاء، إن الحكومة الإيطالية وضعت نفسها في حرج كبير اليوم، مشيرًا إلى أنه وجه تساؤلاً للحكومة حول وجود اسم مهرب البشر عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا” بين الأسماء التي قدمتها السلطات الليبية.
وأضاف البرلماني الإيطالي، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، طالعتها “أوج”: “نريد أي رد على تكوين هذا الوفد؟، هذا الصمت خطير”.
 
وكانت صحيفة “Avvenire” الإيطالية، وثقت الصورة الملتقطة في 15 الماء/مايو2017م، بمقر خفر السواحل الإيطالي في روما، والتي يظهر فيها الضباط الإيطاليين بجوار، مهرب البشر سيئ السمعة المدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي والمتهم بإغراق مراكب مهاجرين في عرض البحر، عبد الرحمن ميلاد، المعروف باسم “البيدجا”، مشيرة إلى أنه أحد أكبر المهربين الليبيين، والذي يحرص، وفق الصحيفة على شعره الأنيق ومظهره الرياضي.
وكشفت الصحيفة الإيطالية التابعة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية ومقرها في ميلانو، في تقرير لها طالعته وترجمته “أوج”، عن اجتماع حضره مسؤولون إيطاليون ووفد من خفر السواحل الليبي ومسؤولون من شمال إفريقيا يمثلون عدداً من المنظمات الإغاثية، والمنظمة الدولية للهجرة، حيث ظهر “البيدجا” يتوسط الاجتماع، الذي جاء ضمن مشروع “إدارة هجرة الصحراء وإنقاذ المهاجرين” حيث كان بداية التعاون الذي فوض خفر السواحل الليبي في القبض على المهاجرين في البحر.
وتساءلت الصحيفة الإيطالية، عن الصفة التي حضر بها “البيدجا” إلى روما وتم استقباله فيها، مشيرة إلى أنه قبل أربعة أيام كان ضيفًا في صقلية لخفر السواحل في “كارا دي مينيو” وفي مراكز الهجرة الأخرى لحضور اجتماعات تدريبية.
وبيّنت الصحيفة الإيطالية، أنه في العام الماضي كانت هناك تقارير من الأمم المتحدة تتحدث عن قتل اللاجئين في معسكر سجن الزاوية في ليبيا، الذي يقع تحت سيطرة “البيجا” نفسه وعشيرته، مشيرة إلى أنه منذ فترة طويلة هو رئيس شبكة الاتجار بالبشر.
ووفق الصحيفة، نفى جهاز الاستخبارات الإيطالي وجود عملاء إيطاليين في الاجتماع الذي عقد في بلدة ميناو التابعة لمدينة صقلية، قائلة: “يظل هناك جانب غامض في هذا اللقاء”.
الناطقة باسم الخدمة الخارجية الأوروبية، ماجا كوتشيجانيتش، قالت لـ”Avvenire” ، أنه “لا يوجد أي من خفر السواحل الذين دربتهم عملية صوفيا على قائمة عقوبات الأمم المتحدة”، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي طلب من خفر السواحل الليبي التعامل مع قضية “البيدجا”، الذي تم تعليقه من الخدمة، وبالتالي ليس مرجعًا لخفر السواحل الأوروبيين.
ووفقًا لتحقيقات الأمم المتحدة، لا تزال قوارب الدورية التابعة لقائد وحدة خفر سواحل الزاوية، نشطة، وتستجيب لنداءات من وسط طرابلس، والتي تم تنبيهها من قبل حرس سواحل، مثل إيطاليا ومالطا.
ووفق الصحيفة، جاء ذلك، ليدعم الشبهات التي تحوم حول روما منذ سنتين، بخصوص إبرامها اتفاقيات مع تجار البشر الأكثر وحشية ومع مجرمين وقادة ميليشيات نافذين في ليبيا، من أجل إيقاف تدفق المهاجرين من السواحل الليبية وإبعادهم عن السواحل الإيطالية، مقابل تمويلهم ودعمهم، حيث أشارت الصحيفة إلى أنه من المستحيل أن لا يعرف الإيطاليون مع من يتحدثون.
ويقدم “البيدجا” نفسه على أنه قائد وحدة لخفر السواحل بمدينة الزاوية تقوم بمكافحة الهجرة غير الشرعية، لكن تقرير من مجلس الأمن صدر في الصيف/يونيو 2018م، كشف أنه زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا، متورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات في حقوق الإنسان، وأعلن بمقتضى ذلك فرض عقوبات عليه.
وقال مجلس الأمن الدولي إن وحدة عبد الرحمن ميلاد “ارتبطت باستمرار بالعنف ضد المهاجرين، ومهربي البشر الآخرين”، و”كان له دور مباشر في إغراق مراكب للمهاجرين باستخدام أسلحة نارية”.
ومنذ بداية العمليات العسكرية التي يقودها خليفة حفتر لتحرير العاصمة طرابلس في الرابع من الطير/أبريل الماضي، انضم “البيدجا” إلى المعركة وظهر في ساحات القتال وهو يقاتل ضمن صفوف قوات الوفاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى