محلي

المقاتل من رجالنا بألف منهم.. الغرياني: المجتمع الدولي يحترم حفتر أكثر منا ويصبح هو من يملك الأمر وهو صاحب الشرعية .

نعى المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، الصادق الغرياني، الدكتور المصري محمد عمارة، عضو مجمع البحوث وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، موضحًا أن فقد العلماء مصيبة على المسلمين.

وقال في مقابلة له، عبر فضائية “التناصح”، تابعتها “أوج”، إن ملتقى القبائل والمدن الليبية، يُعد برلمانًا يمثل الليبيين الذين يؤمنون بـ”الثورة وفبراير”، موضحًا أنه كان يتمنى في ختام بيانهم أن تنبثق عن هذا الملتقى لجنة تتابع تنفيذ مطالبه، لا أن تخرج بيانات في ساعة ثم يتناساها الجميع.

وتابع الغرياني: “بلادنا للأسف تحتاج إلى متابعات لأن الأزمات فيها تتجدد يومًا بعد يوم، وكل نازلة أكبر من أختها، فأين موقف المسؤولين والحكومة من أزمة الاستيلاء على النفط؟، فوقت الأزمة خرج بيان استنكار ثم رضي المسؤولون بالأمر الواقع واستكانوا، وهناك من لا يزال مستوليًا على مصدر الثروة في ليبيا، في ظل صمت الناس واستسلامهم لما يحدث، وليس هناك جهودًا عسكرية أو أمنية أو سياسية لإنهاء الأزمة”.

وواصل: “ما يحدث تفريط في ليبيا لا يمكن أن يصدقه عاقل، فكيف يسكتون على مجرم وقاتل وغاصب وقاطع طريق، ومحارب يستولي على ثروة ليبيا، دون أي ردود فعل، وما خرج مجرد بيانات في بداية الأزمة ثم انتهى كل شيء، فأين جهود السياسيين مع الأمم المتحدة والدول التي تزعم أنها غير راضية؟، فهناك تواطؤ من المسؤولين على هذا الوضع السيء القبيح، وهناك ابتزاز لثروة ليبيا والضعفاء والفقراء، وهو قوت الليبيين، والناس معرضة لا أحد يتكلم”.

وتساءل الغرياني: “أين موقف المسؤولين من وقف إطلاق النار المزعوم الكاذب؟، ووقف إطلاق النار كبلوا فيه أيدي المجاهدين وفبراير والثروة، وأطلقوا فيه أيدي المجرمين والظلمة وحفتر، وهو لا يزال يوميًا يختار الهدف الذي يريده، فالمدنيون يسقطون كل يوم، وضُربت الطائرات المدنية، والمسؤولين غير قادرين على اتخاذ قرار بتوقيف الرحلات من عدمه، والركاب يتعرضون يوميًا للخطر، وكل يوم قتل وخوف ورعب، والحكومة منصرفة والرئاسي منصرف، ومجلس الدولة منصرف، فهؤلاء يبحثون عن أشياء أخرى”.

وأوضح: “هذه هي المشكلة الحقيقية الآن، إن كنتم تريدون أن تردوا إلى ليبيا عزتها وكرامتها وتنصروا قضيتكم، ولا يمكن أن يقٌبل أي تبرير بعد مضي 10 أشهر بدعوى الإعداد والاستعداد وتجميع القوى، فهذه كلها أمور لا تساوي شيئًا ولا حقيقة لها، وإنما هي مجرد زيف ورجالنا يستنزفون، والواحد من رجالنا بألف من رجال حفتر، فمن يموتوا منا رجال يُعول عليهم، وهذه الخطة هي خطة المجتمع الدولي، وأتمنى من الجميع ألا يسهلوا مواقفها، ولابد أن يبُعدوا هذا الشبح عن المدنيين وأهل طرابلس”.

وروى الغرياني: “حفتر يحتل جزءًا من مدينة طرابلس وكل يوم يقصفها، ونحن نتفرج، فهل مازال هناك عذرًا للرئاسي أو لغيره؟، والاستمرار على هذا الحال تفريط في ليبيا، وبالمنطق العسكري خيانة للوطن والقضية، فالجهة التي تملك الشرعية لازالت تسوف ولا تستطيع أن تقطع علاقتها مع الدول التي تقتلنا، ولا يوجد من يقبل هذا، فلابد أن يكون هناك ضغط شعبي عارم ألا يصبروا على هذا أكثر من ذلك، فليس هناك أي إفصاح عما تريده الحكومة”.

وسرد: “كفانا انبطاح وتنازلات، فالمجتمع الدولي لم يكتفي بما يأخذه، وكلما ننصاع إليه يزداد قهرًا لنا، فلا يمكن السكوت على هذه الأمور وهم يسوقوننا كالخراف، ويسلطون علينا الظلمة، والمجتمع الدولي يحترم حفتر، أكثر مما يحترموننا، وهذا يعطي حقيقة للمجتمع الدولي، أن حفتر هو من يملك الأمر، وهو صاحب الشرعية، وعلم المجتمع الدولي أن غاية ما تريده هذه الحكومات هو أن يبقوا في كراسيهم”.

وأكمل الغرياني: “يجب مقارنة هذه الأمور بمفاوضات حركة طالبان مع واشنطن، لأنهم أظهروا عزة منقطعة النظير أثناء الجلسات والحوار، بسبب إيمانهم بقضيتهم، والفرق بيننا وبينهم هو الفرق بين الذلة والإيمان بالقضية، وبالتالي على الجميع أن يضغطوا على المسؤولين، حتى لا نستسلم لمصيرنا والعدو يستهدفنا، وعلينا لا نستمع لمن يطالبنا بالانبطاح للمجتمع الدولي، وعلى النخب المسؤولين والجبهات أن يعيدوا تقييم الموقف وألا يستمروا على هذا الحال من وقف إطلاق النار المزعون ونحن نُقتل كل يوم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى