تقارير

تستبقها مناورات كبرى بالمتوسط.. معركة سرت – الجفرة تحدد مصير المحتل التركي على رمال ليبيا

تستبقها مناورات كبرى بالمتوسط.. معركة سرت – الجفرة تحدد مصير المحتل التركي على رمال ليبيا

 

خبراء: وصول منظومات دفاع جوي تركية حديثة من طراز “هوك” واستمرار شحن آلاف المرتزقة

 

الأمم المتحدة: الوضع خطير

 

المندوبة الأمريكية: لا نقبل وجود المرتزقة

————————

قبيل ساعات من انطلاق معركة سرت، تتزايد الأسئلة في الداخل الليبي وخارجه، عن مجريات المعركة القادمة وتداعياتها في ظل الأنباء، التي أعلنتها قوات الشعب المسلح “الجيش” عن استمرار التعزيزات من جانب المحتل التركي في ليبيا، والميليشيات المتعاونة معه، برئاسة حكومة السراج غير الشرعية، فإن هناك وفي الاتجاه الآخر، تحركات عسكرية هائلة في المتوسط، بعدما أعلنت القوات المسلحة المصرية، تنفيذ المرحلة الرئيسية في المناورة البرية والبحرية “حسم 2020″، في الاتجاه الاستراتيجي الغربي، ويشارك فيها الافرع الرئيسة للقوات المسلحة المصرية البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي.

وبالتزامن مع ذلك أعلنت القوات البحرية التركية، أنها ستجري مناورات بحرية ضخمة، قبالة سواحل ليبيا الفترة المقبلة. ووفق وسائل الإعلام التركية، فإن المناورات المرتقبة سيطلق عليها اسم “نافتيكس”، وستجري في 3 مناطق مختلفة، وسيحمل كل منها اسما خاصا وهي “بربروس” و”ترجوت رئيس” و” تشاكا باي” وهى أسماء لسلاطين عثمانيين، وستكون بمثابة تدريب تحسبا لاندلاع أي حرب في شرق المتوسط، ما يزيد من حدة التوترات في ليبيا

وإزاء هذه الإجواء، يرى خبراء، أن “سرت” ستكون هى الحاسمة في مجرى الصراع الليبي خلال الفترة القادمة، ليس فقط بسبب الأطماع التركية السافرة في الوطن، والرغبة في الوصول الى الهلال النفطي، ولكن لأنها تخطيا لكافة الخطوط الحمراء السابقة، وتعديا على شرق ليبيا، فالقضية في سرت – الجفرة تخطت مرحلة نصرة حكومة السراج غير الشرعية من جانب تركيا كما كانت الذرائع من قبل، إلى الرغبة في السيطرة وبسط الهيمنة على كل ليبيا. وفي هذا التحرك ضرب بكل الثوابت السياسية والاستراتيجية، وتعدٍ على الجميع بما فيها مبررات الأمن القومي لبعض دول الجوار.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه قوات الشعب المسلح “الجيش” على لسان متحدثها، أن تركيا تريد الوصول إلى منطقة الهلال النفطي، من أجل السيطرة على البلاد، مؤكدا أنهم يرصد التحركات التركية في محيط سرت والجفرة.

في نفس السياق، تكشفت أنباء عدة عن أن المحتل التركي، وخلال الساعات الماضية، أرسل دعما عسكريا جديدا إلى قاعدة عقبة بن نافع “الوطية” الجوية التي تسيطر عليها، الميليشيات التي تحارب في صفوفه من عناصر حكومة السراج غير الشرعية

وتناقل ناشطون، صورا لرتل عسكري مكون من عدة شاحنات محملة بأسلحة ومعدات في طريقه، إلى قاعدة “عقبة بن نافع” الوطية الجوية، بعد تفريغ طائرة شحن عسكرية تركية حمولتها في مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس، كما كشفت وسائل إعلام تركية، أن المحتل التركي، يعدّ لنشر منظومة دفاع جديدة في القاعدة الجوية، بعد التدمير الذي طال المنظومة السابقة. كما سيقوم قريبا بنصب منظومات دفاع جوي جديدة، وسيفعّل منظومة “إس 125″ التي اقتناها من أوكرانيا مؤخرا، فوق المجال الجوي لمدينة سرت، وبعض المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لهم في غرب ليبيبا. بالاضافة الى ذلك تزايدت الأنباء التي تتحدث عن بدء أنقرة العمل عى إنشاء قاعدتين عسكريتين واحدة جويّة وأخرى بحرية بمدينة مصراتة، من أجل التأسيس لوجود تركي دائم في ليبيا.

يأتي هذا فيما وجه عدد من الدول خلال مؤتمر وزاري،  عبر الفيديو لمجلس الأمن، تحذيرات من المرتزقة والحشد حول مدينة سرت، ونددوا بالتدخل في ليبيا.

من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن التدخل الخارجي في ليبيا، بلغ مستويات غير مسبوقة” في ليبيا، مع تسليم معدات متطورة وتوافد المرتزقة الى المعارك. وأعرب غوتيريس عن قلقه إزاء حشد قوات عسكرية في محيط مدينة سرت.

وقالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن، إن التطورات والحشود العسكرية في محيط سرت تثير القلق، وأضافت لا مكان للمرتزقة في ليبيا وعلى الجميع وقف إطلاق النار.

على صعيد متصل، وبما اعتبر تصعيدا عسكريا يستبق المعركة الكبرى، أعلنت غرفة عمليات تأمين وحماية “سرت – الجفرة” التابعة لحكومة السراج غير الشرعية، المنطقة من أبوقرين إلى بويرات الحسون مرورا بالوشكة، منطقة عمليات عسكرية. وقالت إنه يمنع بها التجول والتنقل نهائيا، مهما كانت الأسباب، وذلك وفق بيانها على صفحتها على الفيس بوك.

ويرى خبراء، أن تحديد مصير معركة سرت – الجفرة لايكمن أن يتم من خلال عناصر وميلشيات حكومة السراج فقط، ولابد من انخرط عسكري تركي كبير في القتال، لذلك يزيد المحتل التركى من استعداداته للمعركة على مختلف المستويات، وبهذا فالمواجهة القادمة حتما في محيط سرت ستكون ليبية مصرية تركية بلا شك.

في هذا الإطار، أرسل المحتل التركي، الى ليبيا أيضا، كما كشفت بعض المصادر، منظومات دفاع صاروخي يُعتقد أنها من طراز “هوك” لنشرها في مناطق سيطرة حكومة السراج غير الشرعية، في بحيث لا تؤمن فقط حماية جوية لهذه المناطق، بل تمتد أيضاً لتشمل أجواء وسط ليبيا، وهو مسعى واضح لحرمان الطائرات التي تشارك في حماية سرت من قدرتها على التحليق في سماء المدينة ومنع الهجوم عليها، كما حصل من قبل، لكن طيرانا مجهولا سارع الى “دك” منظومات الدفاع الجوي التركية في الوطية قبل تشغيلها.

من جانبه أكد الخبير العسكري المصري، اللواء سمير راغب أن زيارة كلا من وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، ورئيس الأركان الى العاصمة طرابلس مؤخرًا يوحي بقرب معركة سرت، ويمكن أن نطلق عليها “أم المعارك”، وكشف راغب، أن ما تناولته مواقع تتبع الطائرات والسفن من حركة لطائرات سي 130 تركية في اتجاه مطارات وقواعد جوية تابعة، لحكومة السراج غير الشرعية قادمة من مطارات تركية، يعكس حشد لأعداد من المرتزقة بالآلاف، علاوة على الأعداد الموجودة من قبل.

معركة سرت- الجفرة نقطة فاصلة في مجرى الصراع الليبي وعليها ستتحدد مواقع الأقدام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى