محلي

أبو الغيط: بوتين حمّل القوى الغربية مسؤولية الفوضى في ليبيا منذ 9 سنوات

أوج – القاهرة
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الأوضاع في ليبيا منذ 9 سنوات، وهو يتدهور بشكل مستمر، موضحًا أنه وصل إلى وجود تدخلات أجنبية مفتوحة وواضحة، متمثلة في التدخلات التركية.
وأضاف في مقابلة له، عبر برنامج “على مسؤوليتي” بفضائية “صدى البلد” المصرية، تابعتها “أوج”: “منذ عدة سنوات يتم بذل الجهود، ففرنسا عقدت مؤتمرًا لجمع الأطراف الليبية، وكذلك إيطاليا وروسيا، ويتم بحث القضية على مستويات مختلفة بما فيهم الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
وتابع: “في الفترة الأخيرة، تبين وجود تأزم كبير جدًا في ليبيا، نتيجة لتدخل طرف أجنبي وهو تركيا، بشكل عقد الأوضاع، وهدد باتساع نطاق المواجهات، فبدلاً من كونها مواجهات محلية، أصبح من الممكن امتدادها إلى خارج البلاد، وألمانيا منذ نحو 5 أشهر وهي تبُدي اهتمامًا بهذا الأمر، خاصة أنه داخل الاتحاد الأوروبي، كشفت ألمانيا وجود تنافس “فرنسي إيطالي”، لمصالح اقتصادية ولمصالح أخرى خاصة بكل طرف”.
وواصل “أبو الغيط”: “إيطاليا على سبيل المثال، هي الدولة الاستعمارية التي كانت تحتل ليبيا منذ عام 1911م، تتصور أن ليبيا قريبة جدًا من أراضيها، وأنها ممرًا للمهاجرين عبر البحر المتوسط، قادمين من إفريقيا، وبالتالي ترى نفسها مُعرضة لضغوط اقتصادية وسكانية وهجرة، لذا لها مصلحة في وقف هذا السيل من المهاجرين، عبر ليبيا”.
وأكمل: “فرنسا على الجانب الآخر، لها مصالح في الساحل الإفريقي، التي تعد منطقة جنوب الصحراء الغربية، ومالي وتشاد والنيجر، وتتعرض هذه المناطق لتيارات متأسلمة، وعمليات عسكرية كبيرة، وفرنسا تخوض في هذه المنطقة عسكريًا، وبالتالي هذه الأطراف لها اهتماماتها وتنافساتها الاقتصادية، بالإضافة إلى شركتي إيني وتوتال المهتمتان بالشأن الليبي، لذا رأت ألمانيا أن استمرار هذا التنافس سوف يؤدي إلى خدش الأوضاع بالاتحاد الأوروبي، وكان عليها أن تتدخل لمحاولة إنهاء الأزمة”.
وروى أمين الجامعة العربية: “مصر من الدول التي لها اهتمامات أيضًا، لأنها على الحدود مع ليبيا، ولا تستطيع أن تُفرق سكان شرق ليبيا، مع سكان الساحل الشمالي المصري، والاهتمامات المصرية على ليبيا مهمة جدًا، خاصة أن ليبيا تموج بتيارات من جماعات متأسلمة وإرهابية، ومسائل خاصة بتهريب السلاح، ومصر يهمها جدًا تأمين حدودها، ونفس الأمر مع الجزائر التي مرت بسنوات من مكافحة الإرهاب، لذا يهمها ألا يصيبها أي ضرر مما يحدث في ليبيا”.
واستفاض: “العالم الغربي أظهر اهتمامًا كبيرًا بإنهاء الأوضاع في ليبيا، حفاظًا على مصالحهم، ومن ناحية أخرى دخلت تركيا على خط الأزمة، بشكل يهدد مصالح أوروبية وغربية، ويهدد بأن النزاع الليبي قد يتحول إلى نزاع إقليمي، وأوروبا يهمها ألا يكون هناك نزاع إقليمي في وقت شهد فيه هذا الإقليم 9 سنوات من السواد والسقوط والقتل والخسائر والضياع، وبالتالي رأى الاتحاد الأوروبي أنه حان الوضع الآن كي يتدخل بجدية، وكافة الاجتماعات السابقة لم تشهد هذا القدر من الزخم”.
وأوضح “أبو الغيط”: “الظهور الروسي في ليبيا أقلق الغرب، لأن روسيا التي ابتعدت عن سياسات الشرق الأوسط، منذ انفجار الاتحاد السوفيتي عام 1992م، وضعف تأثيرها، عادت كي تلعب دورها منذ عام 2015م في سوريا والعراق، والآن يمتد دورها إلى ليبيا، وظهور الروس ليس مجرد نفوذ، بل يظهر بإمدادات بالسلاح، وربما بالخبراء وبعض التنظيمات العسكرية غير الرسمية، وبالتالي الأمر مقلق لأمريكا، وهذا ما كان داعيًا لإسراع ألمانيا، ومن ناحية أخرى ظهرت ثروة غازية كبيرة جدًا، شرق البحر المتوسط”.
واستطرد: “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع برلين، ألقى بقفازه في وجه الجميع، وقال ما كان لنا أن نمضي الأعوام التسعة الأخيرة في هذه الفوضى في ليبيا، إلا نتيجة أن بعض القوى الغربية، ويقصد “فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة”، أخذت قرارًا صادرًا من مجلس الأمن، بمنع الطيران في سماء ليبيا، وحوله إلى عملية ضرب للحكم في ليبيا، وتغيير النظام ثم غادروا”.
واختتم: “أتفهم تمامًا ما تحدث به بوتين، وإشارته إلى التدخلات من حلف الأطلسي الذي سُمح له بالتحرك تحت مظلة مجلس الأمن، وبقرار لا يستهدف تحقيق هذا الهدف، فالهدف كان حماية الشعب من أعمال عسكرية قد يقوم بها حكم القذافي للانتقام، فهذه عملية شائكة ومعقدة، وكانت لعبة كبرى، تم تنفيذها في هذا الإقليم على دول كثيرة جدًا، وروسيا استوعبت درس عام 2011م، وبالتالي منذ عام 2015م استخدمت روسيا عدد مرات الفيتو بصورة كثيرة، فيما يتعلق بسوريا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى