مستشار أردوغان: تركيا أزعجت ماكرون لأنها لم تسمح له بتحويل ليبيا إلى رواندا ثانية

أوج – إسطنبول
قال مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، إن مساعي القوى الداعمة لخليفة حفتر من أجل عقد طاولة مفاوضات في ظل الوضع الحالي، أو محاولات العودة إلى مؤتمر برلين أو اجتماعات اللجنة العسكرية 5+5 في جنيف، لا تشير إلى نية سليمة نحو تحقيق السلام، بل تشير إلى محاولة لكسب الوقت فحسب.
وانتقد أقطاي، في مقال له نشرته صحيفة يني شفق المقربة من النظام التركي، طالعته “أوج”، اتهام وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حكومة الوفاق غير الشرعية، بأنها لا تريد التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، قائلا: “نسي أن حكومة الوفاق بينما كانت على طاولة مفاوضات برلين وجنيف، كان حفتر ومن يدعمه يواصلون هجماتهم على طرابلس محاولين القضاء على حكومة الوفاق، وفي ذلك الوقت لم يصدر عن روسيا أو أحد تنديدا بذلك أو دعوة لوقف إطلاق النار”.
وأضاف: “حتى تكون دعوة وقف إطلاق النار تحمل نوعًا من المصداقية أو النية الحسنة، على حفتر إذن أن ينسحب من المناطق التي يحتلها مثل سرت، بعد أن يمتثل بالطبع لوقف إطلاق النار”، مهددا بإجبار حفتر على الانسحاب، قائلا: “سوف ينسحب أو يتم سحبه من هناك على أي حال، إلا أن المهم هو فعل ذلك دون المزيد من سفك دماء الليبيين، ودون إلحاق ضرر إضافي بالشعب الليبي، ومن مصلحته عدم توسيع ملفه إجرامه أكثر من ذلك”.
وحول المخاوف المصرية من الوجود التركي في ليبيا، نفى أن تمثل ليبيا تهديدا لها، قائلا: “لطالما كان التهديد القائم نحو مصر مصدره من الشرق، والآن هناك خطر جديد من الجنوب وهو أزمة المياه، خطر الصهيونية القادم من الشرق يمثل التهديد الأكبر بالنسبة لمستقبل مصر، إلا أن مصر بقيادة السيسي تبدو عمياء وصمّاء إزاء هذا التهديد”.
وواصل: “لا توجد اليوم لدى السيسي رؤية ولا قدرة أصلًا للقضاء على هذا التهديد، إنه يحاول كي ينقذ نفسه من ورطة اليوم أن يسارع في تلبية الطلبات التي تريدها الدول منه، من العار أن دولة عظيمة مثل مصر، تتمتع بتقاليد الدولة منذ آلاف السنين، أن تبدو اليوم بهذا الوضع”.
وتساءل: “ماذا تريد مصر التي تقودها السيسي والتي هي جارة ليبيا؛ ماذا تريد من الشعب الليبي؟ وبماذا تعدهم؟”، قائلا: “لا يمكنها إقناع أحد بأن هناك تهديدًا قادمًا من ليبيا، إن ليبيا ليست في وضع يسمح لها الآن بتهديد أحد، بل على العكس من ذلك، هناك تهديد نحو ليبيا من مصر، وهو ليس تهديدًا افتراضيًّا بل حقيقي”.
وزعم أن جميع الأطراف المشاركة في المحادثات الأخيرة حول ليبيا في الأمم المتحدة، باتت تعي أن وجود تركيا هو ضمن الاتفاق الرسمي مع حكومة الوفاق التي وصفها بـ”الشرعية”، وبالتالي فإن وجودها منطقي ويكتسب أحقية، على حد تعبيره.
ونقل مستشار الرئيس التركي دفة الانتقادات والهجوم على فرنسا، قائلا: “لقد أزعجت تركيا ماكرون لأنها لم تسمح له بتحويل ليبيا إلى رواندا ثانية”، مضيفا: “إن فرنسا التي هي مهد التنوير في العام الغربي، والديمقراطية المزعومة، وممثلة القيم المعاصرة؛ وهي الآن في ليبيا لا تذكّرنا بشيء من هذه الأشياء، سوى بماضيها الظلامي واستعمارها الوحشي”.
وأكمل: “اليوم، حينما يتم ذكر فرنسا أمام شعوب ليبيا، تونس، الجزائر ومالي وجميع الشعوب الإفريقية، فإن ما يتبادر للأذهان هو المجازر اللاإنسانية، والتعذيب الوحشي، والعنصرية والحكومات الاستعمارية الاستبدادية التي تحمل معها كل ألم مرير”، متابعا: “سعي ماكرون نحو ليبيا وانزعاجه من تركيا يجعلانه لا ينسى هذا الماضي الحبيس، على العكس من ذلك بل إنه يأخذ تاريخه الظلامي محاولًا تطبيقه اليوم”.
واختتم بقوله: “المذابح والمقابر الجماعية التي قام بها خليفة حفتر في ليبيا، تذكرنا تمامًا بذلك التاريخ الفرنسي الشنيع بكل تفاصيله في القارة الإفريقية”.
ودأبت تركيا على إرسال الأسلحة والمرتزقة السوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق في حربها ضد قوات الشعب المسلح التي تسعى لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية المسيطرة عليها.
وتستخدم أنقرة سفنًا عسكرية تابعة لها موجودة قبالة السواحل الليبية في هجومها الباغي على الأراضي الليبية بما يخدم أهدافها المشبوهة، والتي تساعدها في ذلك حكومة الوفاق المسيطرة على طرابلس وتعيث فيها فسادًا.
كما تحظى المليشيات المسلحة في ليبيا بدعم عسكري من الحكومة التركية التي مولتها بأسلحة مطورة وطائرات مسيرة وكميات كبيرة من الذخائر، إضافة إلى ضباط أتراك لقيادة المعركة وإرسال الآلاف من المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب المليشيات.



