دولي

فرنسا – تركيا صراع “المستعمرون القدامى” التي تدفع ليبيا ثمنه #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير

جاء انسحاب فرنسا من عملية “إيريني”، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لمراقبة تدفق الأسلحة إلى ليبيا، ليفضح دورا تركيا مشبوها لأنقرة داخل الناتو وليبيا معا.
ووفق خبراء، فإن استمرار أنقرة في تهريب السلاح إلى ليبيا وهى عضو في الناتو يجعل العملية برمتها عبثية!
في نفس الوقت، فإن فرنسا بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، تضع حكومة أردوغان في الزاوية وتكشف عن “نهج تدميري تركي” في ليبيا ودور مشبوه، ستنعكس آثاره على أوروبا انطلاقا من الوجود غير الشرعي لتركيا في طرابلس، لمساندة حكومة السراج غير الشرعية.
وكان أن انسحبت تركيا رسميا، من عملية “إيريني” التي أطلقها الاتحاد الأوروبي، احتجاجا على انتهاكات تركيا.
وأكد الجيش الفرنسي، تعليق مشاركته في العملية، وطالب حلف الناتو بالإفصاح عن التحقيق في انتهاكات تركيا. في البحر المتوسط، كما أكدت فرنسا أن تصرفات “أنقرة” تجاه السفن الفرنسية تناقض التزامات طرف عضو في حلف شمال الأطلسي.
من جانبها، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، إن باريس علقت مشاركتها في عملية “حارس البحر” التي يقوم بها الناتو قبالة ليبيا، في انتظار رد الحلف على أربعة “شروط” تفرضها فرنسا للمساهمة بالمهمة والاستمرار فيها.
وقالت بارلي، أمام أعضاء لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي، إن فرنسا تشترط على حلف الناتو وجوب احترام الحلفاء، وعدم توريد أسلحة إلى ليبيا. والإقرار بأن سلوك الفرقاطة التركية، إزاء نظيرتها الفرنسية كان عدائياً وغير مقبول، كما ان فرنسا تشترط، حظر استخدام تركيا “إحداثيات الناتو” في عملياتها خارج مهمات الحلف. بالاضافة إلى أن باريس ترى أن تدخل كلا من أنقرة وموسكو في ليبيا وهما قوتين غير عربيتين يؤجج الأوضاع في ليبيا.
على صعيد آخر أعلن حلف الناتو، أنه مستمر في عملية “إيريني” حارس البحر، لمنع تدفق الأسلحة إلى ليبيا رغم انسحاب فرنسا من العملية. وقال في بيان رسمي، إنه انتهى من التحقيق في اعتداء السفن التركية على نظيرتها الفرنسية في البحر المتوسط، دون أن يفصح عن النتائج، مضيفا أن انسحاب فرنسا من “إيريني” أمر سيادي لكن الحلف مستمر في العملية لمحاربة الارهاب وفق البيان.
على صعيد متصل، وبينما تستمر تركيا في نقل دفعات جديدة، من المرتزقة الى ليبيا للقتال بجانب حكومة السراج غير الشرعية، تتصاعد حدة التوتر بين أنقرة وباريس.
وبعدما انتقد الرئيس الفرنسي ماكرون، السياسة التركية تجاه ليبيا بشكل لاذع، متهما أنقرة بنقل المتطرفين الى البلاد ومحملا أردوغان “المسؤولية التاريخية والإجرامية” لما يحدث في ليبيا، ردت الخارجية التركية، عبر وزير خارجيتها، مولود أوغلو بالقول، إن فرنسا التي يقودها ماكرون أو بالأحرى غير قادر على قيادتها حاليا ليست موجودة في ليبيا إلا لتحقيق مصالحها عبر “نهج تدميري” على حد قوله وهو ما يشعل الخلاف بينهما.
يأتي هذا فيما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان، أن أعداد المرتزقة الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا خلال الـ6 أشهر الأخيرة، وصل إلى نحو 15 الف مرتزق سوري وتواصل أنقرة جلب المزيد.
على صعيد آخر، وإذا كان هناك استياء ليبي، من تزايد الدور التركي المشبوه في البلاد، والشكل السافر الذي يظهر به خلال الفترة الأخيرة، فإن هناك “استياءاً ليبيا” مماثلا من الدور الفرنسي على مدى السنوات الماضية، ولا ينسى الليبيون، أن فرنسا هى التي لعبت الدور الأبرز في إسقاط النظام الجماهيري في عام 2011. وأن إصرار باريس على أن ترى ليبيا مشتعلة، وأن خلافاتها المستمرة والأولى مع” إيطاليا” والتسابق على العودة إلى “المستعمرات القديمة” هو ما أضاع الوطن الليبي في النهاية.
ووفق خبراء، فإن ماكرون يسير على خطى ساركوزى المدمر في ليبيا، وسبق ان وصفت مجلة ” دويتشه فيله” الألمانية هذا الدور، بأنه “دور معقد ومتناقض في ليبيا المضطربة”.
المثير أن هذا الدور الفرنسي، الذي يصطدم بتركيا اليوم، كان محلا لتحقيق واسع داخل البرلمان الفرنسي ذاته، قبل نحو عام، لمعرفة أبعاد التدخل الفرنسي داخل ليبيا وشكل البرلمان بالفعل لجنة تحقيق من 30 برلمانيا فرنسيا للتحقيق في أبعاد هذا الدور، وتحدث بيان “النواب الفرنسيين” الصادر في يوليو 2019من العام الماضي، عن “أدلة واضحة” تثبت ضلوع باريس في الحرب داخل ليبيا.
وعن هذا يقول المحلل السياسي الجزائري، حسني عبيدي، في تصريحات، إن الرئيس الفرنسي ماكرون يعيد بالفعل الأخطاء، التي اتهم بها ساركوزى من قبل والأزمة الأكبر أنه يضع “الملفات الحساسة” للغاية في يد “لودريان” وزير الخارجية، والملقب في فرنسا بتاجر السلاح، بما يعني ان القضية بالنسبة لباريس في هذا التوقيت ليس معارضة تركيا من دافع الحرص على ليبيا ووحدتها وتسوية أزمتها، ولكن معارضة تركيا لأنها تاخذ الحصة الأكبر في مبيعات الأسلحة والعتاد و”غنيمة” ليبيا.
وماكرون ليس الأول الذي يخرب في ليبيا، من رؤساء فرنسا طوال العشر سنوات الأخيرة ولكنه الأخير.
ووفق رسائل البريد الالكتروني، التي اطلعت عليها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، بين عامي 2011و2012 وأصبحت متاحة وعلنية الآن في العالم كله، فإن الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزى، تدخل في ليبيا عام 2011 بأقصى قوة وكان يريد الحرب والدمار في ليبيا لأسباب اقتصادية وعسكرية.
والمخابرات الفرنسية، وفقا لتقارير اطلعت عليها كلينتون في إطار المؤامرة الكبرى على ليبيا شاركت بنشاط على الأرض في إنشاء ما سميت أنذاك بالحكومة الانتقالية، بعد فوضى فبراير 2011، كما أن فرنسا هى التي استبقت الجميع في استهداف النظام الجماهيري بالقصف الجوي وقبل تدخل الناتو في مارس2011
كما أنها أنشات ما يسمى بالمجلس الوطني الانتقالي ودعمت “جبريل” وقبضت الثمن ولا تزال، باستئثارها بنحو 35% من عقود النفط الليبية.
وهكذا فالمواجهة الفرنسية التركية على أرض ليبيا، ليست لصالح ليبيا أو الليبيين ولكنه عراك “محتلين” على جثة الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى