
أوج – طرابلس
وصف عضو مجلس النواب المنعقد في طرابلس، سعد الجازوي، والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، المجلس المنعقد في طبرق بـ”منزوع الإرادة”، ويتم استخدامه لتمرير ما أسماه “مشروع الانقلاب”، مستدلا على وجهة نظره بعملية اختطاف النائبة سهام سرقيوة، وربما قتلها.
ورفض الجازوي، في مداخلة هاتفية لفضائية التناصح، أمس الثلاثاء، تابعتها “أوج”، وصف أدائهم بالباهت، قائلا إن المجلس رهينة ظروف محيطة بمؤسسة وليدة نشأت بعد “العدوان على طرابلس” ومحاولة من النواب الذين قاطعوا المجلس المنعقد في طبرق، خصوصا بعدما لم تتس لهم فرصة التعبير الحقيقي عن إرادتهم ليكونوا ممثلين عن الشعب الليبي.
وأضاف أن 102 نائب من المشاركين في الاتفاق السياسي بالصخيرات، لم يستطيعوا الاجتماع تحت قبة البرلمان في طبرق منذ سنة ونصف، موضحا أن كل الظروف المحيطة بمجلس النواب المنعقد في طرابلس، تعيقه عن أداء عملها، خصوصا أن غياب المجلس عن المنطقة الغربية، أفقده الكثير من أدوات التأثير الفعلية، مشيرا إلى ضرورة التئام الأجسام الثلاثة المنبثقة عن الاتفاق السياسي “المجلس الرئاسي، المجلس الاستشاري، مجلس النواب”، لتتحدد لهم الرؤية التي وضعها اتفاق الصخيرات، الذي حدد لكل جسم صلاحياته.
وأوضح أن المجلس شكّل في جلسته الـ21 التي انعقدت يوم 30 الفاتح/ سبتمبر الماضي، لجانه الدائمة، وناقشوا الدور الرقابي على بعض الأجهزة التنفيذية، لافتا إلى وجود بعض الضعف في إظهار هذه الأعمال، لكنهم يفعلون المستطاع وهناك نتائج فعلية، مؤكدا أنهم يتواصلون مع بعض الدول لإظهار وجهة نظر من اجتمعوا في طرابلس، في ظل وجود بعض الآراء وخصوصا من مبعوثية الأمم المتحدة التي ترى أن النواب الذين يعقدون اجتماعات في طرابلس يريدون تقسيم المؤسسة التشريعية، لكنهم أوضحوا لهم عكس هذه الآراء.
وحول مشكلة نصاب الانعقاد وغياب بعض النواب عن المجلس في طرابلس وطبرق، قال إن عدد النواب المنعقدين في العاصمة يتجاوز الـ62 عضوا، وهناك تزايد بالعدد، في حين لا يتجاوز الـ40 في طبرق، مضيفا أن بعض النواب يخافون من الانضمام إلى برلمان العاصمة، خشية على أهله؛ لأن مناطقتهم تحت سيطرة سلطة “الانقلاب”، بحسب وصفه.
وأوضح أن الدول المعنية بالملف الليبي، ذات المصالح، تحاول إيجاد شرعية لخطواتها في ليبيا من خلال مجلس النواب المنعقد في طبرق، مضيفا أن النواب يعقدون اجتماعاتهم في طرابلس ليس بصفتها مكان، بل لأنهم أعضاء منتخبون من الشعب الليبي.
وتابع أن القوى الدولية تحاول أن تصادر آراء النواب في أن يكونوا فاعلين في تقرير الوضع السياسي في ليبيا، موضحا أنهم عندما التقوا اثنين من أعضاء البعثة الأممية لدى ليبيا، قالوا لهم كيف يتم عقد مؤتمر في برلين حول الملف الليبي ولا يحضره أصحاب الشأن ذاته.
وانتقد أيضا حضور المؤتمر دولا منخرطة في الصراع الليبي مثل فرنسا ومصر والإمارات، التي لا دخل لها من قريب أو بعيد بالملف الليبي، بحسب تعبيره، مؤكدا أنهم طالبوا مسؤولي البعثة الأممية بضرورة حضور ممثلين عن تونس والجزائر للمؤتمر بصفتهم دول جوار.
ومن المقرر أن تستضيف ألمانيا مؤتمر دوليا سيعقد في برلين حول ليبيا، سيتم تنظيمه مطلع الشهر المقبل، في محاولة التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الليبية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق المدعومة دوليًا، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، حكومة شرق ليبيا المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.