محلي

الكشف عن رأس الأفعى التركي المخطط لسيطرة الوفاق على صرمان وصبراتة #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_جماهير

أوج – القاهرة
كشف الكاتب الصحفي المصري المختص في الشأن الليبي، عبد الستار حتيتة، دور الضابط التركي إينال تاركان وسفير أنقرة لدى طرابلس سرحت أكسن، في التطورات العسكرية الأخيرة بصبراتة وصرمان، وقبلها قاعدة الوطية، موضحا أن الاثنين يتوليان عملية تنسيق وإدارة العملية التركية في ليبيا.
وأكد حتيتة، في تقرير له بصحيفة العرب اللندنية، طالعته “أوج”، أن تاركان يلعب الدور الأبرز والأكبر في ليبيا؛ من خلال ترتيب الخطط مع المليشيات وتحريكها وفق أجندته بما يقرب تارة ويؤجج نيران الخلافات تارة أخرى ضمن لعبة تم فيها تغييب رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية فائز السراج.
وأوضح أن اسم ضابط تركي شاب، يدعى إينال تاركان، أخذ يتردد، منذ بضعة أسابيع، في أوساط قادة الجماعات المسلحة في شمال غرب ليبيا، خاصة في طرابلس ومصراتة والزاوية، وتقول الأخبار عنه إنه شاب نشط ويعمل بلا كلل ولا ملل لعرقلة تحركات “الجيش”، حتى لو كان ذلك باستهداف بلدات مسالمة وتؤيده مثلما حدث في صرمان وصبراتة مؤخرا.
وأضاف أن الضابط تاركان يتعامل مع المجموعات المسلحة في شمال غرب ليبيا بطريقة مختلفة، مستعينا بخبرته التي اكتسبها من خلال مشاركته في إدارة شؤون الجماعات الإرهابية في شمال سوريا، الطريقة ببساطة “اضرب في أي مكان حتى تستطيع أن تربك الخصم”.
وأشار إلى استغلال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مذكرتي التفاهم الأمني والبحري الموقعتين مع حكومة الوفاق في إدارة الصراع في ليبيا بنفسه، وإضافة للدعم العسكري الموجه إلى المليشيات مباشرة، أشرف في الشهور الأخيرة على تغييرات أخرى غير عسكرية، منها ما يخص البنية التشريعية والمصرفية والمحاسبية.
ونقل عن مصادر أمنية في طرابلس، قولها إن رجال أردوغان كانوا في ذلك الوقت يخططون للدفع بوجوه عسكرية جديدة، من بينهم الضابط تاركان، وبحسب تقدرات أمنية، فإن قيمة الأسلحة التي اشترتها حكومة السراج من تركيا بلغت أكثر من عشرين مليار دولار، خلال الفترة من تاريخ توقيع اتفاقية الحرث/ نوفمبر إلى شهر الطير/ أبريل الجاري، ناهيك عن رواتب المقاتلين المرتزقة الذين ترسلهم تركيا للقتال مع قوات السراج.
وتطرق إلى تعزيز أنقرة أيضا من قدرات مجلس النواب المنعقد في طرابلس، كما تمكنت من تحصيل فواتير بملايين الدولارات بحجة علاج الجرحى الليبيين في مستشفياتها، ووقفت وراء تأجيل ملفات التحقيق مع متهمين محسوبين على جماعة الإخوان بتبديد الأموال العامة في طرابلس، مشيرا إلى إشراف عملاء تركيا في ليبيا على تنفيذ عمليات قذرة ضد “الجيش”، وضد مرافق الدولة، منها مثلا ما حدث في مدينة غريان، حين استهدفت مجموعة إرهابية الجرحى في مستشفى المدينة، في عملية غادرة، في الصيف/ يونيو الماضي.
وتابع أنه رغم الإنفاق الضخم للسراج على الأسلحة والطائرات المسيرة والمستشارين العسكريين الأتراك والمرتزقة، إلا أن نظام أردوغان كان يشعر أن “الجيش” يتقدم بخطوات حثيثة، ويقيم التمركزات العسكرية والدفاعية في نقاط يصعب على الطائرات المسيرة الوصول إليها، لذلك غيرت أنقرة من طريقة عمل مستشاريها من عسكريين ورجال مخابراتها في ليبيا بشكل لافت في الأسابيع الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني في طرابلس، قوله إن أنقرة اعتمدت على خطط أخذ تاركان ينفذها بحرفية كبيرة، بإشراف من أكسن؛ تعتمد هذه الخطط على التواصل والتنسيق مع قادة الجماعات المسلحة، من خلف ظهر السراج، ومنح كل جماعة ما تريد بشرط تنفيذ التوجهات التركية في النهاية، ولم يعلم السراج بأسباب انسحاب مقاتلي مدينة الزاوية بشكل مفاجئ من طرابلس، ولم يعلم أيضا بما يدور من تنسيق يشرف عليه تاركان بين قوات من مصراتة والزاوية، ومع كل من له مصلحة في اقتحام صرمان وصبراتة.
وأكد أن إحدى الأجهزة الأمنية في العاصمة رصدت نشاط تاركان منذ منتصف الربيع/ مارس الماضي، ومنه يفهم أن عمل هذا الضابط التركي ينصب على منهجين؛ الأول مهاجمة المدن الهشة الموالية لـ”الجيش”، أي التي لا توجد فيها قوات عسكرية بشكل كبير، مثل صرمان وصبراتة، فالأمن في المدينتين كانت تشرف عليه قوات شرطية موالية للحكومة المؤقتة دون وجود قوات عسكرية تذكر.
والمنهج الثاني، بحسب التقرير، أن تاركان يتجنب جمع زعماء الجماعات المسلحة في بوتقة واحدة، أو إخطار السراج بما يقوم به مسبقا، ويقول ضابط في الاستخبارات الليبية: “لم يجتمع تاركان معهم على طاولة واحدة أبدا، منذ قدومه إلى طرابلس، ويدير أغلب عمليات التنسيق الحربية على الأرض بالاتصالات اللاسلكية والهواتف المرتبطة بالأقمار الاصطناعية، ينسق مع السفير أكسن”.
وذكر التقرير أنه من بين ما يمكن التقاطه من “دردشة” قادة في مليشيات قريبة من قاعدة الأتراك في معيتيقة بطرابلس، يمكن أن تخيل تاركان وهو يخطط على خرائط إدارة المعارك المكومة فوق مكتبه، ويقوم في الوقت نفسه بتوزيع شحنات الأسلحة والطائرات المسيرة التي ترسلها له بلاده في سفن وفي طائرات شحن، وكان السفير أكسن يظهر بنفسه بين الضباط الأتراك في القاعدة أثناء تفريغ حاويات الأسلحة.
وظهر اسم الضابط تاركان على الساحة الليبية، بحسب الصحيفة، عقب تغييرات أجراها نظام أردوغان في المنظومة الأمنية التركية مطلع هذا العام، كما يعتقد مسؤول في الجهاز الأمني بطرابلس: “يبدو أنهم سحبوه من جبهة سوريا، وأعادوا تأهيله في أنقرة، ثم دفعوا به أخيرا إلى هنا”، ليصبح من أخطر رجال المخابرات الأتراك الذين وصلوا إلى ليبيا، رغم ضعف إمكانيات هذه الأجهزة وخشية قادتها من المليشيات المدججة بالأسلحة في طرابلس.
وكشف التقرير أن الضابط تاركان يتردد على مكتبه في قاعدة معيتيقة بين حين وآخر قادة مليشيات محسوبة على حكومة الوفاق، إلا أنهم قادة لا يحبون بعضهم بعضا، وبينهم خلافات تصل إلى الاشتباكات المسلحة بين عناصرهم في قلب العاصمة، لهذا لم يكن تاركان يستقبل مثل هؤلاء القادة إلا فرادى وبمواعيد مسبقة.
وأكد التقرير تعاقد السراج على شراء 21 طائرة مسيرة جديدة وأسلحة أخرى من تركيا قبل أسبوعين، وفقا لمصادر قريبة من المجلس الرئاسي، إلا أن معظم هذه الأسلحة بما فيها الطائرات المسيرة يتم إنزالها وتسليمها لمليشيات في مصراتة، ما يثير حنق السراج ويجعله متشككا في النوايا التركية خاصة وقد خصصت مصراتة 10 طائرات مسيرة في الهجوم على صرمان وصبراتة، وهي تسعى بذلك لكسب ود ميليشيات الزاوية.
وتحمل اثنتان من أخطر المجموعات المسلحة والمتطرفة اسما واحدا هو “الفاروق”، بحسب التقرير، وتوجد المجموعتان في كل من مصراتة والزاوية، واليوم مصراتة لديها حساباتها الخاصة، ولم يعد يعنيها موضوع الحرب في طرابلس كثيرا، بقدر ما يعنيها خطر تقدم “الجيش” على جبهتها الشرقية في سرت.
وأدرك تاركان مبكرا رغبة مليشيات مثل “الفاروق” بفرعيها في اقتحام سجون صرمان وصبراتة لإخراج عناصر إرهابية شديدة الخطورة منها، من بينهم حوالي 150 إرهابيا كانوا في سجون صرمان، ومن بين هؤلاء العشرات من جماعة “أنصار بيت المقدس” المصرية، كما أن سجون صبراتة كان فيها ما لا يقل عن 100 من الإرهابيين، بعضهم من التابعين لجماعة الغرابلي، التي يقودها قائد مليشياوي من صبراتة، كان هاربا في مصراتة، وله علاقات قوية مع مجموعات “الفاروق”، وينفذ تعليمات الأتراك في ما يخص تحريك المرتزقة القادمين من تركيا، والإرهابيين المحليين في طرابلس.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن سجون مدينتي صرمان وصبراتة، كان يقبع فيها بضعة عشرات من “سرايا الدفاع عن بغازي”، وهم مقاتلون فروا من شرق ليبيا عام 2017م، وتمركزوا بين مصراتة وطرابلس، وجرى استخدامهم على يد الأتراك والمجلس الرئاسي ومليشيات أخرى لإرباك تقدم “الجيش” في طرابلس.
وأكد أن عشرات من رجال الشرطة خاصة في المباحث الجنائية بمدينتي صرمان وصبراتة، وقعوا ضحية موجة من الانتقام من جانب المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التي دفعت بها تركيا إلى هاتين المدينتين.
وسيطرت القوات التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، الاثنين الماضي، على مدن الساحل الغربي بمساندة طيران تركي مُسير، والتي منها صرمان وصبراتة والعجيلات، واستولت على عدد من المدرعات وعربات صواريخ جراد، و10 دبابات وآليات مسلحة.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى