تقارير

“ليبيا” عقبة في طريق المصالح الفرنسية.. دور تخريبي في كل العصور

يثير الدور الفرنسي في ليبيا أسئلة ضخمة في الداخل والخارج. يرى مراقبون أنه أكبر بكثير من أن يتم حصره في إطار الصراع مع أردوغان وتوسع المحتل التركي في ليبيا.

فرنسا حاضرة في المشهد الليبي منذ أيام القائد الشهيد، معمر القذافي، قادت عمليات الناتو لتخريب الوطن عام 2011، عرّاب الفوضى الرئيسي في البلاد على مدى عقد كامل. وبغض النظر عن الخلاف التركي الفرنسي، باعتباره صراع مصالح واستعمار من الدرجة الأولى، فإن الدور الفرنسي في حد ذاته مخربًا ومشبوهًا.

واقترب من ذلك الباحث السوري هادي دانيال، فيما أسماه بنفاق السياسة الفرنسية إزاء الأزمة الليبية على مدى عقود، وكما سَبَقَ لفرنسا في عهد الرئيس ميتران، أن انساقت خلف السياسة الأمريكيّة في العراق، على خلفيّة دخول الجيش العراقي الكويت فانقلبت باريس على نفسها وغامرت بمصالحها في بلاد ما بين النهرين، فقد انساقت وراء السياسة الأمريكية ذاتها، عندما لعبت دوراً محوريا في الانقلاب الفوضوي التدميري، الذي قاده حلف الناتو على نظام القائد الشهيد 2011، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي الذي يُعَدُّ عَرَّاب التدخل العسكري في ليبيا، رغم ارتباطه سابقا بعلاقات صداقة قوية مع النظام الجماهيري.

وأضاف دانيال، اليوم عندما تواصل فرنسا تدخُّلها في الأزمة الليبية، فإنّ آخرَ همّها مصالح الشعب الليبي ووحدته ووحدة أراضيه ،وحين تدعم حفتر في السر والسرّاج في العلن، فسبب ذلك حرصها على أن يكون لها حصّة في ثروات ليبيا الغنية بالنفط. وهى ستميل في النهاية الى من يسيطر على ليبيا ويسيطر على الجنوب. لأنه يتماس مع النيجر ودول الساحل، وعلاقات فرنسا بهم ممتدة على مدى عقود وهم خلفيتها الأفريقية ومستعمراتها السابقة، وأماكن وجود اليورانيوم لتشغيل المفاعلات النووية.

وقال المحلل السياسي الجزائري، حسني عبيدي، في تصريحات سابقة لدويتشه فيله، إن ماكرون بالفعل يعيد الأخطاء، التي اتهم بها ساركوزي، ويمكن القول بشكل عام إن السياسية الخارجية للرئيس الفرنسي الحالي ضبابية إلى حد ما، هذا بالإضافة إلى أن ماكرون يضع الملفات الحساسة كالملف الليبي في يد رجل يلقب في فرنسا بتاجر السلاح، وهو وزير الخارجية جون إيف لودريان، المعروف عنه ميله لعسكرة المقاربة الفرنسية والأوروبية في الملفات الخارجية، وهكذا يأتي التأرجح بين تأييد حفتر في السر، وإعلان الدعم للسراج في العلن، ثم الهدوء فترة وإعادة إعلان الدعم لحفتر  في العلن والاجتماع معه في فرنسا، دون السراج، مع دعم حكومته في السر ليؤكد هذه اللعبة الفوضوية.

باريس تخرّب في ليبيا على مدى كل العصور، ومع مختلف السلطات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى