تقارير

إخوانيو ليبيا وتونس يلعبون بمصير الدولتين.. ومعركة تكسير العظام بين فريقي “الغنوشي و سعيد”

مراقبون:موقف قيس سعيد الرافض لحكومة السراج غير الشرعية أشعل تونس

الغنوشي أوعز للنهضة بإرباك المشهد التونسي سياسيًا وأمنيا

المشري: سيناريو أفغانستان لا يناسبنا وفق رؤية “سعيد” والقبائل مظلة اجتماعية فقط

_________

تفجرت الأزمة في تونس خلال الساعات الماضية، يعلم الجميع أن “كعكة ليبيا” والمعركة بخصوصها منذ عدة شهور، هى وقود المعركة الحالية في تونس. بين فريق يتزعمه الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي وزعيم حزب النهضة الإخواني، وزعيم اخوان تونس، وبين الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي انحاز للأصوات المدنية والليبرالية داخل تونس، وخلع رعايته عن حكومة السراج غير الشرعية، او قبوله لها، وقال علنا إنها لم تعد صالحة وينبغي انتخاب حكومة جديدة.

 الوضع هذا لم يعجب إخوانيو تونس، والغنوشي في مقدمتهم، فهم يشعرون الآن وبعد تزايد النفوذ التركي أو بالاحرى الإحتلال التركي لليبيا، أنه قد حان وقت جني الثماروإنه من الأفضل لهم بالطبع وليس لتونس استمرار وتعزيز التحالف مع حكومة السراج غير الشرعية، وليس الانسحاب بعيدا عنها وإلى المعسكر الآخر.

 النهضة وكما هى عادتها، ووفق رصد دقيق لما يحدث في الشارع التونسي، بدأت تتحرك في اتجاهات عدة، سواء بتحريض الشارع التونسي على قيس سعيد أو بالوقوف وراء مخططات وتفجيرات، قد تربك “حركة تونس” وترغم الرئيس قيس سعيد على مراجعة موقفه.

من جانبه حذر، الرئيس التونسي قيس سعيد، من خطورة سعي البعض إلى تفجير الدولة من الداخل، عبر ضرب مؤسساتها، ومحاولة الزج بالمؤسسة العسكرية التونسية في الصراعات السياسية. وقال بن سعيد، إن محاولة استدراج الجيش والمؤسسات الأخرى للصراعات السياسية، ستفشل. قائلا إن ما حدث في الجنوب التونسي غير مقبول بكل المقاييس، معربا عن يقينه بأن التونسيين لديهم من الحكمة، ما يجعلهم قادرين على تهدئة الأوضاع، وتغليب المصلحة العليا لتونس. وكانت قد شهدت منطقة “رمادة” من محافظة تطاوين الحدودية التونسية، مواجهات مع قوات الجيش التونسي، رجحت مصادر أن تكون على خلفية ملاحقة عناصر إرهابية أو اشخاص متطرفين تسللوا من ليبيا لتونس، وتزامن ذلك مع احتجاجات اجتماعية وظروف اقتصادية صعبة تعانيها المحافظة.

يأتي هذا فيما صعد حزب النهضة التونسي الإخواني من ضغوطه، على رئيس الحكومة، إلياس الفخفاخ، وطالبه علانية إما بتوسيع ائتلافه الحكومي وقبول قلب تونس وائتلاف الكرامة بداخله، أو تقديم استقالته.

 وبدأت تعزف له حركة النهضة، على قضايا شتى وتتهمه بالفشل، والهدف ليس الفخاخ بالطبع ولكن قيس سعيد وحرق الأرض من تحته.

 ويقول خبراء إن تحركات النهضة هدفها الشوشرة على الموقف الرسمي التونسي من ليبيا، ووابعاد التونسيين إلى ميدان آخر. وفي وقت تحاول فيه تونس معالجة مشاكل المالية العامة وخفض العجز، التي زادت من حدتها أزمة تفشي فيروس كورونا.

وقال رئيس مجلس شورى النهضة، عبد الكريم الهاروني، إنّ حركة النهضة تدعم الفخفاخ وصبرت على اختياراته ولكنه متمسك بتركيبة الحكومة وغير مستعد لتوسيعها.

مضيفا أن النهضة ستواصل العمل من أجل تشكيل حكومة واسعة تعطي استقرارا للحكم!! وأقرّ الهاروني بفشل تركيبة الائتلاف الحكومي الذي تتزعمه النهضة، في تحقيق الأهداف المطلوبة منه وتكريس الانسجام فيما بينه، مؤكدا أن الحركة تتمسك بتوسيع الائتلاف قائلا حسب فهمي للتطوّرات، أنصح الفخفاخ بالاستقالة، والحكم أداة لخدمة البلاد، وهذا الائتلاف الحكومي لم ينجح!

في سياق متصل من تشتيت الحكم في تونس، وقلب الطاولة على قيس سعيد استنادا إلى موقفه المعلن من ليبيا والرافض لحكومة السراج غير الشرعية، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، عن إحباط مخططات إرهابية كانت ستستهدف القطاع السياحي ومقرات سيادية في البلاد، وأن قوات الأمن التونسية تمكنت من إيقاف العنصر الرئيسي في العملية، وهو غير مكشوف أمنيا، بإحدى ولايات تونس الكبرى من دون تحديد اسمها.

والعالمون بالشان التونسي، يرون هكذا أن ما يحدث في تونس اليوم هو رد طبيعي، من جانب حركة النهضة التونسية لإبعاد الأنظار عن ليبيا. بعدما أثار تصريح قيس سعيد الرافض لحكومة السراج غير الشرعية، حنق ذراعها العسكري المتمثلة في ميليشيات بركان الغضب. بعدما دعا سعيّد خلال زيارته الى فرنسا، إلى إرساء شرعية جديدة في طرابلس محل الشرعية المؤقتة الحالية في اشارة الى حكومة السراج.

وشن خالد المشري، رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة، انتقادات واسعة ضد قيس سعيد  قائلا بأن شرعية حكومة السراج ليست مبنية على الاعتراف الدولي، ولكن شرعية مبنية على توافقات داخلية وفق اتفاق الصخيرات.

وطالب المشري قيس سعيد، بعدم فرض رغباته على حكومة السراج غير الشرعية، ومشيرا الى رفضهم النموذج الأفغاني لايجاد صيغة تخرج ليبيا من أزمتها، كما يزعم أو يحاول الايحاء أن تونس تفرض ذلك السيناريو على ليبيا.

وتذرع خالد المشري، بمدنية الدولة وبالديمقراطية في ليبيا، على دعوة قيس سعيد، الى تشريك شيوخ القبائل في المباحثات السياسية، قائلا إن القبائل تمثل غطاء اجتماعيا فقط بعيدا عن الفعل السياسي.

على الناحية الثانية، وفي إطار لعبة تبادل الأدوار بين اخوان ليبيا واخوان تونس، أسقط البرلمان التونسي الذي يهيمن عليه حزب النهضة الاخواني، لائحة الحزب الدستوري الحر، المتعلق بالنزاع في ليبيا. وتتعلق اللائحة التي قدمها الحزب الدستوري الحر، بإعلان رفض البرلمان للتدخل الخارجي في الشقيقة ليبيا، ومناهضته لتشكيل قاعدة لوجستية داخل التراب التونسي قصد تسهيل تنفيذ هذا التدخل تحت غطاء الاتفاقيات والمعاهدات الاقتصادية والاجتماعية والمالية. وتُشدّد اللائحة، التي أسقطها الاخوان على عدم الاصطفاف وراء المحاور مهما كانت ورفض التدخل الأجنبي في الشأن الليبي من أجل المساس من وحدتها وسيادتها.

لكن الأطراف الرافضة للائحة بررت عدم التصويت كونها أشارت في نسختها الأولى فقط لدولتين فحسب، في اشارة الى تركيا وقطر، داعين الى ادراج اسماء كل الدول المتدخلة في الشأن الليبي.

وأكدت رئيسة الكتلة عبير موسى، انها ستتصدى لكل محاولات أخونة اجهزة الدولة ومتهمة حركة النهضة وجميع احزاب وائتلافات الإسلام السياسي بإدخال الإرهاب والتطرف الى البلاد. وتعهدت موسى بأن يمر الغنوشي ومن معه على القضاء مشددة على تمسكها بمدنية الدولة في تونس.

ويرى مراقبون، ان ليبيا هى القاسم المشترك الأعظم لما في تونس اليوم، وأن التطورات فيها خلال الفترة القادمة ستنعكس حتما على تونس وليس العكس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى