
أوج – طرابلس
قال القاصد الرسولي في طرابلس الغرب، المونسنيور جورج بوجيا، اليوم الخميس، إن تحقيق السلام والمصالحة لن يكون بالأمر السهل، موضحًا أن مؤتمر برلين علامة إيجابية.
قال القاصد الرسولي في طرابلس الغرب، المونسنيور جورج بوجيا، اليوم الخميس، إن تحقيق السلام والمصالحة لن يكون بالأمر السهل، موضحًا أن مؤتمر برلين علامة إيجابية.
وأضاف “المونسنيور بوجيا” في تصريحات لجمعية عون الكنيسة المتألمة “ACS”، نقلتها وكالة “آكي” الإيطالية، طالعتها “أوج”، أن في ليبيا انقسامات عميقة، موضحًا أن الأطراف المتنازعة متباعدة جدًا، ومن الصعب إيجاد طريقة لجعل الجميع يجلسون على نفس الطاولة.
ورأى المسؤول الفاتيكاني، أن مؤتمر برلين الأخير بمثابة علامة إيجابية بلا شك، مؤكدًا أن المسيرة أمام ليبيا لا تزال طويلة، وعلى ضرورة أن تحافظ الدول المختلفة التي شاركت في اجتماع العاصمة الألمانية على ثقتها في الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها خلال مؤتمر برلين.
وأشار إلى أن الهدنة التي دُعي إليها الشهر الماضي قد انتهكت بشكل متكرر، مُستدركًا: “فقد كانت هناك اشتباكات في طرابلس وهذا يخلق توترات حتمًا، حيث يفتح مطار المدينة ويغلق حسب الوضع، لكن لحسن الحظ على الأقل أن المدارس والمكاتب لا تزال مفتوحة في منطقة وسط العاصمة”.
وأكمل “المونسنيور بوجيا” أن سيناريو ليبيا غير المستقر يؤثر أيضًا على أزمة اللاجئين، داعيًا للذهاب إلى جذور هذه الظاهرة، خاصة أن ليبيا نقطة انطلاق نحو أوروبا، لكنها ليست السبب وراء أزمة الهجرة، – حسب قوله.
وروى: “كثير من اللاجئين يأتون من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وبالتالي إذا كنا نرغب بتعديل أو تقليل تدفق المهاجرين، فيجب حل المشكلات الموجودة في بلدانهم الأصلية، وإلا فإن عشرات آلاف الأشخاص سيواصلون الهجرة بحثًا عن مستقبل أفضل، حتى على حساب تعريض حياتهم للخطر”.
وأشار القاصد الرسولي إلى أن الكنيسة الكاثوليكية المحلية تحاول تقديم مساعدتها للمهاجرين الذين يمرون عبر ليبيا وللسكان المحليين، مُستدركًا: “لدينا قيود كثيرة وموارد قليلة، لكننا نبذل قصارى جهدنا لمساعدة الناس، في المقام الأول من خلال حضورنا معهم”.
واختتم: “لقد بقيت الكنيسة الكاثوليكية في البلاد طوال فترة النزاع، حتى عندما غادرت البلاد الكنائس الأخرى وأغلقت جميع الدول الأوروبية سفاراتها، لذا فوجودنا هو علامة لتشجيع المؤمنين”.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.