الصحة

وداد العبّاني ، يوجد جهات تستخدم المصادر المشعة غير مسجلة بهيئة الرقابة النووية

يُعد التلوث الإشعاعي أحد أنواع التلوّثات التي تضيف الملوّثات الإشعاعيّة إلى البيئة، مما يؤثّر بشكل سيّئ على الإنسان والكائنات الحيّة الأخرى، إذ يُعد من أخطر أنواع التلوّث؛ نظراً لبقاء السموم موجودة، وعدم القدرة على التخلّص منها، وهي ذات مصدرين: طبيعية وصناعية، وتُعد مصادر التلوثات الإشعاعية الصناعية من أكثر المصادر الصناعية شيوعا في إطلاق الإشعاعات المسببة للتلوّث، وهي الأنشطة البشرية المتمثلة في المفاعلات النوويّة، ومحطات توليد الطاقة النووية، وكذلك عمليات تعدين، واستخراج العناصر المشعة الموجودة على القشرة الأرضيّة، مثل اليورانيوم، والفوسفات وغيرها، والأشعة الطبيّة، والنظائر المشعّة لا سيما تلك المستخدمة في العلاج والتشخيص، ورماد الفحم، إذ يحتوي على نسب عالية من المواد المشعّة، بالإضافة إلى النفايات الطبيّة، والتي يلزمها فترة من الزمن قبل التخلّص من إطلاقها للإشعاعات.
ولمعرفة نسبة التلوث الإشعاعي في ليبيا وقوة تأثيرها، التقى المركز الإعلامي لمنظمة الرقيب بأستاذة الهندسة النووية “وداد العبّاني”فأوفتنا بالكثير من المعلومات خلال الحوار التالي:  
* ما مدى دراية الأطقم الطبية والموظفين داخل المراكز الطبية بالأجهزة التي تحتوي على أشعة ضارة؟
لا يمكن التعميم بخصوص هذا الموضوع، لكن تقريبا عدد كبير من الجهات التي تستخدم المواد المشعة أو الأجهزة الباعثة للإشعاع لا تملك الوعي الكافي بمخاطر الأشعة، وكيفية التعامل معها بشكل آمن، وبشكل يضمن سلامة العامل على الأجهزة، والعاملين بالقسم بأكمله، والبيئة المحيطة من التلوثات الإشعاعية، وهذا ناتج عن قلة إقامة ورش عمل أو محاضرات توعوية في هذا المجال بشكل دوري.
وقد يكون بعض العاملين في تلك الأقسام هم أنفسهم لا يملكون المسؤولية اتجاه عملهم بسبب غياب الرقابة؛ بالتالي يهملون إجراءات الوقاية ويستهينون بها، ويعملون دون استخدام المعدات والأجهزة الوقائية الخاصة بالإشعاع، فبالتالي يصبح الإهمال سبب من أسباب المخاطر التي قد تحدث أثناء استخدام الأجهزة المشعة.
كما يوجد بعض القطاعات تهتم بتدريب موظفيها من ناحية تشغيلية فقط، وليس من ناحية أمن وأمان وسلامة الموظف، فبالتالي يصبح العامل قادرًا على تشغيل الجهاز والحصول على نتائج لعملية القياس التي يقوم بها، ولكن يشتغل دون حماية ووقاية من مخاطر ما يستخدمه، وهذا ما يحدث في معظم القطاعات، خصيصا بالقطاع الخاص الذي لا يهتم بسلامة العامل فيها.
* ما خطورة حرق أو ردم أوراق الأشعة السينية مع النفايات الأخرى؟ وكيف يتم التخلص منها؟
بالنسبة لأفلام الأشعة الصينية التي تستخدم لأخذ صور لكسور العظام عند المريض، فلا تمثل أي خطر إشعاعي، ولا تحتوي على إشعاع، حيث إن الإشعاع عندما يمر بالجسم يحدث أثرًا معينًا، ثم يعطي هذا الأثر الصورة للجسم، وبمجرد مروره ورسمه الصورة لتركيبة الهيكل العظمي يختفي الإشعاع وتصبح العملية آمنة، وممكن استخدام الصور أو التخلص منها بالطرق العادية كمادة بلاستيكية، ولا تؤثر أو تشكل أي خطر إشعاعي على الإنسان والبيئة المحيطة به.
* هل مشكلة التلوث الإشعاعي تقتصر على غياب الرقابة وعدم التفتيش المستمر على المراكز الطبية أم أن مشكلة حقيقية موجودة في جميع أنحاء العالم؟
 
تعُد الرقابة على استخدام المواد المشعة والأجهزة الباعثة للإشعاع أمرًا مهمًّا جدا، كما أن تفعيل القانون النووي الجديد الذي لم يُعتمد حتى الآن يعد مهمًّا جدًّا أيضا، وذلك لإلزام الجهات على اتباع إجراءات الأمان والأمن النووي، والسلامة من المخاطر الإشعاعية، حيث يُعد اتباع هذا القانون من خلال الالتزام بطريقة التفتيش المفاجئ، والمتابعة المستمرة والدورية، من أهم الأسس التي تلزم الجهات باتباع الإجراءات الوقائية وعدم الاستهانة بها.
ومن ناحية أخرى، يختلف التلوث الإشعاعي طبعا حسب الدول، كما تتفاوت نسبة تركيز المواد المشعة من منطقة إلى أخرى، فيختلف نسبيا من منطقة جبلية إلى منطقة ساحلية، ومن هذه النسب يمكن للإنسان أن يتعايش معها ولا تؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحته، وتُعد البيئة الليبية نظيفة من التلوث الإشعاعي ويجب المحافظة عليها بهذا القدر من النظافة، وعدم إصابتها بالتلوث سواء كان إشعاعيًا أو كيميائيًا أو غيرها. 
 فلا تحتوي ليبيا على الكثير من المصانع أو الاستخدامات الصناعية في الإشعاع باستثناء الحقول النفطية تقريبا، ولكنها إشعاعات طبيعية ناتجة خارجة من بقاع الأرض ومصاحبة لعملية استخراج النفط.
أما عند استخراج هذه المشعّات عن طريق التنقيب عن المعادن أو التنقيب عن النفط فسيصاحبهما استخراج مياه تحتوي على مواد مشعة ناتجة عن السلاسل الإشعاعية الموجودة بباطن الأرض، وعند وضعها وتراكمها على سطح الأرض في برك معينة، وهو ما هو حاصل الآن بالحقول النفطية؛ تؤدي إلى زيادة تركيز المواد المشعة وعملية تراكمها في أماكن معينة تسبب في تلوث إشعاعي إن لم يتم التخلص منها عن طريق طرق المعالجة المتبعة لذلك.
وبهذه الطريقة يحدث التلوث الإشعاعي؛ لأن من الطبيعي عندما تستخرج المادة المشعة من قاع الأرض وتجميعها في برك ستزداد نسبة التركيز، بالتالي قد تنتقل عن طريق الشرب أو عن طريق امتصاصها داخل المياه الجوفية أو عن طريق شرب الدابة لهذه المياه، بحيث تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، كما أنها تنتقل عن طريق المزروعات فيسبب هذا في تلوث البيئة ويضر بصحة الإنسان، وبالتأكيد يُعد ذلك كارثة كبيرة إذ ما ثبت استخدامها من قبل المزارعين، حيث تنتقل للنبات ويمكن أن يتناولها الحيوان أيضا وبالتالي تنتقل إلى الإنسان، وبهذه الصورة ينتقل التلوث من البيئة إلى الإنسان، فهنا يجب الالتفات إلى هذا الموضوع والحد منه، ونحن نهتم بهذا الموضوع؛ لأنه يسبب في مضار سلبية عند استخدامه والإهمال بتتبع تدابير الوقاية منه، ونخص بالذكر الإشعاعات المؤينة التي حين تمر بالمادة تغير في خواصها الحيوية.
فعندما يمر الإشعاع بجسم إنسان بطريقة أو بأخرى عن طريق الخطأ أو عن طريق تعرضه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى