تقارير

استعراض الميليشيات المسلحة.. ثوار طرابلس بعشرات الآليات وسط العاصمة وأنباء عن عودة التاجوري

مراقبون: كتيبة ثوار طرابلس انتقلت تبعيتها من وزارة الداخلية إلى وزارة الدفاع والسراج مباشرة

ثوار طرابلس “الكتيبة 116” تستعد لمرحلة جديدة تحت لواء الحرس الوطني.. وقائدها الإرهابي التاجوري في طريق العودة إليها

خلافات مرتقبة وصراعات بين ميليشيات حكومة السراج فور انتهاء معركة سرت

————–

جاء الاستعراض الأخير، لكتيبة ثوار طرابلس في العاصمة ليثير أسئلة واسعة حول مغزى قيام الكتيبة بهذا الاستعراض الأمني داخل طرابلس؟ والأسباب التي دعتها لتغيير اسمها من كتيبة ثوارطرابلس إلى الكتيبة 116؟ وعلاقتها الحالية بوزارة الداخلية وفتحى باشاغا، وحقيقة الانشقاق عن الداخلية بعد خلافات نارية ومواجهات مسلحة مع ميليشيا مصراتة؟

والأهم من ذلك، مستقبل الكتائب المسلحة في ليبيا تحت ما يسمى بـ”الحرس الوطني الجديد”، وما يتردد عن عودة قائدها السابق هيثم التاجوري، بعد هروبه خارج ليبيا قبل أكثر من عام.

وفي مشهد معتاد، على العاصمة طرابلس وطوال سنوات الفوضى بعد عام، 2011 لكن بمغزى ومعان جديدة، ظهرت سيارات عسكرية وعتاد وأسلحة رشاشة، وعشرات الآليات لكتيبة ثوار طرابلس وسط المدنيين، يلتقط أفرادها الصور في استعراض واضح للقوة ضمن قوات حكومة السراج غير الشرعية، والتي كانت على خلاف قوي مع المفوض بوزارة الداخلية، فتحي باشاغا، على مدى الأشهر الماضية. ويرى مراقبون، أن عودة كتيبة ثوار طرابلس للواجهة مرة أخرى، يجدد الحديث عن خلافات بين أروقة حكومة السراج غير الشرعية وفصائلها المسلحة وميلشياتها. وظهرت كتيبة ثوار طرابلس باسم جديد هو (الكتيبة 116) وتبعية جديدة، وبعد وقف مستحقات أنصارها من قبل وزير الداخلية، ونقل مرجعيتهم، إثر خلافات حادة استمرت أشهرا عدة بينهما وشهدت مواجهات وقتلى.

ففي مايو2020 الماضي، تفجر الخلاف بين كتيبتي ثوار طرابلس والنواصي، وميليشيا مصراتة المحسوبة على فتحي باشاغا وزير الداخلية من ناحية أخرى، وهددت ثوار طرابلس أنذاك بالانسحاب من جبهات القتال، ما لم يفرج عن بعض قيادييها المعتقلين.

ونشرت ثوار طرابلس، على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، صورا للاستعراض العسكري.

وقال أيوب أبوراس، في تدوينة له على حسابه الخاص، على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن الاستعراض كان عبارة عن إخراج جزء من سرايا الذين تخرجوا اليوم للمجاهرة بالقوة التي بحوزة كتيبة ثوار طرابلس، مضيفاً أنها كتيبة بعتاد وخبرة عسكرية جبّارة، وفق مزاعمه، وأن   قوامها نسيج اجتماعي لا يمثله فرد أو فئة معينة، تأسست على قضية وطن وعزة وشرف وليس على أفراد او مسميات!!

وتأتي هذه التحركات، بعد ضجة أثيرت خلال الفترة الأخيرة حول كيان ما يسمى بالحرس الوطني، وإعادة دمج التشكيلات القتالية الموازية وغيرها في الحرس الوطني الذي بدأت حكومة السراج غير الشرعية انشاؤه.

وشدد خبراء ومسؤولون عسكريون، أن كيان الحرس الوطني، سيشكل فتنة بين الميليشيات، والمؤكد انه سيخلق بينها صراعا مدويا الفترة القادمة، لأنه سينتقى ميليشيات ويبعد أخرى.

كما أن الضغوط الدولية، وخصوصا الأمريكية بخصوص الميليشيات القابعة في طرابلس وضرورة تفكيكها، يسير في طريق التخلص من بعضها بالفعل، وهو ما يعزز فرص الصراع في الفترة القادمة، وبالخصوص بعد انتهاء معركة سرت والاستقرار على نتيجتها.

ويرى خبراء، أن فكرة الحرس الوطني التركية جاءت للسراج على طبق من ذهب، لأنها ستقوي شوكته في الداخل إزاء فتحي باشاغا المسنود من ميليشيات مصراتة.

في سياق آخر، تجدد الحديث عن احتمال عودة القيادي السابق للكتيبة هيثم التاجوري لقيادتها من جديد، رغم تفجر خلافات بين آمرها الجديد الحالي، أيوب أبو راس والتاجوري، وذلك على اعتبار أن التاجوري هو اكثر عناصر الميليشيا قوة في الفترة القادمة وأكثرها جرأة وفسادا واقتحاما. وهو القادر على تحجيم باشاغا وطموحاته، كما يراها السراج.

فهيثم التاجوري، والذي كان قد غادر طرابلس في شهر أبريل 2019 الماضي، بعد اتهامات له بقتل العديد من قادة الكتيبة للاستفراد بشؤونها، له سطوة هائلة على عناصرها وقوامها الذي يزيد على 1500 عنصر مسلح.

وكان قد أصدر أيوب أبو راس، في وقت سابق أمراً بالقبض على هيثم التاجوري وهاشم بشر، بعدما قال في بيان للكتيبة، إنه تم تخوين هيثم و إتهامه بتصفيه كل من الحنكوره والبكستا والهادي عوينات، و تم الاتفاق على القبض عليه، داخل الكتيبة،  بعد الأخذ بأقوال السجين الزيقرا، و الذي اعترف بأن هيثم هو المسؤول على تصفية قيادات ثوار طرابلس حتي لا يتم الانقلاب عليه.

فتاريحه القذر، يؤكد أنه سيكون رجل المرحلة القادمة داخل كتيبة ثوار طرابلس أو الكتيبة 116 وفق المسمى الجديد وليس أبو راس.

والجدير بالذكر، أن التاجوري الذي كان يعمل سائق أجرة، من مدينة تاجوراء، استطاع في ظرف سنوات قليلة، بعد فوضى فبراير 2011 ان يصبح من أقوى وأغنى رجال الميليشيات في ليبيا. واستغل فترة خدمته السابق في البحرية الليبية، قبل سجنه وفصله بسبب سوء سلوكه وتعاطيه المخدرات في مد نفوذه، وبالخصوص بعد 2011، عندما انقلب على قائد الكتيبة السابق، المهدي الحاراتي واستطاع بالمال والسلاح اقناع عناصرها بالولاء له وشيئا فشيئا تضخم نفوذ التاجوري.

وتحصل على ثروة كبرى، جراء ابتزازه لكثير من السياسيين ورجال الاعمال في ليبيا، واصبح يمتلك ثروة طائلة من بينها، فندقان سياحيان في إيطاليا وإستثمارات عقارية في إسبانيا، وتصل ثروته وفق مصادر غربية إلى نحو 600 مليون دولار، رغم أن عمره لا يتجاوز ال35 سنة. وعرف عنه أنه يبيع سلاحه، لأي جهة تدفع وعودته لليبيا في حال صحت هذه الأنباء، ستخلق صراعات هائلة لكنه سيقوي نفوذ السراج في الحرس الوطني المرتقب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى