تقارير

ليبيا.. سلام ضائع وسلاح في أيدي الجميع

جاء التقرير الذي أصدرته لجنة العقوبات بالأمم المتحدة، من أن ليبيا أصبحت سوق كبير للأسلحة، بسبب استمرار تدفقها وخرق قرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا. ليفتح الباب مجددا، حول ملف السلاح المنفلت والمتضخم في ليبيا على مدى السنوات الماضية.

والحاصل أنه منذ سقوط النظام الجماهيري، في عام 2011، وهناك الكثير من التحديات الهائلة تجابهها، في مقدمتها انتشار أسواق السلاح في كل ربوع ليبيا. ومع ظهور وتنامي قوة الميليشيات المسلحة وظهور الغازي التركي، زاد تدفقها بشكل يهدد الأمن والاستقرار في ليبيا لسنوات طويلة قادمة. وحتى وقت قريب كان السلاح في جنوب ليبيا يباع علنًا، لأي أحد قادر على دفع ثمنه.

 ووفق تقارير عدة، تحدث فيها بعض تجار السلاح في ليبيا، فإن ثمن البندقية كان قبل نكبة فبراير 2011 بنحو  1500 دينار، أما الآن فتباع بـ 150 دينارا فقط. أما سعرالرشاش ومضادات الطائرات، فيصل إلى 3000 دينار.

ونبه إسماعيل شرقي، مفوض السلم والأمن بالاتحاد الافريقي، لخطورة هذه القضية من قبل، بعدما دعا إلى منع إغراق ليبيا بأسلحة إضافية، حيث تنتشر بالفعل أكثر من 60 مليون قطعة سلاح داخل ليبيا. وأضاف شرقي في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية، إن تدفق السلاح بهذا الشكل سيدفع لحرب طويلة ومكلفة تزعزع استقرار المنطقة برمتها.

التحذير ذاته كان قد صدر من قبل، عن غسان سلامة، المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، عندما حذر من وجود نحو 23 مليون قطعة سلاح على الأرض في ليبيا، لا تستطيع البلاد جمعها أو ضبطها، داعيًا إلى ضرورة التعاون مع دول الجوار حتى يمكن محاصرة هذه الظاهرة.

ومؤخرا وفي فضيحة متداولة في ألمانيا، وبرغم فرض حظر السلاح، وتبني المستشارة أنجيلا ميركل لمؤتمر برلين الداعي إلى السلام في ليبيا. كشف تحقيق صحفي للقناة الأولى الألمانية وصحيفة “شتيرن” عن استمرار إرسال معدات عسكرية ألمانية متطورة إلى ليبيا، عبر ثلاث شركات ألمانية كبرى وهي “مرسيدس” و”راينميتال” و”مان”.

وعلق خبير الشؤون الخارجية لحزب الخضر الألماني  أوميد نوريبور، بالقول، إن سياسة الحكومة الاتحادية بشأن ليبيا “نفاق مركّز”، وأضاف إن “أي طلقة” يتم إرسالها إلى ليبيا تمثل خرقاً للقانون الدولي.

فيما حذر وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم من تداعيات الوضع، وقال إن الأجندات الإقليمية والدولية لا تتفق إلا على إبقاء ليبيا في حالة الفوضى ومسرحًا للحروب، لافتًا إلى أن استمرار تدفق الأسلحة نحو ليبيا ساهم في تسليح الجماعات الإرهابية داخلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى